الأطاولة.. حين تتحول الجبال إلى لوحات فنية

في حضن جبال السروات تستيقظ قرية الأطاولة التراثية كل صباح على صدى الماضي وروح الحجارة القديمة. قرية تختلف في تفاصيلها وتحمل في أزقتها وبيوتها قصة حب بين الإنسان والمكان. أهلها لا يعيشون على ذكرى ما مضى، بل يعيدون الحياة بأسلوب معاصر وبروح مفعمة بالفن والانتماء.
ما يحدث في الأطاولة ليس مجرد فعاليات، بل حراك ثقافي ينبع من داخل المجتمع. لا ضجيج، لا بهرجة، فقط فعل حقيقي يحترم المكان ويستثمر طاقاته. خلال السنوات الماضية استطاعت القرية أن تعيد تشكيل حضورها من خلال إحياء السوق الشعبي وتنظيم الأنشطة الثقافية والحرفية والمشاركة في المناسبات الوطنية.
ومن هذا الحراك يبرز هذا الصيف معرض «ألوان الباحة» الذي تحتضنه دار عوضة للفنون، أحد المعالم التاريخية في القرية. يشارك في المعرض أكثر من خمسين فناناً وفنانة من أبناء المنطقة، يقدمون أعمالاً تشكيلية مستلهمة من طبيعة الجبال وثقافتها، ويعبرون بها عن جمال الجنوب بطرق فنية حديثة.
إن هذا المعرض مرشح لأن يكون أحد أنجح المعارض لهذا العام. فالمشاركون فيه هم من نخبة الفنانين السعوديين، وكثير من لوحاتهم تزين أروقة الوزارات.
«ألوان الباحة» ليس مجرد معرض، بل صورة من صور التعاون المجتمعي، حيث يشارك الجميع في التنظيم والاستقبال والتجهيز. مشهد يعكس روح القرية ووعيها بقيمة الفن في بناء المكان والإنسان.
الأطاولة اليوم تمضي بثقة وهدوء، ودون ضجيج، تؤمن أن الفن لغة قادرة على ربط الماضي بالحاضر وعلى فتح نوافذ جديدة نحو المستقبل.
كل الشكر للفنان محمد الخبتي على دعوته الكريمة، والشكر موصول للدكتور أحمد عوضة الزهراني على فكرة «دار عوضة» التي تحولت إلى منصة ثقافية نعتز بها.
أخبار ذات صلة