Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
الكويت

البديوي: مجلس التعاون الخليجي من أنجح نماذج التعاون الإقليمي بالمنطقة

تستعد مملكة البحرين لاستضافة القمة الخليجية الـ 46 في المنامة، وسط تزايد المخاوف بشأن الوضع السياسي والأمني في منطقة الشرق الأوسط. وستركز المناقشات – وفقًا لتصريحات الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم البديوي – على قضايا ملحة تشمل العدوان الإسرائيلي على قطر، تطورات البرنامج النووي الإيراني، وأهمية تحقيق الاستقرار في سورية.

القمة الخليجية والوضع الإقليمي المعقد

أكد الأمين العام البديوي أن انعقاد القمة يأتي في توقيت حرج، يعكس أهمية التعاون والتنسيق بين دول المجلس في مواجهة التحديات المتزايدة التي تشهدها المنطقة. وأشار إلى أن مجلس التعاون الخليجي يعتبر نموذجًا ناجحًا للتكامل الإقليمي، حيث تسعى الدول الأعضاء باستمرار نحو التنمية والازدهار.

وأضاف البديوي أن قادة دول المجلس يتميزون برؤى ثاقبة وحكمة في التعامل مع الأزمات، وأن مواقفهم السياسية الصلبة والحكيمة تساهم في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي. كما أكد على التزام دول المجلس بمبادئ حسن الجوار واحترام سيادة الدول وحل الخلافات بالطرق السلمية.

أجندة القمة: قضايا سياسية وأمنية رئيسية

تشمل أبرز القضايا التي ستطرح على بساط البحث في القمة، وفقًا لتصريحات البديوي، الوضع السياسي والأمني العام في المنطقة، وتداعيات العدوان الإسرائيلي على دولة قطر. بالإضافة إلى ذلك، سيتم مناقشة التطورات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، وحرية الملاحة والأمن البحري في الخليج والبحر الأحمر.

كما ستحتل القضية الفلسطينية مكانة بارزة في أجندة القمة، مع التركيز على تطورات الأوضاع في قطاع غزة والجهود المبذولة للتوصل إلى حل شامل يضمن وقف الانتهاكات ضد المدنيين وتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وتسعى دول المجلس إلى دعم الجهود الدولية الرامية إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقًا لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.

أهمية الاستقرار في سورية وأبعاد الدعم الخليجي

أكد البديوي أن استقرار سورية يمثل مصلحة استراتيجية لدول الشرق الأوسط، وأنه جزء لا يتجزأ من أمن المنطقة. وأشار إلى أن دول المجلس ترى أن عودة سورية المستقرة إلى دورها الإقليمي يعزز الأمن والازدهار للشعب السوري والمنطقة بأسرها.

وأضاف أن دول المجلس ملتزمة بتقديم الدعم لسورية، سياسيًا واقتصاديًا وتنمويًا وإنسانيًا، مع التأكيد على أهمية احترام سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها ورفض أي تدخلات أجنبية في شؤونها الداخلية. وتدعم هذه الدول بشكل خاص رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية لتمكينها من التعافي الاقتصادي.

وبالنسبة للبنان، أكد البديوي على مواقف مجلس التعاون الثابتة بشأن دعم سيادة لبنان وأمنه واستقراره، مع التشديد على ضرورة تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة. كما أشاد بدور الجيش اللبناني في حفظ الأمن والاستقرار، داعيًا إلى حصر السلاح بيد الدولة.

تعزيز الشراكات الإقليمية والدولية

أشار البديوي إلى حرص دول مجلس التعاون على تعزيز علاقاتها مع مختلف الدول والمجموعات الدولية، من خلال عقد قمم مشتركة. وتشمل هذه القمم القمة الخليجية-الأوروبية التي عُقدت في أكتوبر 2024، والقمة الخليجية-الأمريكية المقرر عقدها في مايو 2025، بالإضافة إلى القمتين المشتركتين بين مجلس التعاون ودول رابطة جنوب شرق آسيا (الآسيان) والصين.

تهدف هذه القمم إلى تعزيز أطر التعاون الخليجي مع هذه الدول والمجموعات، والانتقال بالعلاقات إلى آفاق أرحب من الشراكة والعمل المشترك. وتؤكد على أهمية التعاون الدولي في معالجة التحديات الإقليمية والعالمية المشتركة.

من المتوقع أن تستعرض القمة الخليجية في المنامة نتائج وتقارير سير العمل المتعلقة بالخطط والمشاريع المشتركة، بالإضافة إلى مناقشة التحديات الاقتصادية والتجارية العالمية وتأثيراتها على دول المجلس. وستركز المناقشات أيضًا على آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري بين دول المجلس وتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي.

في الختام، من المقرر أن تصدر القمة الخليجية بيانًا ختاميًا يتضمن رؤى وتوصيات حول القضايا المطروحة. وسيكون من المهم متابعة ما سيتم الاتفاق عليه بشأن دعم سورية ولبنان، والجهود المبذولة لحل القضية الفلسطينية، ومواجهة التحديات الأمنية في المنطقة، وتحديد الخطوات العملية التي ستتخذها دول المجلس لتحقيق هذه الأهداف في المستقبل القريب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى