أعلن معهد الكويت للأبحاث العلمية عن إطلاق شركة كاظمة التابعة له مياه شرب جديدة في الأسواق المحلية مطلع عام 2026. تعتمد هذه المياه على تقنية مبتكرة لتحلية مياه الآبار الشاطئية، مما يمثل خطوة هامة نحو تعزيز الأمن المائي في البلاد وتوفير مصدر بديل ومستدام للمياه الصالحة للشرب. يأتي هذا الإعلان في ظل تزايد الطلب على المياه وتحديات ندرتها في المنطقة.
أكد مدير شركة كاظمة، المهندس محمد الدويسان، أن المشروع هو نتاج عقود من الأبحاث والتطوير التي قادها المعهد، بهدف إيجاد حلول مبتكرة لتحديات المياه في الكويت. ومن المتوقع أن تتوفر مياه كاظمة في الجمعيات التعاونية والمراكز التجارية الرئيسية في جميع أنحاء البلاد بحلول بداية عام 2026، وفقًا لتصريحات رسمية.
تقنية تحلية مياه الآبار الشاطئية: حل مبتكر للأمن المائي
تعتمد تقنية كاظمة على تحلية مياه الآبار الشاطئية باستخدام عملية التناضح العكسي. تختلف هذه التقنية بشكل كبير عن الطرق التقليدية لتحلية المياه المستخدمة في الكويت، والتي تعتمد بشكل أساسي على تحلية مياه البحر. تتميز هذه المياه بأنها تستخرج من مصدر جوفي تحت قاع البحر، وتمر عبر طبقات رملية طبيعية تعمل كمرشح لإزالة الشوائب وتقليل الملوحة.
جودة المياه وعملية الإنتاج
تخضع المياه لعمليات معالجة متقدمة وتعقيم بالأوزون لضمان جودة عالية ونقاء، بالإضافة إلى تركيبة أملاح متوازنة. تضمن هذه العملية أن المياه صالحة للشرب لجميع الفئات العمرية. يبلغ الإنتاج الحالي للمصنع 6000 زجاجة في الساعة، مع وجود خطط توسعية قيد الدراسة لمضاعفة هذه الكمية في المستقبل.
بالإضافة إلى ذلك، تتميز تقنية الآبار الشاطئية بأنها أقل تكلفة من التحلية التقليدية، ويمكن تشغيل محطاتها باستخدام مصادر الطاقة البديلة مثل الطاقة الشمسية. هذا يضمن استمرارية الإنتاج حتى في الظروف الطارئة أو الأزمات، ويساهم في تقليل البصمة الكربونية للمشروع.
أهمية استراتيجية لمواجهة تحديات المياه
لا يقتصر دور مشروع كاظمة على الجانب التجاري، بل يمتد ليشمل بعدًا استراتيجيًا هامًا في تعزيز الأمن المائي في الكويت. تعتبر هذه التقنية ركيزة أساسية لمنظومة الاستعداد للطوارئ والأزمات، حيث توفر مصدرًا موثوقًا للمياه في الحالات التي قد تتعطل فيها مصادر المياه التقليدية.
وفقًا للمسؤولين، فإن مصدر المياه “محصن ضد التلوث السطحي البحري”، مثل تسرب النفط، مما يجعله أكثر أمانًا واستدامة. كما أن استخدام الطاقة البديلة يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري ويساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في البلاد.
تهدف شركة كاظمة إلى الحصول على حصة سوقية مؤثرة في قطاع المياه، مع التركيز على تقديم خيار ثالث للمستهلكين يختلف عن المياه المحلاة الحكومية والمياه الجوفية الطبيعية. وتسعى الشركة إلى التكامل مع القطاع الخاص، وليس المنافسة معه، من خلال تقديم منتج عالي الجودة وبأسعار تنافسية.
أشاد المهندس الدويسان بالدعم الذي قدمته الهيئة العامة للغذاء والتغذية في عملية الترخيص للمنتج الجديد، مؤكدًا أن عوائد المشروع ستوجه نحو التوسع في مشاريع الشركة واستثماراتها المستقبلية، مما يعزز الموارد المالية لمعهد الكويت للأبحاث العلمية.
تؤكد الشركة أن مياه كاظمة خضعت لفحوصات دقيقة في مختبرات محلية وعالمية بشكل يومي لضمان مطابقتها لأعلى معايير الجودة والسلامة. يهدف هذا المشروع إلى تقديم نموذج للمنتج الوطني القائم على أسس علمية رصينة، وتعزيز الثقة في الكفاءات الكويتية وقدرتها على ابتكار حلول مستدامة لمستقبل البلاد. تحلية المياه باستخدام هذه التقنية الجديدة قد تفتح آفاقًا جديدة للاستثمار في قطاع المياه.
من المتوقع أن يتم الانتهاء من الدراسات الخاصة بالتوسع في الإنتاج خلال الأشهر القادمة، مع البدء في تنفيذ الخطط التوسعية بحلول نهاية عام 2025. يبقى من المهم متابعة تطورات المشروع وتقييم تأثيره على قطاع المياه في الكويت، بالإضافة إلى مراقبة أي تحديات قد تواجه الشركة في عملية الإنتاج والتوزيع. الموارد المائية في الكويت تتطلب حلولاً مبتكرة ومستدامة.
