أظهر استطلاع رأي حديث في إسرائيل أن الدعم الشعبي لقيام دولة فلسطين لا يزال محدودًا، مع تفضيل أغلبية الإسرائيليين الحفاظ على التفوق العسكري على إتمام اتفاق تطبيع مع المملكة العربية السعودية. كشف الاستطلاع، الذي أجراه معهد “لازار”، عن معارضة واسعة النطاق لقيام دولة فلسطينية، مما يعكس استمرار التحديات في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية.
الرأي العام الإسرائيلي ومعارضة قيام دولة فلسطين
أظهر الاستطلاع أن 67% من الإسرائيليين يعارضون قيام دولة فلسطينية، بينما يؤيدها 17% فقط، و16% آخرون غير متأكدين. يعكس هذا الرفض العميق حالة من عدم الثقة المستمرة في النوايا الفلسطينية، بالإضافة إلى المخاوف الأمنية التي عبر عنها العديد من الإسرائيليين على مر السنين. يأتي هذا في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات جيوسياسية كبيرة.
وفقًا للنتائج، فإن القضية الفلسطينية ليست أولوية قصوى بالنسبة لمعظم الإسرائيليين في الوقت الحالي. يركز الرأي العام بشكل أكبر على القضايا الداخلية مثل الاقتصاد وتكاليف المعيشة، بالإضافة إلى التهديدات الإقليمية المتصورة.
التطبيع مع السعودية والتفوق العسكري
بالإضافة إلى ذلك، أظهر الاستطلاع انقسامًا حول اتفاق التطبيع المحتمل مع السعودية. فقد أشار 47% من الإسرائيليين إلى أنهم لا يرون أن التطبيع يستحق المساس بالتفوق العسكري الإسرائيلي، بينما اعتقد 24% أنه يستحق ذلك، و29% أعربوا عن عدم اليقين. هذا يشير إلى حساسية كبيرة تجاه أي تنازلات قد تؤثر على الأمن القومي الإسرائيلي.
تأتي هذه النتيجة في ظل قلق إسرائيلي متزايد بشأن احتمال بيع الولايات المتحدة طائرات مقاتلة “إف-35” إلى السعودية. تخشى إسرائيل من أن يؤدي ذلك إلى تقويض تفوقها العسكري النوعي في المنطقة، وهو عنصر أساسي في استراتيجيتها الدفاعية.
تصريحات نتنياهو وتداعيات الاستطلاع
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تصريحات أدلى بها مؤخرًا، أن فكرة إقامة دولة فلسطينية “ليست مطروحة حتى في سياق الجهود الرامية إلى تحقيق تطبيع مع السعودية”. تعكس هذه التصريحات موقف الحكومة الإسرائيلية الرافض للمفاوضات حول حل الدولتين في الوقت الحالي.
يأتي هذا الاستطلاع في أعقاب سنوات من الجمود في عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية. فمنذ انهيار مفاوضات السلام عام 2014، لم يتم تحقيق أي تقدم ملموس نحو حل الدولتين. وتفاقمت الأمور نتيجة للأحداث الجارية في غزة والضفة الغربية.
يرى مراقبون أن نتائج الاستطلاع تعكس حالة من التشاؤم السائدة في إسرائيل بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين في المستقبل القريب. ومع ذلك، يشيرون أيضًا إلى أن الرأي العام يمكن أن يتغير بناءً على التطورات السياسية والأمنية في المنطقة.
من الجدير بالذكر أن هذا الاستطلاع يعكس نبض الشارع الإسرائيلي في لحظة معينة، وقد لا يكون بالضرورة مؤشرًا دقيقًا على التوجهات طويلة الأجل.
مستقبل العلاقات الإسرائيلية السعودية والقضية الفلسطينية
من المتوقع أن تستمر المناقشات حول التطبيع مع السعودية في الأشهر المقبلة، مع التركيز على القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية. من المرجح أن تظل مسألة التفوق العسكري الإسرائيلي نقطة خلاف رئيسية.
فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فمن غير الواضح ما إذا كان هناك أي تغيير في الموقف الإسرائيلي في المستقبل القريب. ومع ذلك، فإن استمرار الوضع الراهن قد يؤدي إلى تصعيد التوترات وزيادة خطر اندلاع صراع جديد.
سيراقب المراقبون عن كثب التطورات في كلا الملفين، مع الأخذ في الاعتبار تأثيرهما المحتمل على الاستقرار الإقليمي. كما سيتابعون ردود الفعل الفلسطينية والعربية على نتائج الاستطلاع وتصريحات نتنياهو.
