الأونروا: بيان المملكة والدول الإسلامية جاء في توقيت حاسم

أعربت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) عن تقديرها لبيان صادر عن وزراء خارجية كل من السعودية ومصر والأردن والإمارات وإندونيسيا وباكستان وتركيا وقطر، والذي يؤكد على أهمية دور الوكالة في قطاع غزة ودعم حقوق اللاجئين الفلسطينيين. جاء هذا التأكيد في وقت حرج تواجه فيه الأونروا تحديات متزايدة في تقديم خدماتها الحيوية للفلسطينيين. هذا الدعم الدولي ضروري لاستمرار عمل الوكالة.
البيان المشترك، الذي صدر يوم 12 ديسمبر 2025، يشدد على الدور الذي لا يمكن الاستغناء عنه للأونروا في حماية ورعاية اللاجئين الفلسطينيين. وتأتي هذه التصريحات في أعقاب اقتحام القوات الإسرائيلية لمقر الأونروا في القدس الشرقية، وهو ما أثار قلقًا دوليًا واسعًا.
أهمية دعم الأونروا في ظل التحديات المتزايدة
لطالما لعبت الأونروا دورًا محوريًا في حياة اللاجئين الفلسطينيين منذ تأسيسها عام 1949 بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302. تُقدم الوكالة خدمات أساسية تشمل التعليم والرعاية الصحية والمساعدات الاجتماعية والإغاثة الطارئة لملايين اللاجئين في مناطق عملياتها، والتي تشمل الأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة. ويؤكد البيان المشترك على أن هذه الخدمات لا يمكن لأي جهة أخرى توفيرها بنفس الكفاءة والانتشار.
الاعتداء على مقر الأونروا في القدس
أدانت الدول الموقعة على البيان بشدة اقتحام القوات الإسرائيلية لمقر الأونروا في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية. واعتبرت هذا الإجراء انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وحرمة مقار الأمم المتحدة. ويتعارض هذا الاقتحام مع الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية في 22 أكتوبر 2025، والذي يلزم إسرائيل بتسهيل عمل الأونروا وعدم عرقلته.
دور الأونروا في تقديم المساعدات الإنسانية
تؤدي الأونروا دورًا أساسيًا في توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وذلك من خلال شبكة واسعة من مراكز التوزيع. تضمن هذه الشبكة وصول الغذاء والمواد الإغاثية والمستلزمات الأساسية إلى المستحقين بعدالة وكفاءة، بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن رقم 2803. في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها سكان غزة، تعتبر هذه المساعدات شريان الحياة لهم.
بالإضافة إلى ذلك، تعتبر مدارس الأونروا ومرافقها الصحية من أهم المؤسسات التي تخدم مجتمع اللاجئين في غزة. تواصل هذه المؤسسات تقديم خدمات التعليم والرعاية الصحية الأساسية، على الرغم من الظروف الصعبة التي تشهدها المنطقة. هذا الدعم المستمر يساهم في الحفاظ على استقرار المجتمع الفلسطيني وتمكينه من مواجهة التحديات.
ويرى مراقبون أن دعم الأونروا يمثل عنصرًا أساسيًا في أي جهود تهدف إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة وحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين. ويؤكد البيان المشترك على أن إضعاف قدرة الوكالة سيؤدي إلى تداعيات إنسانية واجتماعية وسياسية خطيرة على مستوى المنطقة بأسرها.
وشدد البيان على أن دور الأونروا لا يمكن الاستغناء عنه، وأنها تمتلك البنية التحتية والخبرة والانتشار الميداني اللازم لتلبية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين. كما أكد على ضرورة توفير التمويل الكافي والمستدام للوكالة، ومنحها المساحة السياسية والعملياتية اللازمة لمواصلة عملها الحيوي.
وتشير التقارير إلى أن الأونروا تواجه حاليًا نقصًا حادًا في التمويل، مما يعيق قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين. وقد أطلقت الوكالة حملات لجمع التبرعات بهدف سد هذا العجز، لكنها لا تزال بحاجة إلى دعم إضافي من المجتمع الدولي. التمويل المستدام ضروري لضمان استمرارية عمل الأونروا وقدرتها على مواجهة التحديات المستقبلية.
وفي الختام، يمثل هذا البيان المشترك دعمًا سياسيًا هامًا للأونروا في وقت حرج. ومن المتوقع أن يناقش مجلس الأمن الدولي هذا البيان في اجتماعه القادم، وأن يتخذ إجراءات لضمان توفير التمويل الكافي للوكالة. يبقى الوضع الإنساني في غزة والضفة الغربية محل قلق بالغ، ويتطلب جهودًا دولية متواصلة لمعالجة الأسباب الجذرية للمشكلة وضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين.