«التقدم العلمي» تطلق برنامج الذكاء الاصطناعي للمعلمين بالتعاون مع جامعة كامبريدج

أطلقت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي (KFAS) برنامجًا تدريبيًا جديدًا يهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم، وذلك بالتعاون مع Cambridge University Press & Assessment. يهدف البرنامج إلى تمكين معلمي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) في الكويت من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بفاعلية في الفصول الدراسية، وتحسين جودة التعليم ومخرجاته. بدأ البرنامج في وقت مبكر من هذا الشهر ويستمر لعدة أشهر.
يستفيد من البرنامج 50 معلمًا ومعلمة من مختلف قطاعات التعليم في الكويت، بما في ذلك التعليم العام والجامعات والتعليم التطبيقي. تأتي هذه المبادرة في سياق الجهود المتزايدة لتعزيز التحول الرقمي في قطاع التعليم الكويتي، وتماشياً مع رؤية المؤسسة “إرث راسخ.. مستقبل مبتكر”. البرنامج يركز على التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في البيئة التعليمية.
أهمية دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم الكويتي
يشهد العالم تطورات متسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يجعل إعداد الكوادر التعليمية للتعامل مع هذه التقنيات أمرًا ضروريًا. وفقًا لتقارير عالمية، من المتوقع أن يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في تغيير طبيعة التعليم، من خلال توفير أدوات مخصصة للطلاب، وأساليب تقييم أكثر دقة، وموارد تعليمية تفاعلية. تدرك مؤسسة الكويت للتقدم العلمي هذه الأهمية، وتسعى إلى تزويد المعلمين بالمهارات اللازمة للاستفادة من هذه الإمكانات.
مكونات برنامج “الذكاء الاصطناعي للمعلمين”
يعتمد البرنامج على نموذج تدريبي هجين يجمع بين التعلم عن بعد والورش العملية. تبدأ المرحلة الأولى بالتعلم عبر منصة إلكترونية متخصصة، حيث يتعرف المشاركون على المفاهيم الأساسية للذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في التعليم. يلي ذلك سلسلة من ورش العمل المكثفة التي تُعقد في جامعة الكويت، مما يوفر بيئة تعليمية عملية لتطبيق المهارات المكتسبة.
تركز الورش العملية على ممارسات تطبيقية مثل دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في التخطيط للدروس، وتصميم الأنشطة التفاعلية، وتطوير أساليب التقويم. بالإضافة إلى ذلك، يولي البرنامج اهتمامًا خاصًا بالجوانب الأخلاقية وحماية البيانات، لضمان استخدام هذه التقنيات بشكل مسؤول. كما يشمل البرنامج التعلم النشط وبناء الأنشطة القائمة على المشاريع.
التركيز على STEM وتطوير المناهج
يستهدف البرنامج بشكل خاص معلمي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM)، نظرًا لأهمية هذه المجالات في دفع عجلة التنمية والابتكار. تعتبر مناهج STEM من بين أكثر المناهج التي يمكن أن تستفيد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مثل المحاكاة الافتراضية، والتحليل التنبؤي، وأنظمة التوصية الذكية. يهدف البرنامج إلى مساعدة المعلمين على تطوير مناهج STEM أكثر جاذبية وفعالية، تلبي احتياجات الطلاب في القرن الحادي والعشرين.
بالإضافة إلى ذلك، يركز البرنامج على تطوير مهارات المعلمين في مجال التكنولوجيا التعليمية. يشمل ذلك التدريب على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة، مثل برامج التعرف على الصوت، وأنظمة الترجمة الآلية، ومنصات التعلم التكيفي. يهدف البرنامج إلى تمكين المعلمين من إنشاء بيئات تعليمية رقمية غنية، تعزز التفاعل والمشاركة بين الطلاب.
من الجدير بالذكر أن البرنامج سيختار أفضل 10 مشاركين لتلقي تدريبات إضافية متخصصة في مجال تدريب المدربين. سيتم تكليف هؤلاء المشاركين بنشر المعرفة والمهارات التي اكتسبوها إلى زملائهم في المدارس والجامعات، مما يساهم في توسيع نطاق تأثير البرنامج. هذه المرحلة تهدف إلى بناء جيل جديد من المدربين المؤهلين في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته.
تعتبر هذه المبادرة جزءًا من خطة أوسع تتبناها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي لتطوير القدرات البشرية ودعم استخدام التكنولوجيا المتقدمة في قطاع التعليم. وقد أطلقت المؤسسة في السنوات الأخيرة العديد من البرامج والمشاريع التي تهدف إلى تعزيز الابتكار والبحث العلمي في الكويت.
من المتوقع أن تعلن مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عن نتائج البرنامج ومراحل التقييم في الأشهر القادمة. سيتم أيضًا نشر تقرير مفصل حول تأثير البرنامج على أداء المعلمين والطلاب. من المهم متابعة هذه التطورات، وتقييم مدى فعالية البرنامج في تحقيق أهدافه المعلنة. كما يجب النظر في إمكانية توسيع نطاق البرنامج ليشمل المزيد من المعلمين والقطاعات التعليمية في المستقبل.




