Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

الأمم المتحدة: أكثر من 10 آلاف نازح خلال 3 أيام في السودان

أعلنت الأمم المتحدة عن موجة نزوح جديدة في السودان، حيث أجبرت الاشتباكات المتصاعدة أكثر من 10 آلاف شخص على الفرار من ولايتي شمال دارفور وجنوب كردفان خلال ثلاثة أيام فقط. تأتي هذه الأزمة الإنسانية في ظل استمرار الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما يزيد من تعقيد الوضع ويؤدي إلى تفاقم أزمة النزوح في البلاد.

ووفقًا للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، فرّ أكثر من 7 آلاف شخص من مدينتي أم برو وكرنوي في شمال دارفور بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليهما مؤخرًا. بالتزامن مع ذلك، اضطر أكثر من 3 آلاف شخص في جنوب كردفان إلى النزوح من مدينة كادوقلي المحاصرة، حيث يعاني السكان من ظروف معيشية قاسية ونقص حاد في الغذاء.

انعدام الأمن وتصاعد النزوح

تفاقم انعدام الأمن هو المحرك الرئيسي لهذه الموجات المتتالية من النزوح. فرق النزوح الميدانية التابعة للمنظمة الدولية للهجرة وثقت نزوح 780 شخصًا من مدينة الدلنج في جنوب كردفان بين الأربعاء والجمعة الماضيين، بسبب تصاعد العنف وعدم الاستقرار. كما سجلت المنظمة نزوح 510 أشخاص من قرية السنجوقي في ولاية شمال كردفان لأسباب مماثلة.

وتشير التقارير إلى أن الوضع في المناطق المتضررة لا يزال متقلبًا للغاية، مما يزيد من صعوبة تقديم المساعدة الإنسانية للمتضررين. هذا النزوح الداخلي يضع ضغوطًا هائلة على الموارد المتاحة، خاصة في ظل محدودية الدعم الدولي.

تصاعد حدة المعارك في كردفان ودارفور

شهدت مدن كردفان تصعيدًا ملحوظًا في المعارك خلال الأشهر الأخيرة، خاصة بعد سيطرة قوات الدعم السريع على إقليم دارفور بأكمله باستثناء بعض المناطق في شمال دارفور. سيطرة الدعم السريع على مدينة الفاشر في أكتوبر الماضي كانت نقطة تحول رئيسية في الصراع.

وأفادت مصادر محلية بأن مقاتلي الدعم السريع يتقدمون نحو مناطق قبيلة الزغاوة على الحدود الشمالية الغربية للسودان، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة. هذه التطورات تثير مخاوف بشأن توسع نطاق العنف وتأثيره على المدنيين. الوضع الإنساني في هذه المناطق يزداد سوءًا بشكل مطرد.

الخسائر المادية والبشرية

بالإضافة إلى النزوح، تسببت المعارك في خسائر فادحة في الممتلكات والبنية التحتية. في جنوب كردفان، التهمت النيران 45 مأوى للنازحين في منطقة أبو جبيهة، مما زاد من معاناتهم. وتشير التقديرات إلى أن الحرب قد أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وإصابة العديد منهم.

وتواجه المنظمات الإنسانية صعوبات كبيرة في الوصول إلى المحتاجين وتقديم المساعدة اللازمة بسبب استمرار القتال وتعقيد الأوضاع الأمنية. هناك حاجة ماسة إلى توفير الغذاء والمياه والرعاية الصحية للمتضررين.

نزوح قياسي وأزمة إنسانية متفاقمة

أعلنت منظمة الهجرة الدولية في 18 ديسمبر الجاري أن عدد النازحين في ولايات كردفان الثلاث بلغ ما بين 50 ألفًا و445 ألفًا، وذلك خلال الفترة من 26 أكتوبر إلى 17 ديسمبر. هذا الرقم يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها السودان.

وتشير التقديرات إلى أن إجمالي عدد النازحين في السودان قد وصل إلى 13 مليون شخص، مما يجعلها واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم. هذا النزوح الهائل يضع ضغوطًا هائلة على المجتمعات المضيفة والموارد المتاحة. الأزمة السودانية تتطلب استجابة دولية عاجلة.

من المتوقع أن يستمر النزوح في السودان طالما استمرت الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع. الأمم المتحدة تحث الأطراف المتنازعة على الالتزام بالقانون الإنساني الدولي والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين. المجتمع الدولي يراقب الوضع عن كثب ويستعد لتقديم المزيد من الدعم في حال استمرار تفاقم الأزمة. يبقى الوضع غير مؤكد، ويتوقف على التطورات السياسية والعسكرية في الأيام والأسابيع القادمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى