الاحتلال يطلق النار على مركبة فلسطينية قرب حاجز قلنديا ويواصل اقتحاماته بالضفة

شهدت الضفة الغربية المحتلة، اليوم الخميس، تصعيدًا في الأنشطة العسكرية الإسرائيلية، حيث أطلقت قوات الاحتلال النار تجاه مركبة فلسطينية بالقرب من حاجز قلنديا شمال القدس، وألقت القبض على شخص. وتأتي هذه الأحداث في سياق متصاعد من التوترات، مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة وتأثيرها على الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما يزيد من حالة الاعتقالات ويثير مخاوف إقليمية ودولية.
كما نفذت القوات الإسرائيلية سلسلة من المداهمات والاعتقالات في مدن وبلدات مختلفة بالضفة الغربية، مع تقارير عن وقوع إصابات في صفوف الفلسطينيين. وأكدت مصادر أمنية فلسطينية أن هذه المداهمات تزامنت مع إغلاق الحاجز لفترة من الوقت، دون الإبلاغ عن إصابات خطيرة في الحادثة الأولية.
تصعيد الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية وارتفاع معدل الاعتقالات
أفادت محافظة القدس بإغلاق حاجز قلنديا بشكل مؤقت بعد إطلاق النار على المركبة الفلسطينية، مؤكدةً عدم وجود إصابات. وتأتي هذه الخطوة كجزء من إجراءات أمنية مشددة تفرضها إسرائيل في أعقاب هجمات متبادلة بين الجانبين.
وفي تطور آخر، ذكر مراسل الجزيرة أن قوات الاحتلال احتجزت عدداً من الشبان في بلدة كفر اللبد شرق طولكرم، بالإضافة إلى الاعتداء بالضرب على آخرين خلال اقتحام بلدة برقة شمال نابلس. هذه الأحداث تعكس استمرار الضغط الأمني الإسرائيلي على المناطق الفلسطينية.
إصابات في جنين ونابلس
في مدينة جنين، أصيب طفل فلسطيني برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحام بلدة قباطية جنوب المدينة. وأشارت المصادر المحلية إلى أن الطفل أصيب برصاصة في قدمه، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، ووُصفت حالته بالطفيفة.
وبالمثل، أصيب طفل آخر بالرصاص الحي في قدمه خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي مخيم عسكر الجديد شرق نابلس. ووفقًا لشهود عيان، داهمت القوات المخيم وفتشت المنازل والمحلات التجارية، مما أدى إلى اندلاع مواجهات.
أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نقل الطفل المصاب إلى المستشفى، مشيرةً إلى أن عملية الاقتحام استمرت حوالي ساعتين. وتشير هذه الحوادث إلى تصاعد العنف في المناطق الفلسطينية المحتلة.
وفي محافظة بيت لحم، أوقفت قوات الاحتلال سيارة واحتجزت أربعة فلسطينيين كانوا يستقلونها بالقرب من بلدة تقوع جنوب شرق المدينة. كما اعتقلت قوات الاحتلال طفلاً يبلغ من العمر 13 عامًا خلال اقتحام قرية حوسان غرب بيت لحم، بعد إغلاق المدخل الشرقي وتركيب حاجز عسكري، وإجبار أصحاب المحلات التجارية على إغلاقها.
أعلن الجيش الإسرائيلي وشرطته، في بيان مشترك، عن تنفيذ عملية “واسعة النطاق” في مدينة جنين، أسفرت عن اعتقال عدد من “المشتبه بهم”، بينهم شخصان من حركة الجهاد الإسلامي، بالإضافة إلى مصادرة أسلحة. وأشار البيان إلى أن العملية تمت بمشاركة وحدات خاصة من حرس الحدود والمظليين، بتوجيه من جهاز الشاباك. هذه العمليات تندرج ضمن جهود إسرائيلية أوسع نطاقًا لاستهداف ما تسميه “البنية التحتية الإرهابية” في الضفة الغربية.
ومنذ بداية الحرب في قطاع غزة في أكتوبر 2023، كثفت إسرائيل من حملتها العسكرية في الضفة الغربية المحتلة. ووفقًا لمعطيات فلسطينية رسمية، أسفرت هذه الحملة عن استشهاد أكثر من 1100 فلسطيني وإصابة حوالي 11 ألف آخرين، بما في ذلك الأطفال، بالإضافة إلى اعتقال أكثر من 21 ألف شخص. وتشير هذه الأرقام إلى حجم المعاناة الإنسانية المتزايد في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وتعتبر الاعتقالات جزءًا من سياسة إسرائيلية تهدف إلى فرض السيطرة على المنطقة وتقويض أي مقاومة فلسطينية.
تتزايد المخاوف من أن يؤدي التصعيد المستمر في الضفة الغربية إلى اندلاع مواجهات أوسع نطاقًا، خاصةً مع استمرار التوترات في قطاع غزة. وتدعو الجهات الدولية إلى الهدوء وضبط النفس، وتطالب إسرائيل بوقف الاعتقالات العشوائية والتحقيق في مزاعم سوء المعاملة.
من المتوقع أن تستمر إسرائيل في تنفيذ عملياتها العسكرية في الضفة الغربية في الأيام والأسابيع القادمة، مع التركيز على المناطق التي تعتبرها معاقل للمقاومة. ويجب مراقبة التطورات على الأرض عن كثب، وتقييم تأثيرها على الوضع الإنساني والأمني في المنطقة. كما يجب الانتباه إلى أي مبادرات جديدة للتهدئة أو المفاوضات، وتقييم فرص نجاحها. الوضع يبقى هشًا وغير مؤكد، ويتطلب جهودًا دولية مكثفة لمنع المزيد من التصعيد.





