Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
ثقافة وفنون

اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية جديدة

أعلن فريق بحثي ليبي عن اكتشاف طريق روماني قديم يربط بين مدينتي برقة (المرج) وطلميثة، وهو اكتشاف أثري هام يعزز فهم شبكة الطرق الرومانية في المنطقة. يمثل هذا الاكتشاف إضافة قيمة للمعرفة بتاريخ ليبيا القديم، ويفتح آفاقًا جديدة للبحث والدراسة في هذا المجال. وقد تم توثيق الموقع بشكل أولي، وتجري حاليًا إعداد دراسة علمية شاملة لتقييم أهميته التاريخية والأثرية.

اكتشاف طريق روماني قديم في ليبيا

تم العثور على الطريق الروماني أثناء أعمال مسح أثرية في المنطقة الجنوبية من طلميثة، حيث يمتد الطريق عبر عدد من الأودية والوديان. ويشير الباحثون إلى أن هذا الطريق كان يستخدم لربط المدينتين الرئيسيتين في المنطقة، برقة وطلميثة، مما يسهل حركة التجارة والاتصالات بينهما. يُعد هذا الاكتشاف دليلًا إضافيًا على أهمية ليبيا في العصر الروماني ودورها في شبكة الطرق التجارية التي ربطت شمال أفريقيا ببقية الإمبراطورية الرومانية.

أهمية المدينتين برقة وطلميثة

تقع مدينة المرج، المعروفة تاريخيًا ببرقة، على بعد حوالي 90 كيلومترًا شرق بنغازي، وتتميز بموقعها المرتفع ومناطقها الزراعية الخصبة. تضم المدينة العديد من المواقع الأثرية الهامة التي تعود إلى فترات تاريخية مختلفة. أما طلميثة، أو بتوليمايس كما كانت تعرف، فهي مدينة إغريقية رومانية قديمة تأسست في القرن السادس قبل الميلاد، وتشتهر بآثارها الضخمة مثل المسرح الروماني والشوارع المرصوفة والحمامات والقصور.

تعتبر طلميثة من أهم المدن الساحلية في ليبيا، وتقع على الساحل الشرقي على بعد حوالي 30 كيلومترًا شرق بنغازي. وقد لعبت دورًا حيويًا في التجارة والثقافة في المنطقة لعدة قرون. الآثار الرومانية في طلميثة تشهد على ازدهار المدينة في تلك الفترة.

سياق الاكتشافات الأثرية الحديثة

يأتي هذا الاكتشاف في سياق سلسلة من الاكتشافات الأثرية الحديثة في ليبيا، والتي تشير إلى ثراء التراث التاريخي للبلاد. ففي الآونة الأخيرة، تم الكشف عن مجموعة من المدافن وصهاريج المياه الرومانية في مناطق ساحلية مختلفة. وتعكس هذه الاكتشافات الجهود المستمرة التي تبذل للحفاظ على التراث الليبي وإبرازه.

تزخر ليبيا بالمواقع الأثرية الهامة، حيث يوجد بها خمسة مواقع مسجلة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وهي: موقع شحات الأثري، وموقع لبدة الكبرى، والموقع الأثري في صبراتة، ومواقع الفن الصخري في تادرارت أكاكوس، ومدينة غدامس القديمة. التراث الأثري الليبي يمثل جزءًا هامًا من الهوية الثقافية للبلاد.

ومع ذلك، شهدت ليبيا فترة من عدم الاستقرار السياسي والأمني بعد عام 2011، مما أثر سلبًا على قطاع السياحة والبحث الأثري. قبل ذلك، كانت ليبيا وجهة رئيسية لمئات الآلاف من السياح من جميع أنحاء العالم. وانقسمت البلاد بعد ذلك بـ4 سنوات بين إدارتين متنافستين، وسط جهود دولية مستمرة لإنهاء الانقسام وتحقيق الاستقرار.

بالإضافة إلى ذلك، أثرت الظروف الأمنية على قدرة الفرق الأثرية على الوصول إلى بعض المواقع وإجراء التنقيبات اللازمة. ومع تحسن الوضع الأمني تدريجيًا، تتزايد الجهود لاستئناف العمل في المواقع الأثرية وحماية التراث الليبي من التدهور والعبث.

الخطوات التالية والآفاق المستقبلية

من المتوقع أن يستمر فريق البحث في دراسة الطريق الروماني المكتشف، وإجراء المزيد من التنقيبات للكشف عن تفاصيل إضافية حول تاريخه وأهميته. كما سيتم العمل على إعداد تقرير شامل عن الموقع، يتضمن نتائج الدراسة والتحليلات التي تم إجراؤها. من المرجح أن يستغرق إعداد التقرير عدة أشهر، وقد يتم نشره في مجلات علمية متخصصة.

في المستقبل، قد يتم تطوير الموقع ليصبح وجهة سياحية، مما يساهم في تعزيز قطاع السياحة في ليبيا. ومع ذلك، يتطلب ذلك توفير الحماية اللازمة للموقع، وتطوير البنية التحتية المحيطة به. يبقى الوضع السياسي والأمني في ليبيا عاملاً حاسمًا في تحديد مدى إمكانية تحقيق هذه الأهداف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى