Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
ثقافة وفنون

“بين الطين والماء”.. معرض تركي بالقدس عن القرى الفلسطينية المهجّرة

افتتح المركز الثقافي التركي في مدينة القدس، مساء السبت، معرضًا فنيًا بعنوان “بين الماء والطين” للفنانة الفلسطينية سندس الرجبي. يستوحي المعرض أعماله من القرى المقدسية المهجرة، مسلطًا الضوء على العلاقة العميقة بين الأرض والهوية الفلسطينية، ويهدف إلى توثيق ذاكرة هذه القرى من خلال الفن التشكيلي.

حضر الافتتاح شخصيات بارزة في مجالات الفن والثقافة، بالإضافة إلى إعلاميين ومهتمين بالتراث الفلسطيني. يمثل المعرض محاولة فنية لتقديم رؤية معاصرة حول قضية التهجير وأثرها على الوجدان الفلسطيني، مستخدمًا تقنيات متنوعة في الرسم والسيراميك.

القرى المهجرة: مصدر إلهام فني

تستلهم الأعمال الفنية المعروضة من القرى المقدسية التي أُجبر سكانها على الهجرة خلال أحداث النكبة عام 1948. تُظهر اللوحات والأعمال الخزفية تفاصيل من الحياة في هذه القرى، مع التركيز على المناظر الطبيعية والعناصر المعمارية التي تميزها. يهدف الفنانة الرجبي من خلال هذا المعرض إلى إحياء ذكرى هذه القرى والحفاظ على هويتها الثقافية.

تعتمد الفنانة في أعمالها على مزج الألوان المائية بتقنيات السيراميك، بالإضافة إلى استخدام طباعة أوراق النباتات على الطين. هذه التقنيات المتنوعة تساهم في إضفاء طابع فريد على المعرض وتعزيز تأثيره العاطفي. كما أنها تعكس العلاقة الوثيقة بين الإنسان والطبيعة في فلسطين.

توثيق للوجدان الفلسطيني

أكدت الفنانة سندس الرجبي أن المعرض يمثل محاولة فنية لاستحضار القرى المهجرة من خلال المادة، حيث يجتمع اللون والطين والنبات ليعكس أثر الأرض وذاكرة المكان. وأضافت أن الأعمال المعروضة تعكس علاقة مباشرة بالطبيعة والبيئة الفلسطينية، وتسعى إلى إيصال رسالة حول أهمية الحفاظ على التراث والهوية.

وفقًا للمنظمين، فإن المعرض يمثل جزءًا من رؤية فنية معاصرة تهدف إلى توثيق الأثر البصري والوجداني للقرى المهجرة. ويأتي هذا في سياق الجهود المبذولة للحفاظ على الذاكرة الفلسطينية ونقلها إلى الأجيال القادمة. القدس، كمدينة ذات أهمية تاريخية وثقافية كبيرة، كانت الموقع الأمثل لعرض هذه الأعمال.

أحداث النكبة وتأثيرها على القدس

أجبرت العصابات الصهيونية ما لا يقل عن 100 ألف مواطن فلسطيني على الهجرة من 38 قرية وخربة في محافظة القدس خلال أحداث النكبة عام 1948. أدت هذه الأحداث إلى تغيير ديموغرافي كبير في المدينة وتدمير العديد من القرى الفلسطينية ذات التاريخ العريق. التهجير القسري شكل نقطة تحول في تاريخ القضية الفلسطينية.

يأتي هذا المعرض في ظل تزايد الاهتمام بالقضية الفلسطينية على الصعيدين الإقليمي والدولي. ويساهم في تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني وضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. الفن التشكيلي يلعب دورًا هامًا في التعبير عن هذه المعاناة ونقلها إلى العالم.

من المتوقع أن يستمر المعرض في استقبال الزوار لمدة أسبوعين، مع إمكانية تمديده بناءً على الإقبال. وينتظر أن يشهد المعرض تنظيم فعاليات ثقافية مصاحبة، مثل ندوات ومحاضرات، لمناقشة قضايا التراث والهوية الفلسطينية. سيراقب المهتمون ردود الفعل على المعرض وتأثيره في تعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى