اعتقال نوح زعيتر أخطر تاجر مخدرات في لبنان

اعتقلت القوات اللبنانية اليوم الخميس، نوح زعيتر، أحد أبرز المطلوبين بقضايا مخدرات واسعة النطاق، في عملية أمنية دقيقة شرق البلاد. هذا التوقيف يمثل خطوة هامة في جهود مكافحة تجارة المخدرات المتصاعدة في لبنان، والتي تؤثر بشكل كبير على الأمن والاستقرار الإقليمي. ولم يتم الإفصاح عن تفاصيل إضافية حول ظروف الاعتقال مباشرةً، لكن مصادر أمنية أكدت نجاح العملية.
وقالت مصادر في الجيش اللبناني، مفضلة عدم الكشف عن هويتها، إن زعيتر سلم نفسه للاستخبارات العسكرية بعد مواجهة محدودة في منطقة بعلبك. وأشارت إلى أن زعيتر مطلوب بموجب مذكرات توقيف عديدة تتعلق بجرائم متنوعة، بما في ذلك الاتجار بالمخدرات والأسلحة، وتشكيل عصابات إجرامية، والاعتداء على مؤسسات الدولة.
إمبرطورية المخدرات وتوسعها
منذ تسعينيات القرن الماضي، أسس زعيتر شبكة واسعة لتصنيع وتهريب المخدرات، خاصة حبوب الكبتاغون، والتي شهدت ازديادًا ملحوظًا في الطلب عليها في السنوات الأخيرة. وقد كان يعتبر من بين أكبر تجار الكبتاغون في المنطقة، حيث امتدت عمليات التهريب إلى سوريا ودول أخرى مجاورة. وقد تسبب هذا النشاط الإجرامي في تدهور الأوضاع الأمنية وتأثيرات اقتصادية سلبية.
تأتي عملية الاعتقال بعد أشهر من تركيز أمني متزايد في منطقة البقاع الشرقية، وخاصة بعد اكتشاف وتفكيك ما وصفته السلطات اللبنانية بـ “أحد أضخم معامل” الكبتاغون في بلدة اليمونة. وتواجه السلطات اللبنانية ضغوطًا كبيرة لتقويض شبكات المخدرات المتجذرة، والتي تستغل الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة في البلاد.
العلاقات الإقليمية والاتهامات
وفقًا لتقارير إعلامية وتحريات أمنية، يُزعم أن لزعيتر علاقات مع جهات فاعلة إقليمية، بما في ذلك أفراد مرتبطين بالنظام السوري. وقد اتُهم بالقيام بأنشطة دعم لوجستي ومالي للنظام خلال الحرب الأهلية السورية. في مارس 2024، أصدرت المحكمة العسكرية حكمًا غيابيًا بإعدام زعيتر بتهمة إطلاق النار على قوات الجيش في بعلبك.
علاوة على ذلك، فرضت كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على زعيتر وعدد من شركائه، متهمين إياهم بدورهم في تسهيل تجارة المخدرات وتمويل الأنشطة الإجرامية. وتشير هذه العقوبات إلى مستوى التعاون الدولي في مواجهة شبكات التهريب العابرة للحدود.
تأثيرات الاعتقال المحتملة
يعتبر توقيف زعيتر تطوراً هاماً في سياق جهود مكافحة المخدرات في لبنان. قد يؤدي ذلك إلى تفكيك جزء من الشبكة الإجرامية التي كان يقودها، بالإضافة إلى الكشف عن المزيد من المعلومات حول ارتباطاته وشركائه. ومع ذلك، يظل التحدي كبيراً، حيث أن هناك العديد من الشبكات الأخرى النشطة في البلاد.
يشير المراقبون إلى أن الاعتقال قد لا يكون نهاية المطاف، وأنه من المرجح أن تحاول عناصر أخرى من الشبكة الإجرامية ملء الفراغ الذي خلفه زعيتر. كما يثير هذا التوقيف تساؤلات حول مستقبل الأمن في منطقة البقاع، ومدى قدرة الجيش اللبناني على الحفاظ على الاستقرار في المنطقة على المدى الطويل.
من المتوقع أن تبدأ السلطات اللبنانية تحقيقاً معمقاً مع زعيتر للكشف عن كافة تفاصيل شبكته وعلاقاته، وقد يؤدي ذلك إلى توقيفات أخرى في الأيام والأسابيع القادمة. في الوقت نفسه، تبقى قضية مكافحة المخدرات في لبنان من القضايا المعقدة التي تتطلب جهوداً متواصلة وتنسيقاً إقليمياً ودولياً لضمان تحقيق النتائج المرجوة. سيراقب المراقبون عن كثب تطورات هذه القضية، والخطوات التي ستتخذها السلطات اللبنانية لمواجهة خطر تهريب المخدرات.





