الاحتلال يعلن اغتيال مقاوميْن ويوسع غاراته بمختلف أنحاء غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الخميس، عن وقوع اشتباكات في شمال قطاع غزة أسفرت عن مقتل مسلحين وصفهم بالتهديد المباشر لقواته، بالتزامن مع غارات جوية إسرائيلية استهدفت مناطق مختلفة في القطاع. وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار التوترات وتصاعد النزوح في غزة، مما يفاقم الأزمة الإنسانية القائمة.
وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن المسلحين الذين تم استهدافهم كانوا يقومون بأنشطة تهدد قواته المنتشرة في المنطقة، وأن العملية جاءت استجابة مباشرة لهذا التهديد. كما أفاد مراسلون بأن القصف الإسرائيلي تركز على مدينة غزة في الشمال، ومخيمي البريج ودير البلح في الوسط، بالإضافة إلى مناطق في رفح وخان يونس جنوباً.
حركة النزوح وتداعياتها في قطاع غزة
أصدر الجيش الإسرائيلي، مساء الخميس، “أوامر إخلاء” جديدة للمواطنين في شرق حي التفاح بمدينة غزة، مما أدى إلى بدء حركة نزوح واسعة النطاق شملت مئات العائلات. وتشير التقارير إلى أن هذه الأوامر تأتي تمهيداً لعمليات عسكرية محتملة في المنطقة، مما يزيد من المخاوف بشأن سلامة المدنيين.
ووفقاً لوكالة “وفا” الفلسطينية، فإن الجيش الإسرائيلي أمر بإخلاء مربع سكني كامل في حي التفاح، معلناً المنطقة “آمنة” بينما يستعد لنسف المباني وتوسيع نطاق ما يسمى بـ “المكعبات الصفراء” لمسافة تزيد عن 100 متر وعرض 300 متر. هذه الإجراءات تثير تساؤلات حول تعريف الجيش الإسرائيلي للمناطق الآمنة، وتأثيرها على السكان المحليين.
تأثير اتفاق وقف إطلاق النار على الوضع الإنساني
تواصل إسرائيل خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما يعيق جهود الإغاثة الإنسانية ويفاقم معاناة الفلسطينيين. وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن عدد الخروقات وصل إلى 875، أسفر عن استشهاد 411 فلسطينياً وإصابة 1112 آخرين.
وتواجه المنظمات الإنسانية صعوبات كبيرة في الوصول إلى المحتاجين في غزة بسبب القيود الإسرائيلية المستمرة، بالإضافة إلى المخاطر الأمنية المتزايدة. وتشير التقديرات إلى أن غالبية سكان غزة يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
خلفية الصراع وتداعياته
بدأت إسرائيل في 8 أكتوبر 2023، بدعم أمريكي، في تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة، مما أدى إلى كارثة إنسانية. وأسفرت هذه العمليات عن استشهاد أكثر من 71 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 171 ألف، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية المدنية، حيث تضرر 90% منها.
وتشمل التحديات الرئيسية التي تواجه غزة نقصاً حاداً في المياه والغذاء والدواء، بالإضافة إلى انهيار النظام الصحي. وتتطلب الأزمة الإنسانية في غزة استجابة دولية عاجلة لتقديم المساعدات اللازمة وضمان حماية المدنيين.
من المتوقع أن يستمر الوضع الإنساني في غزة في التدهور ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي شامل ينهي الصراع. وتتركز الجهود الدولية حالياً على الضغط من أجل وقف دائم لإطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بشكل كامل. ومع ذلك، لا تزال هناك عقبات كبيرة أمام تحقيق هذه الأهداف، بما في ذلك الخلافات العميقة بين الأطراف المتنازعة.





