Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
صحة وجمال

الإجهاد الذهني خطر صامت على القلب.. نصائح ضرورية لتفادي مضاعفاته

حذّر خبراء في أمراض القلب من المخاطر المتزايدة التي يشكلها الإجهاد الذهني على صحة القلب والأوعية الدموية. وأكدوا أن التعرض المستمر لضغوط العمل والتفكير المكثف يمكن أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة مثل اضطرابات ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. يأتي هذا التحذير في ظل تزايد وتيرة الحياة السريعة والضغوط النفسية التي يعاني منها الكثيرون.

أشار أطباء متخصصون إلى أن هذه المشكلات لا تقتصر على فئة عمرية معينة، بل يمكن أن تصيب الأشخاص في مختلف مراحل حياتهم، خاصة أولئك الذين يعانون من عوامل خطر أخرى مثل ارتفاع الكوليسترول أو التدخين. وقد لوحظت زيادة في حالات الإصابة بأمراض القلب المرتبطة بالإجهاد في السنوات الأخيرة، مما يستدعي اتخاذ تدابير وقائية.

تأثير الإجهاد الذهني على القلب: آلية الخطر

وفقًا للدكتور نيقولاي غوليايف، أخصائي أمراض القلب والأوعية الدموية، فإن الإجهاد الذهني المطول ينشط الجهاز العصبي الودي، مما يؤدي إلى ارتفاع معدل نبضات القلب وتقليل مرونته. هذا بدوره يزيد من احتمالية حدوث اضطرابات في نظم القلب ونقص في تدفق الدم إلى عضلة القلب، خاصة لدى الأشخاص المعرضين بالفعل لمشاكل قلبية.

التغيرات الفسيولوجية السريعة

لا يقتصر تأثير الإجهاد على الدماغ فحسب، بل يمتد ليشمل القلب، حيث يضعف قدرته التنظيمية. فبعد بضع ساعات فقط من التفكير المكثف، يرتفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، بالإضافة إلى زيادة مستويات هرمون الكورتيزول، وهو هرمون مرتبط بالتوتر.

بالإضافة إلى ذلك، يؤدي العمل الذهني المتواصل لمدة 4-5 ساعات إلى تغييرات في عمليات الأيض في قشرة الفص الجبهي، وزيادة مستوى الغلوتامات، وهو ناقل عصبي يرتبط بالإجهاد والشعور بالتعب. هذه التغيرات الكيميائية الحيوية يمكن أن تؤثر سلبًا على وظائف القلب والأوعية الدموية.

مضاعفات الإجهاد المزمن وأمراض القلب

يعد الإجهاد المزمن أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في تسارع تصلب الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والنوبات القلبية. تشير الدراسات إلى أن الإجهاد المستمر يرفع مؤشرات الالتهاب في الجسم، مما يعزز عملية تصلب الشرايين ويقلل من قدرة الأوعية الدموية على التمدد والاستجابة لمتطلبات الجسم.

ارتفاع ضغط الدم هو أحد المضاعفات الشائعة للإجهاد المزمن، والذي بدوره يزيد من العبء على القلب ويضعف قدرته على ضخ الدم بكفاءة. أمراض القلب الأخرى المرتبطة بالإجهاد تشمل عدم انتظام ضربات القلب وفشل القلب الاحتقاني.

نصائح للوقاية واستعادة التوازن

يوصي الخبراء بالحد من العمل الذهني المكثف إلى 3-4 ساعات يوميًا، مع أخذ استراحات قصيرة ومنتظمة كل 60-90 دقيقة. تساعد تقنيات التنفس العميق والأنشطة البدنية الخفيفة، مثل المشي، في إعادة توازن الجهاز العصبي اللاإرادي وتقليل تأثيرات الإجهاد.

من الضروري أيضًا مراقبة ضغط الدم ومعدل النبض بانتظام، والالتزام بجدول عمل وراحة ثابت، والحصول على ما لا يقل عن 7 ساعات من النوم الجيد كل ليلة. اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة يلعب أيضًا دورًا هامًا في حماية صحة القلب.

الخطوات التالية والمستقبل

تستمر الأبحاث في استكشاف العلاقة المعقدة بين الإجهاد الذهني وأمراض القلب، مع التركيز على تحديد آليات الخطر وتطوير استراتيجيات وقائية وعلاجية فعالة. من المتوقع أن تصدر وزارة الصحة توصيات جديدة بشأن إدارة الإجهاد وتعزيز الصحة القلبية في الأشهر القادمة. يجب على الأفراد الذين يعانون من مستويات عالية من الإجهاد استشارة الطبيب لتقييم المخاطر واتخاذ التدابير اللازمة لحماية صحتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى