آمال لعصر خالٍ من الدمار

تصيبني نشرات الأخبار بالتوتر على مدار سنوات، بما تحمله من أخبار حروب ونزاعات نتائجها قتل ودمار ودماء لقتلى أبرياء من أطفال ونساء وشيوخ لا ناقة لهم ولا جمل في أي فتيل حرب تشتعل فيها دوامة القتل التي لا تتوقف في شتى أرجاء الكرة الأرضية، وبات السؤال الذي يؤرّقني ويردده لساني أحياناً وفي عقلي دوماً : إلى متى؟ إلى متى ستستمر مظاهر الحروب ومشاهد الدماء على الشاشات الفضائية؟
ألم يحن الوقت ليتجه العالم إلى نشر أفكار المحبة والسلام ونبذ الصراع والقتال والرقص على جثث الضحايا والأبرياء؟
إن هذا العالم المجنون يسعى إلى نهايته المحتومة بسرعة الصاروخ، أكاد أجزم أن الكائنات الأخرى التي تشارك الإنسان في هذا الكون باتت لا تحتمل نزقه وجرائمه في حق نفسه وبيئته. عفواً .. لا أريد أن أنظر عليكم أو أبدو كمفكر فيلسوف يعطي النصائح ويقدم الإرشادات، ما أنا إلا واحد من البشر بكل ما فيهم من آمال وآثام وتطلعات ونفسيات، لكن لا شك في أننا نتحمل عبء مسؤولية ما وصلنا إليه من سلوك عدواني يجر الإنسانية إلى هاوية سحيقة.
أناشدكم أيها البشر بكل لغاتكم: أوقفوا الحروب وانشروا السلام، كفوا عن إراقة الدماء واطووا صفحة العداوات، اغسلوا النفوس من الأحقاد وصفوا القلوب من الأضغان، فكلنا راحلون عن الدنيا وإلى رب عليم بكل ما يدور منقلبون.
أيها الناس: نريد أن نعيش كما يعيش الأطفال بكل ما يحملون من براءة ونقاء، بلا أحقاد أو أضغان أو أحساد، نريد أن نصفى خلافاتنا ونتجاوز عن أخطائنا وتسود أخلاقنا وتنتقل آمالنا لواقع ملموس، فكلنا مغادرون.
أناديكم بكل خير في نفوسكم، أطلبكم بكل تواضع، لا نريد أن نسمع صوت المدافع والرصاص، أو نحيباً يقطّع الأكباد من مكلوم فقد عزيزاً أو أم ضيّعت وليداً، لا نريد أن نرى أشلاء ضحايا مقطّعة على شاشات إعلامنا، فقد كرهنا الدم الأحمر القانى وأصبح كابوساً يؤرقنا ويطرد نومنا. فقط نريد السلام، نريد أن يسود بيننا الوئام، فنرى آثاره على مجتمعاتنا فيصبح الحب والوئام سمة مجتمعاتنا وعالمنا كله بلا تفرقة بسبب لون أو جنس أو عرق أو ديانة ..
نريد أن تعلو البسمة والبشاشة وجوه الأنام فلا نرى إلا ما يسّر ويفرح الإنسان. أم تراني كما يشير لي بعض الأصدقاء بأنني إنسان حالم رومانسي لا يعيش واقعه؟
فلعل ندائي يصادف مجيباً، فيصبح نافذاً في زمن ضاعت فيه المبادئ والأخلاق وتربعت على الإنسانية الأنا.