الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ14 بلندن

أُعلنت أسماء الفائزين بـ”جوائز كتاب فلسطين” في حفل أقيم يوم الجمعة الماضي، وذلك في الدورة الرابعة عشرة للجائزة التي تأسست عام 2012. تهدف هذه الجوائز إلى تكريم أفضل الكتب التي تتناول القضية الفلسطينية باللغة الإنجليزية، وتسليط الضوء على الأعمال الأدبية والأكاديمية التي تساهم في فهم أعمق لتاريخ فلسطين وثقافتها ومعاناتها. وقد شهدت الدورة الحالية إقبالاً غير مسبوقاً من المؤلفين والباحثين.
نظم الحفل موقع “ميدل إيست مونيتور” في أجواء مؤثرة، بحضور نخبة من الأدباء والمفكرين والناشطين المهتمين بالقضية الفلسطينية. تعتبر الجائزة منصة ثقافية هامة لتعزيز الحوار حول فلسطين، ودعم الكتّاب والباحثين الذين يعملون على توثيق روايتها ومواجهة محاولات تهميشها.
جوائز كتاب فلسطين: تكريم الإبداع وتوثيق الذاكرة الفلسطينية
شهدت الدورة الرابعة عشرة من الجوائز مشاركة قياسية، حيث تلقت اللجنة المنظمة أكثر من 80 عملاً أدبياً وبحثياً متنافساً في مختلف الفئات. يعكس هذا الإقبال المتزايد الاهتمام العالمي المتزايد بالقضية الفلسطينية، وأهمية الأدب والبحث في فهم تعقيداتها وتحدياتها.
الفائزون في مختلف الفئات
في فئة الأعمال الأكاديمية، حاز الدكتور ناصر أبو رحمة على الجائزة عن كتابه “الزمن تحت الخرسانة.. فلسطين بين المخيم والمستعمرة”. يقدم الكتاب تحليلاً اجتماعياً وسياسياً لتاريخ فلسطين الحديث، مع التركيز على تجربة الفلسطينيين في المخيمات والمستوطنات وتأثير الاحتلال على حياتهم.
أما جائزة الترجمة، فقد ذهبت إلى حازم جمجوم عن ترجمته المتميزة لرواية “لا أحد يعرف زمرة دمه” لمايا أبو الحيات. تستكشف الرواية بشكل عميق أثر الاحتلال على المجتمع الفلسطيني، وتثير تساؤلات حول الهوية والجذور والمسؤولية الفردية في ظل الشتات.
وفي الفئة الإبداعية، فاز يوسف الجمال عن تحريره لكتاب “إذا كان لا بد لي من الموت”، وهو عبارة عن مجموعة من القصائد والملاحظات الأخيرة للشاعر والأكاديمي رفعت العرعير، الذي اغتيل على يد قوات الاحتلال في غزة. يمثل الكتاب شهادة حية على الإبداع الفلسطيني المقاوم.
محمد طربوش حصد جائزة التاريخ الشفوي عن كتابه “فلسطيني.. منفى مستحيل”. يجمع الكتاب بين المذكرات الشخصية والتحليلات السياسية والاقتصادية للمصرفي الفلسطيني الراحل، مستعيداً رحلته كفلسطيني عايش النكبة وتداعياتها.
وفي فئة المذكرات، تميز كتاب سارة عزيزة “النصف الأجوف.. مذكرات عن الأجساد والحدود”. يقدم الكتاب رؤية فريدة لقصص ثلاثة أجيال من الشتات الفلسطيني، تربط بين غزة والولايات المتحدة.
جائزة التأثير العالمي لغزة وجوائز التيار المضاد
منحت جائزة التأثير العالمي لغزة للمفكر الهندي بانكاج ميشرا عن كتابه “العالم بعد غزة”. يتناول الكتاب التحولات الأخلاقية والسياسية التي كشفت عنها حرب غزة، وتأثيرها على النظام العالمي المعاصر. من خلال مزيج من التحليل التاريخي والتأمل الفلسفي، يقدم الكتاب قراءة نقدية للأحداث وتداعياتها.
كما تم الإعلان عن أسماء الفائزين بجوائز التيار المضاد، حيث فاز محمد الكرد عن كتابه “ضحايا مثاليون” وعمر العقاد عن “يوما ما سيكون الجميع دائما ضد هذا”. يقدم الكتابان وجهات نظر نقدية حول دور “الضحية النموذجية” في الخطاب السياسي والإعلامي، ويحللان الفشل الغربي في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية في غزة. تُظهر هذه الجوائز التنوع في الأساليب والمقاربات التي يتناول بها الكتّاب والباحثون القضية الفلسطينية.
وُجه تكريم خاص للبروفيسور وليد الخالدي بمنحه جائزة الإنجاز مدى الحياة، تقديراً لجهوده الطويلة في توثيق تاريخ فلسطين ودعم مؤسسة الدراسات الفلسطينية. يمثل تكريم الخالدي اعترافاً بأهمية البحث العلمي والتوثيق التاريخي في الحفاظ على الذاكرة الفلسطينية وتنقيلها إلى الأجيال القادمة.
قامت الناشطة الفلسطينية البريطانية ليان محمد بتقديم الحفل، وتحدث فيه الدكتور داود عبد الله مدير موقع “ميدل إيست مونيتور”، والطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة. وتناولت كلمة أبو ستة قراءة مؤلمة للإبادة الجارية في غزة، ودعا إلى التفكير في كيفية مواجهة محاولات محو الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن هذه الإبادة هي “مشروع بدائي” يقوم على التجويع والأوبئة والتطهير العرقي.
كما أشار أبو ستة إلى أن غالبية سكان غزة قد أُجبروا على النزوح لأكثر من تسع مرات خلال العدوان الحالي، وهو ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع. تُعد كلمة أبو ستة شهادة حية على معاناة الفلسطينيين في غزة، وتأكيداً على ضرورة التحرك العاجل لوقف هذه المأساة.
شارك في تقديم الجوائز أعضاء لجنة التحكيم، وعدد من الضيوف البارزين، منهم الدكتورة أشجان أجور، والبروفيسورة بيني غرين، والدكتورة عفاف جبيري، وفراس أبو هلال. واختتم الحفل بعرض فيديو تكريمي للبروفيسور وليد الخالدي.
تستقبل “جوائز كتاب فلسطين” الترشيحات سنوياً من دور النشر والباحثين المستقلين، قبل أن تعلن عن القائمة القصيرة التي تتضمن عادةً ما بين 6 إلى 7 كتب في مختلف الفئات. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن دورة الجوائز القادمة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2026، مع استمرار الجوائز في لعب دورها الهام في دعم الإبداع الفلسطيني وتعزيز الحوار حول القضية الفلسطينية. من الأمور التي يجب مراقبتها، مدى استمرار الجوائز في جذب المزيد من المشاركات الدولية، وكيف ستساهم في تشكيل الوعي العالمي بالقضية الفلسطينية.





