البرهان يعلن التعبئة العامة ويدعو السودانيين لحمل السلاح

أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، اليوم الجمعة، التعبئة العامة في القوات المسلحة، ودعا جميع السودانيين القادرين على حمل السلاح للتقدّم والمشاركة في القتال الدائر ضد قوات الدعم السريع. جاء ذلك في خطاب له أمام حشد شعبي في بلدة السريجة بولاية الجزيرة.
وقال البرهان إنّه لن يقبل بالمتمردين "ومن وقف معهم"، مؤكدا أن حقوق الضحايا المدنيين الذين قُتلوا على يد قوات الدعم السريع لن تذهب سدى. وأضاف أن السودانيين "سيقتصّون من المتمردين"، وأن الحرب لن تتوقف إلا بنهاية التمرد، مشددا على أن القوات المسلحة "مصممة على إنهاء التمرد". وأشار إلى أنه يرفض وساطة أي طرف قبل أن تقوم قوات الدعم السريع بـ"نزع سلاحها".
ردود الفعل على إعلان التعبئة العامة
تعليقا على إعلان البرهان، قال مستشار قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان حميدتي، إن إعلان التعبئة ورفض التفاوض هو رسالة لمن يظن أنه قد يستجيب لمبادرات إنهاء الحرب. واعتبر أن شرط البرهان تسليم الدعـم السريـع لسلاحه قبل أي تفاوض هو شرط غير واقعي.
وفي سياق متصل، اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، بالإجماع قرارا يقضي بتشكيل بعثة للتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبت في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. وأمر المجلس المحققين بالسعي لتحديد هويات جميع المتورطين في الفظاعات التي يشتبه بأنها ارتُكبت في الفاشر للمساعدة في جلبهم أمام العدالة.
تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان
وفي سياق موازٍ، حذّرت الأمينة العامة للمجلس الدانماركي للاجئين، شارلوت سلينتي، من أن نصف عدد سكان السودان، أي أكثر من 30 مليون شخص، باتوا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية بعد أكثر من عامين من الحرب. وقالت سلينتي، عقب زيارة ميدانية للحدود السودانية التشادية، إن معاناة السكان "لا يمكن تخيّلها".
وانتقدت سلينتي سلبية المجتمع الدولي، معتبرة أن إصدار البيانات لم يوقف العنف ولم يخفّف من حجم الكارثة الإنسانية. وأشارت إلى أن السودان لديه "أكبر عدد من النازحين داخليا في العالم"، مع تسجيل انتهاكات واسعة تشمل القتل الجماعي والعنف الجنسي والاعتقالات والخطف والإخفاء القسري.
وتشير التقارير إلى أن الحرب المندلعة في السودان منذ أبريل/نيسان 2023 أدت إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح 12 مليون شخص داخليا وخارجيا، مما يجعلها "أسوأ أزمة إنسانية في العالم" وفقا للأمم المتحدة.
وفي ظل هذه التطورات، ينتظر أن تتخذ الجهات المعنية خطوات فورية لوقف القتال وتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين. وما زالت هناك مخاوف من استمرار تدهور الأوضاع في السودان، خاصة مع تصاعد العنف في الأسابيع الأخيرة.





