استعداد أميركي لمحادثات مع طهران “وفق شروط”

أعربت الولايات المتحدة وإيران، اليوم الثلاثاء، عن انفتاح على إجراء محادثات مباشرة بشأن البرنامج النووي الإيراني، وذلك خلال جلسة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. يأتي هذا التطور في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتوقف المفاوضات السابقة، مما يثير تساؤلات حول إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة.
أكدت واشنطن وطهران التزامهما بالمفاوضات، لكن مع شروط متباينة. وقالت مستشارة بعثة أمريكا بالأمم المتحدة أن بلادها مستعدة للحوار المباشر مع إيران، شريطة أن تكون طهران جادة في إجراء مفاوضات هادفة. في المقابل، أشار المندوب الإيراني إلى استعداد بلاده لتقديم ضمانات حول السلمية في برنامجها النووي، داعياً إلى احترام حقوق إيران بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
مستقبل المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني
تأتي هذه التصريحات في وقت حرج، بعد انهيار المفاوضات غير المباشرة التي بدأت في أبريل الماضي بوساطة عُمان. وتدهورت الأوضاع بشكل كبير في يونيو الماضي، مع هجوم إسرائيلي على إيران استمر 12 يوماً، استهدف مواقع نووية، بمشاركة أمريكية في ضرب بعضها، وفقاً لتقارير إعلامية.
التصعيد الأخير والعمليات العسكرية
ردًا على ذلك، نفذت الولايات المتحدة ما أسمته عملية “مطرقة منتصف الليل”، حيث استهدفت منشآت نووية إيرانية بأكثر من 100 طائرة وغواصة و7 قاذفات من طراز “بي 2”. وقد سبقت هذه العمليات سلسلة ضربات إسرائيلية متواصلة على منشآت عسكرية إيرانية، مما أدى إلى تصعيد كبير في التوترات الإقليمية.
أدت هذه التطورات إلى حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني. ويرى مراقبون أن أي تقدم في المفاوضات يتطلب بناء الثقة بين الطرفين، وهو أمر يبدو صعبًا في ظل الظروف الحالية.
شروط واشنطن وطهران
تصر الولايات المتحدة على أن أي اتفاق يجب أن يضمن عدم تطوير إيران لقدرات نووية عسكرية، وأن يشمل آليات تفتيش صارمة للتحقق من التزام طهران. وتعتبر واشنطن تخصيب اليورانيوم داخل إيران أمرًا غير مقبول.
في المقابل، تطالب إيران برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، والاعتراف بحقوقها في تطوير برنامج نووي سلمي. وتؤكد طهران أن برنامجها النووي يهدف إلى أغراض سلمية فقط، وأنها ملتزمة بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.
التأثير الإقليمي والدولي
يثير البرنامج النووي الإيراني قلقًا بالغًا في المنطقة والعالم. تخشى دول المنطقة من أن يؤدي تطوير إيران لقدرات نووية عسكرية إلى سباق تسلح إقليمي، وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، يثير هذا الملف تساؤلات حول دور القوى الدولية في المنطقة، وجهودها لمنع انتشار الأسلحة النووية. وتعتبر قضية الانتشار النووي من أهم التحديات التي تواجه المجتمع الدولي.
تعتبر قضية الأمن الإقليمي مرتبطة بشكل وثيق بالملف النووي الإيراني. ويرى خبراء أن أي حل للأزمة النووية يجب أن يأخذ في الاعتبار المخاوف الأمنية لدول المنطقة، وأن يساهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي.
من ناحية أخرى، يراقب المجتمع الدولي عن كثب التطورات المتعلقة بالملف النووي الإيراني، ويحث الأطراف المعنية على العودة إلى طاولة المفاوضات. وتدعو الأمم المتحدة إلى حل دبلوماسي للأزمة، وتجنب أي تصعيد عسكري.
في الختام، يبقى مستقبل المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني غير واضح. من المتوقع أن يستمر مجلس الأمن في مناقشة هذا الملف في الأشهر القادمة، وأن تبذل جهود دبلوماسية مكثفة للتوصل إلى حل. ومع ذلك، فإن التحديات كبيرة، ولا يزال من غير المؤكد ما إذا كانت طهران وواشنطن ستتمكنان من التغلب على الخلافات القائمة والعودة إلى طاولة المفاوضات بشكل جاد.





