أعلنت السلطات في جنوب أفريقيا عن اعتقال أربعة رجال في مطار جوهانسبرغ، يشتبه في تجنيدهم للانضمام إلى الجيش الروسي. وتأتي هذه الاعتقالات في إطار تحقيق أوسع يتعلق بتجنيد مواطنين جنوب أفريقيين للقتال في الخارج، وهو ما يثير تساؤلات حول الأمن القومي ودور بعض الشخصيات المؤثرة في تسهيل هذه العمليات. وتُعد قضية التجنيد في الجيش الروسي تطورًا مقلقًا بالنسبة لحكومة جنوب أفريقيا.
تحقيق في عمليات التجنيد لصالح روسيا
وحدة “الصقور” الخاصة التابعة للشرطة الجنوبية الأفريقية، هي التي أوقفت الرجال قبل صعودهم إلى الطائرة المتجهة إلى روسيا. وبحسب بيان الشرطة، فإن التحقيق الأولي كشف عن تورط امرأة جنوب أفريقية في تسهيل عملية السفر وتجنيد هؤلاء الأفراد. لم يتم الكشف عن هوية المرأة، لكن الشرطة أكدت أنها قيد التحقيق.
ومن المقرر أن يمثل المعتقلون أمام المحكمة غدًا الاثنين بتهمة انتهاك قانون تنظيم المساعدة العسكرية الأجنبية. ينص هذا القانون على حظر مشاركة المواطنين في جيوش أجنبية أو تقديم أي دعم عسكري لحكومات أخرى دون الحصول على إذن رسمي من السلطات. وشددت السلطات على أنها ستتخذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لضمان محاسبة المتورطين.
قضية المقاتلين في أوكرانيا
تأتي هذه التطورات بعد أسابيع من ظهور تقارير حول وجود 17 رجلًا جنوب أفريقيًا عالقين في أوكرانيا. وقد استُدرج هؤلاء الرجال للانضمام إلى قوات مسلحة غير نظامية، يُعتقد أنها مرتبطة بمرتزقة، مقابل وعود بمكافآت مالية كبيرة. وقد تعهد الرئيس سيريل رامافوزا بفتح تحقيق في هذه القضية وإيجاد طرق لإعادة هؤلاء الرجال إلى وطنهم.
وبحسب التقارير، فإن بعض هؤلاء المقاتلين قد تعرضوا لظروف قاسية في أوكرانيا، بما في ذلك نقص الإمدادات الطبية والمادية. وتشير المعلومات إلى أنهم كانوا يقاتلون في منطقة دونباس، التي تشهد معارك عنيفة بين القوات الأوكرانية والانفصاليين المدعومين من روسيا.
دودوزيلي زوما-سامبودلا قيد التحقيق
في سياق متصل، أعلنت الشرطة أنها تحقق مع دودوزيلي زوما-سامبودلا، ابنة الرئيس الجنوب أفريقي السابق جاكوب زوما، على خلفية اتهامات بالضلوع في عمليات التجنيد. وقد اتهمتها أختها غير الشقيقة بدورها في تسهيل سفر الرجال إلى روسيا.
استقالت زوما-سامبودلا من البرلمان يوم الجمعة، وذلك بالتزامن مع إعلان الشرطة التحقيق معها. ولم تصدر زوما-سامبودلا أي تصريحات علنية بشأن هذه الاتهامات حتى الآن. ويترقب المراقبون تطورات التحقيق لمعرفة مدى تورطها في هذه القضية.
الأمن القومي هو أحد الجوانب الرئيسية التي تثير قلق الحكومة الجنوبية الأفريقية في هذه القضايا. فقد حذر خبراء الأمن من أن مشاركة مواطنين جنوب أفريقيين في صراعات أجنبية يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التوترات الإقليمية وزيادة خطر التطرف. بالإضافة الى ذلك، فإن قضية المرتزقة ذاتها تثير مخاوف بشأن استقرار المنطقة.
يتوقع أن يستمر التحقيق في هذه القضايا خلال الأسابيع القادمة، مع التركيز على تحديد جميع المتورطين في عمليات التجنيد وجمع الأدلة اللازمة لمحاكمتهم. وستراقب الحكومة الجنوبية الأفريقية عن كثب أي تطورات جديدة في هذا الشأن، وستتخذ الإجراءات اللازمة لحماية أمنها القومي ومصالح مواطنيها. ويظل مستقبل هؤلاء المقاتلين العالقين في أوكرانيا غير واضحًا، حيث تتوقف عودتهم على التوصل إلى اتفاق مع الأطراف المتنازعة.
