الإمارات قدمت نموذجاً حياً لاستخدامات الذكاء الاصطناعي خلال وقت قياسي

قال الحارث العطاوي خبير الذكاء الاصطناعي والميتافيرس الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس في شركة شفرة لــ «البيان» على هامش القمة العالمية للحكومات: إن الذكاء الاصطناعي الذي ما زال كثيرون ينظرون إليه كتحد ومنافس للموارد البشرية هو نموذج حي لما يحمله لنا المستقبل من فرص للارتقاء بدور التحول الرقمي في حياتنا، وبينما يتركز كثير من النقاش الدائر عن منافسة الذكاء الاصطناعي والروبوتات للبشر في وظائفهم هناك عالم جديد من الفرص فتحه الميتافيرس للمؤسسات الراغبة في خلق بيئات عمل مهيئة لمتطلبات الغد.
وأضاف: يسجل لدولة الإمارات وضوح الرؤية والسبق في استثمار قدرات الذكاء الاصطناعي، وهو ما تجسد في اللحظات الأولى التي ظهر فيها الميتافيرس وكذلك ظهور ChatGPT، حيث وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الجهات الحكومية إلى استثمار هذه التقنية في أداء مهامها والارتقاء بتجارب الإنسان مع المحافظة على أمن المعلومات والبيانات، والنقاشات الدولية التي احتضنتها القمة الحكومية في دورتها الحالية فتحت أنظار العالم على مستوى آخر من التطبيقات المرتقبة للذكاء الاصطناعي.
امتداد رقمي
وأضاف: من أهم التطبيقات (الموارد البشرية في الميتافيرس) وإن أردنا أن نقرب فكرتها للجمهور فهي إيجاد امتداد رقمي في الميتافيرس يعتمد على الذكاء الاصطناعي، فيكون للمؤسسة توأم قائم على الذكاء الاصطناعي للهيكل التنظيمي للمؤسسة والموظفين، وتكون للموظفين الرقميين مهام تتكامل مع مهام الموظفين الفعليين في المؤسسة، فتستطيع الشركة اليوم من خلال خدمة مثل Shaffra AI Workforce أن توجد توأماً رقمياً يتضمن خبراء تسويق ومدراء مالية وغيرها من الاختصاصات تثري أداء فريق الشركة الفعلي وتتكامل معه وتجعل المؤسسة تستفيد من القدرات اللانهائية التي تتيحها إمكانيات الذكاء الاصطناعي، وخصوصاً قوة البيانات وتحليلها لتحقيق فعالية وكفاءة أكبر في الأداء.
تمكين
وتابع: تشرفنا أخيراً باختيار شفرة ضمن مبادرة قائمة (100 شركة من المستقبل) المبادرة المشتركة بين وزارة الاقتصاد ومكتب التطوير الحكومي والمستقبل عن الشركات المصنفة ضمن العام 2023، وهذا بدوره ألقى علينا دوراً مهماً في تمكين المؤسسات الحكومية والخاصة من بناء قدرات مواردها البشرية بما يتناسب واحتياجات المستقبل، وتحويل المخاوف المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والميتافيرس إلى فرص حقيقية. وأؤكد لك أن استخدام التوأم الرقمي وتقنيات مثل الـ (Gamification)، تمكن المؤسسات من الحفاظ على موظفيها والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم وتخفيف الأدوار الكمية عن الموظفين والارتقاء بنوعية المهام الموكلة إليهم.
وأضاف العطاوي: ذكر التقرير الذي نشرته شركة جارتنر الأمريكية للأبحاث بعنوان (الذكاء الاصطناعي في الموارد البشرية) أن 76 % من قادة الموارد البشرية المشاركين في الدراسة قالوا في حال لم تتبن مؤسساتهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي خلال الـ 12 إلى 24 شهراً المقبلة فإن مؤسساتهم ستتخلف في مجال النجاح المؤسسي مقارنة بالمؤسسات التي تبنت حلول الذكاء الاصطناعي.
معتقدات خاطئة
وقال: إن التقرير ذاته أشار إلى معتقدات خاطئة شائعة حول تبني حلول الذكاء الاصطناعي أهمها: إن التقنية ستستبدل الموظفين البشر في حال كان أداء التقنية أفضل منهم، وتصحيح هذا الاعتقاد الخاطئ هو أن أدوات الذكاء الاصطناعي مصممة لتحسين أداء الموظفين البشر لمهامهم وتفويض الصلاحيات الكمية والتركيز على نوعية المهام. والخطأ الشائع الثاني هو أن قادة الموارد البشرية مترددون في تبنى أدوات الذكاء الاصطناعي للمخاوف المرتبطة بها والصحيح هو أن 52 % من قادة الموارد البشرية الذين شاركوا في إحدى ورشات ودراسات «جارتنر» منتصف العام 2023 أكدوا أنهم يستكشفون جدياً مجالات توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي وغيرها من التطبيقات.
فرص
وأوضح العطاوي أنه من واقع خبرتنا كمزود لحلول الميتافيرس وبيئات العمل المؤسسية في الميتافيرس والذكاء الاصطناعي وعبر محركنا الخاص بذلك، أرى أن كل ما يراه البعض كتحديات ومخاطر متعلقة بالذكاء الاصطناعي يمكننا تحويلها لفرص شريطة تبني حلول ومنصات تراعي خصوصية واحتياجات المؤسسة وفريق عملها، وكذلك تطبيق معايير لأمن المعلومات يتم تصميمها خصيصاً بالعمل عن قرب مع فريق التكنولوجيا في كل مؤسسة. فالذكاء الاصطناعي والميتافيرس ليسا مجرد طفرة، بل هما الشكل الجديد لعوالم التواصل الرقمي لنجاح الإنسان في المقام الأول والمؤسسات على حد سواء. وهنا لابد من الإشارة إلى تقرير نشره المنتدى الاقتصادي العالمي أخيراً بعنوان: دور الذكاء الاصطناعي في اقتصاد يضع الإنسان أولاً، حيث أشار التقرير إلى أن الذكاء الاصطناعي سيحاكي البشر ولن يستبدلهم، بل يطور أداءهم، وأؤمن أن دبي علامة فارقة في هذا المجال، وسنشهد ترجمة عملية أكبر لذلك خلال الفترة المقبلة.