التصعيد الحالي يجب أن يدفع لتحقيق حل الدولتين

دعت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى وقف كامل لإطلاق النار في قطاع غزة لأسباب إنسانية، مشددة على أن التصعيد الحالي يجب أن يدفع الجميع بما فيهم الإسرائيليون والفلسطينيون، إلى العمل العاجل لتحقيق حل الدولتين لأن البديل الوحيد لذلك هو العنف الذي نراه الآن.
وقالت معالي السفيرة لانا زكي نسيبة، المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة مجلس الأمن حول الأوضاع في غزة أمس، إن دولة «الإمارات تدعم بشكل كامل مجلس الأمن لاتخاذ تدابير اليوم وما زلنا ندعم اتخاذ تدابير تجاه هذه الحالة في غزة». وأضافت «ندعم وقف إطلاق نار كامل لأسباب إنسانية ولا نطلب القيام بذلك على حساب أمن إسرائيل.
ولكن ليتمكن الناس من الاعتناء بالجرحى ودفن الموتى بكرامة وإعادة عيش حياتهم». وأشارت إلى أنه لأكثر من 140 عاماً قدم المستشفى الأهلي المعمداني خدمات طبية والمأوى لأجيال من سكان غزة. وأمس قتل أكثر من 500 فلسطيني في ضربة على هذا المستشفى.
وقالت لانا زكي نسيبة «إن كل ساعة تمر من هذه الحرب المدمرة تشكل استهزاءً بمبادئ القانون الدولي الإنساني. وغزة متروكة ودمرت ولا أحد يشعر فيها بالأمان، وندعو إلى إجراء تحقيق كامل ومستقل في هذا الحادث ومحاسبة المسؤولين عنه».
حقيقة واحدة
وأوضحت الإمارات في البيان أنه «وبينما نتحقق من المعلومات حول الغارة، لا تزال هناك حقيقة واحدة لا تقبل الجدل: وهي أن عدد الفلسطينيين الذين لقوا حتفهم في اندلاع أعمال العنف هذه أكبر من أي وقت مضى في تاريخ الصراع. وفي أقل من أسبوعين من القصف، قُتل أكثر من 3500 فلسطيني وجُرح أكثر من 14000 آخرين، بينما نواصل الجلوس هنا ومقارنة الخسائر في كلا الجانبين».
وتابعت قائلة «حماس بالفعل مسؤولة عن إطلاق هذه النيران التي تجتاح اليوم الشوارع في العواصم العربية، ولقد أدنا هذه الاعتداءات في السابع من أكتوبر، ولكن لا ينبغي لنا أن نخطئ في أن الشرارة كانت موجودة بالفعل، وغذتها عقود من التجريد العنيف من الإنسانية، والحرمان، واليأس».
وقالت إنه لهذا السبب «لا يمكننا أن نغفل سياق هذه الأزمة وهي أطول احتلال مستمر في التاريخ لشعب لا يريد أن يُحكم وخاب أمله مرة تلو الأخرى، لقد صوتنا لصالح هذا القرار لأنه يشير بشكل واضح إلى المبادئ الأساسية التي يجب احترامها والتي يجب على هذا المجلس تعزيزها والتمسك بها».
حل الدولتين
وأضافت أن «التصعيد الحالي يدفعنا جميعاً بما في ذلك الإسرائيليون والفلسطينيون للعمل من أجل ضمان حل الدولتين، والبديل الوحيد لذلك هو العنف الذي نشهده اليوم». ومضت السفيرة لانا زكي نسيبة قائلة «منذ 3 سنوات أقامت بلادي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، والاتفاقيات الإبراهيمية تستند إلى حقيقة بسيطة ولكنها ثابتة:
وهي أن السلام والحوار أفضل من العنف والعداوة. ومع شركائنا الأمريكيين والإسرائيليين سعينا من أجل إنشاء شرق أوسط جديد نضمن فيه التعاون والتعايش لضمان الازدهار والأمن والسلام للجميع، والضرر الكبير الذي يعاني منه الناس في غزة قد يطفئ هذا العمل». وقالت إنه «لا يمكننا أن نحكم على الملايين من الناس بالبؤس لأن الدبلوماسية صعبة.
وعلينا أن نستمر في المحاولة، مراراً وتكراراً. ويجب علينا أن ندرك أنه من خلال استمرارنا في الفشل في الاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة بلد في وطنه، فإننا نؤجج هذه الدورة المتواصلة من العنف والكراهية. دعونا لا نفشل في هذا الاختبار، من أجل الإسرائيليين، ومن أجل الفلسطينيين، ومن أجل شعوب الشرق الأوسط كافة».
حق النقضوكانت الولايات المتحدة قد استخدمت أمس الأربعاء حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد قرار يدعو إلى هدنة إنسانية للصراع بين إسرائيل وحركة حماس.
وكان مشروع القرار، الذي قدمته البرازيل، يهدف للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وصوت 12 عضواً لصالح مسودة النص اليوم بينما امتنع عضوان عن التصويت.
والدول التي أيدت القرار هي دولة الإمارات، وألبانيا والبرازيل والصين والإكوادور وفرنسا والغابون وغانا واليابان ومالطا وموزمبيق وسويسرا بينما امتنعت كل من روسيا والمملكة المتحدة عن التصويت، واستخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو.