أصدر الجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم في الكويت قرارًا هامًا يوسع نطاق الابتعاث الأكاديمي للطلبة الكويتيين. يسمح القرار، رقم (65) لسنة 2025، بالالتحاق بعدد من البرامج الدراسية والدرجات العلمية الجديدة من جامعات أمريكية مرموقة. يهدف هذا التحديث إلى تلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة وتوفير فرص تعليمية عالية الجودة للشباب الكويتي.
القرار، الذي صدر مؤخرًا، يتيح للطلبة الكويتيين الدراسة في مجموعة متنوعة من التخصصات بمرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا في جامعات أمريكية معترف بها عالميًا. يشمل ذلك مؤسسات أكاديمية بارزة في ولايات كاليفورنيا وإلينوي وبنسلفانيا وواشنطن وعدة ولايات أخرى. من المتوقع أن يسري مفعول القرار فور صدوره، مع الإلغاء التام لأي تعليمات سابقة تتعارض معه.
توسيع خيارات الابتعاث الأكاديمي في الكويت
يأتي هذا القرار في سياق جهود مستمرة يبذلها الجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي لضمان حصول الطلبة الكويتيين على فرص تعليمية متميزة في الخارج. وفقًا لبيانات الجهاز، يتزايد عدد الطلبة الراغبين في إكمال تعليمهم العالي في الجامعات الأمريكية نظرًا لسمعتها الأكاديمية والتطورات التكنولوجية التي تشهدها. يهدف الجهاز إلى مواكبة هذا الطلب المتزايد من خلال تحديث قوائم المؤسسات التعليمية المعتمدة باستمرار.
وقد استند القرار إلى توصيات لجان متخصصة أجرت مراجعات وتقييمات دقيقة للبرامج الأكاديمية المقدمة من هذه الجامعات. ركزت هذه اللجان بشكل خاص على التخصصات المطلوبة في القطاعات الحيوية مثل الطب والعلوم والهندسة. بالإضافة إلى ذلك، تأكدت اللجان من توافق هذه البرامج مع معايير الجودة والاعتماد المعمول بها في وزارة التعليم العالي الكويتية.
التخصصات والجامعات المشمولة
يشمل القرار إضافة برامج دراسية متنوعة في مجالات حيوية. تتضمن هذه المجالات الهندسة الطبية الحيوية، والصحة العامة، وعلم الأعصاب، وعلوم البيانات، وهندسة العمليات، وغيرها من التخصصات التي تعتبر مطلوبة في سوق العمل. من بين الجامعات التي تمت إضافتها إلى القائمة المعتمدة: جامعة ستانفورد، وجامعة كاليفورنيا (بأفرعها المختلفة في بيركلي وسان فرانسيسكو ولوس أنجلوس وسان دييغو ودايفيس وإرفين)، وجامعة شيكاغو، وجامعة نوتردام، وجامعة بيتسبيرغ، وجامعة واشنطن، بالإضافة إلى العديد من المؤسسات المرموقة الأخرى.
يستلزم القرار أن يلتزم الطلاب بنظام الدراسة المنتظمة (حضور الفصول الدراسية) وأن تكون البرامج الدراسية معتمدة وفقًا للمعايير التقليدية للتعليم. ويشترط أيضًا أن يكون البرنامج قد أنتج بالفعل دفعة من الخريجين، مما يضمن وجود سجل حافل بالنجاح الأكاديمي. هذا التركيز على الجودة والاعتماد يتماشى مع رؤية الكويت لتطوير التعليم العالي وتعزيز القدرة التنافسية لخريجيها.
لم يقتصر التركيز على التخصصات العلمية والهندسية فحسب، بل شمل أيضًا برامج في مجالات العلوم الصحية والاجتماعية والإدارية. يشمل ذلك مجالات مثل علم الأوبئة، وإدارة المخاطر المالية، والتغذية. هذا التنوع يعكس التزام الجهاز الوطني بتلبية احتياجات سوق العمل المتنوعة وضمان حصول الطلبة على فرص تعليمية في مختلف المجالات.
القرار يهدف أيضًا إلى تعزيز الشراكات بين الجامعات الكويتية ونظيراتها الأمريكية. من خلال توفير منصة للتبادل الأكاديمي والبحث العلمي، يمكن للطلاب الكويتيين الاستفادة من الخبرات والمعرفة المتوفرة في الجامعات الأمريكية، بينما يمكن للجامعات الكويتية الاستفادة من أفضل ممارسات التعليم العالي في الولايات المتحدة.
في السنوات الأخيرة، شهدت الكويت زيادة في عدد الطلبة المبتعثين إلى الخارج، خاصة إلى الولايات المتحدة. وقد ساهم ذلك في تطوير الكفاءات الوطنية في مختلف القطاعات. وتهدف هذه الزيادة في أعداد المبتعثين إلى دعم خطة التنمية الوطنية للكويت، والتي تركز على الاستثمار في التعليم والبحث العلمي. يعد اختيار التخصص المناسب و الجامعة المعتمدة عنصرًا أساسيًا لنجاح هذه الخطط.
من المتوقع أن يعقد الجهاز الوطني للاعتماد الأكاديمي مؤتمرًا صحفيًا في غضون الأسبوعين القادمين لشرح تفاصيل القرار والإجابة على استفسارات وسائل الإعلام والجمهور. كما سيتم نشر القائمة الكاملة للجامعات والبرامج المعتمدة على الموقع الإلكتروني للجهاز. بالإضافة إلى ذلك، سيتم إصدار دليل إرشادي للطلبة الكويتيين الراغبين في الالتحاق بالجامعات الأمريكية، يتضمن معلومات حول إجراءات التقديم ومتطلبات القبول والمساعدات المالية المتاحة.
وفيما يتعلق بالخطوات المستقبلية، من المرجح أن يقوم الجهاز الوطني بتقييم أثر هذا القرار على أداء الطلاب الكويتيين في الجامعات الأمريكية. كما سيواصل تحديث قوائم الجامعات المعتمدة بشكل دوري لضمان مواكبة أحدث التطورات في مجال التعليم العالي. تعتمد فعالية هذه الإجراءات على التعاون الوثيق بين الجهاز الوطني ووزارة التعليم العالي والمؤسسات الأكاديمية في الكويت وخارجها.
