الأردن والهند يؤكدان على تعزير الشراكات الاقتصادية بمنتدى في عمّان

:
شارك ملك الأردن عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي اليوم الثلاثاء في الجلسة الافتتاحية لـمنتدى الأعمال الأردني الهندي في عمّان، بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. يأتي المنتدى ضمن زيارة رسمية لمودي للأردن، وهي جزء من جولة إقليمية تتضمن إثيوبيا وسلطنة عمان. ويهدف الطرفان إلى استكشاف فرص جديدة للتبادل التجاري والاستثمار المتبادل، وتوسيع نطاق الشراكة الاقتصادية في قطاعات حيوية.
أهداف منتدى الأعمال الأردني الهندي
يركز المنتدى على تعزيز الشراكات الاقتصادية وتوسيع آفاق التعاون بين الأردن والهند، فضلاً عن فتح أسواق جديدة للمنتجات والخدمات. وقد نظمته غرفة تجارة الأردن بمشاركة ممثلي أكثر من 20 شركة هندية وأردنية عاملة في مجالات متنوعة، مما يعكس الاهتمام المتزايد بتعميق العلاقات التجارية والاستثمارية.
كلمة الملك عبد الله الثاني
أكد الملك عبد الله الثاني في كلمته خلال افتتاح المنتدى حرص الأردن على توسيع التعاون الاقتصادي والاستثماري مع الهند في مختلف القطاعات. وأعرب عن تطلعه إلى أن يساهم هذا المنتدى في دفع الشراكة الاقتصادية إلى مستويات جديدة، تخدم المصالح المشتركة لكلا البلدين. وأشاد الملك بالنمو الاقتصادي الملحوظ الذي تشهده الهند، معتبراً إياها شريكاً استراتيجياً مهماً.
كما سلط الملك الضوء على المزايا التنافسية التي تتمتع بها المملكة في قطاعات رئيسية مثل الأغذية والأسمدة والأدوية والمنسوجات وتكنولوجيا المعلومات والطاقة والتعدين والسياحة، بالإضافة إلى الصناعات المتقدمة والخدمات اللوجستية. وأشار إلى أهمية الاستفادة من الموقع الجغرافي الاستراتيجي للأردن وقدراته اللوجستية المتقدمة لإنشاء مراكز لوجستية وتصنيعية متكاملة.
ملاحظات رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي
من جهته، أعرب رئيس الوزراء الهندي عن اهتمام بلاده بتطوير التعاون الاقتصادي مع الأردن، خاصةً في مجالات البنية التحتية الرقمية، والاتصالات، والصناعات الدوائية والأجهزة الطبية، والزراعة. واعتبر أن الأردن يلعب دوراً محورياً كجسر يربط بين العديد من الدول، مما يجعله شريكاً جذاباً للاستثمار والتجارة.
ولفت مودي إلى أن الأردن كان في الماضي نقطة عبور مهمة للتجارة بين الهند وأوروبا، مشدداً على أهمية استعادة هذه المسارات التاريخية لتطوير النمو التجاري المستقبلي. وأوضح أن الهند تتجه لتصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم قريباً، وأنها تقدم فرصًا كبيرة للشركات الأردنية للمشاركة في هذا النمو الاقتصادي. واشار إلى أن النمو يعود إلى الحوكمة الرشيدة وسياسات الابتكار.
كما نوَّه إلى أهمية تعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر بين البلدين، مبديًا استعداد الهند لتقديم الدعم الفني والمالي للمشاريع الاقتصادية المشتركة. واضاف ان الأردن يمثل نقطة اتصال مهمة في الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط واوروبا.
توقيع اتفاقية تعاون
في ختام المنتدى، تم توقيع مذكرة تفاهم بين غرفة تجارة الأردن واتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية، بهدف تعزيز العلاقات والتعاون الاقتصادي. وتشمل هذه الاتفاقية تسهيل التجارة، وتشجيع الاستثمار، والتنسيق بين القطاعات المختلفة، وتبادل المعرفة والخبرات. وتعد هذه الخطوة مؤشراً إيجابياً على التزام الطرفين بتعميق الشراكة الاقتصادية.
بالإضافة إلى التعاون الاقتصادي، يرافق هذه الزيارة بحث قضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، والأمن الإقليمي، والتنمية المستدامة. هذا يعكس رغبة البلدين بالعمل معاً على تعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة.
من المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة متابعة دقيقة لتنفيذ بنود مذكرة التفاهم الموقعة، وإطلاق مبادرات جديدة لتعزيز التجارة الثنائية بين الأردن والهند. وينبغي مراقبة التقدم في جذب الاستثمارات الهندية إلى الأردن، وتنويع نطاق التعاون ليشمل قطاعات جديدة واعدة. يبقى التحدي في تحويل هذه التطلعات إلى واقع ملموس، بالنظر إلى الظروف الإقليمية والأزمات الاقتصادية العالمية التي قد تؤثر على حركة التجارة والاستثمار.





