:
نظمت الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية بالتعاون مع جمعية سوروبتيمست الكويت فعاليات لمناسبة حملة الـ 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة في منطقة السالمية. ويهدف هذا الحدث، الذي أقيم صباح أمس، إلى زيادة الوعي حول هذه القضية الهامة وتشجيع المجتمع على رفض جميع أشكال الإساءة. شهد الماراثون مشاركة واسعة من مختلف فئات المجتمع، مما يعكس الاهتمام المتزايد بهذه القضية.
وقد جرت فعاليات الماراثون في منطقة السالمية، حيث شارك عدد كبير من النساء والرجال في ركوب الدراجات الهوائية، تعبيرًا عن دعمهم للحملة وتضامنهم مع ضحايا العنف ضد المرأة. وتأتي هذه المبادرة في إطار جهود مستمرة لتعزيز حقوق المرأة ومكافحة التمييز بجميع صوره.
أهمية حملة الـ 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة
تعتبر حملة الـ 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة مبادرة عالمية تهدف إلى تسليط الضوء على القضية المتفاقمة للعنف القائم على النوع الاجتماعي، والتي تشمل الإيذاء الجسدي والنفسي والجنسي والاقتصادي. تبدأ الحملة في 25 نوفمبر، وهو اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة، وتنتهي في 10 ديسمبر، وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان. وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، تتعرض امرأة من بين ثلاث نساء حول العالم إلى نوع من العنف في حياتها.
مشاركة الكويت في الحملة العالمية
تشارك الكويت سنويًا في حملة الـ 16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة من خلال تنظيم فعاليات توعوية ومبادرات مجتمعية تهدف إلى تعزيز المساواة بين الجنسين ومكافحة جميع أشكال التمييز والاعتداء. وقد أكدت د. فجر الحسيني، أمين صندوق الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية، على أهمية هذه المشاركة ودورها في بناء مجتمع أكثر عدالة واحترامًا. وأضافت أن الرياضة تساهم في تحسين المزاج وتهدئة الأعصاب، مما يقلل من احتمالية وقوع حوادث العنف.
“لا عذر للعنف”: رسالة الفعالية
أشارت هيفاء الموسى، الأمين العام للجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية، إلى أن الفعالية تحمل عنوان “لا عذر”، مؤكدة أنه لا يوجد أي مبرر لممارسة العنف ضد أي شخص، بغض النظر عن جنسيته أو دينه أو لونه أو انتمائه. وشددت على أن مناهضة العنف هي مسؤولية اجتماعية جماعية تتطلب تضافر جهود جميع أفراد المجتمع. وبالتالي، يجب رفض العنف ضد المرأة بكل أشكاله، بما في ذلك العنف اللفظي والجسدي والإلكتروني والتنمر.
تعمل الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية على تنظيم عدة فعاليات خلال فترة الحملة بهدف زيادة الوعي وتثقيف المجتمع حول مخاطر العنف وأهمية حماية الضحايا. ويتضمن ذلك ندوات وورش عمل ومحاضرات توعوية، بالإضافة إلى حملات إعلامية تهدف إلى نشر الرسالة.
من جانبها، أوضحت د. زينب المصيليخ، رئيس جمعية سوروبتمست لتنمية المجتمع، ضرورة التركيز على حماية النساء والفتيات من جميع أشكال العنف. وأضافت أن الاحتفال ببداية حملة الـ 16 يومًا هو فرصة لتجديد الالتزام بمكافحة العنف وتعزيز حقوق الإنسان.
وتشمل الجهود المبذولة في الكويت أيضًا توفير خدمات الدعم النفسي والقانوني للضحايا، بالإضافة إلى إنشاء ملاجئ آمنة لحمايتهن من خطر العنف. وتهدف هذه الخدمات إلى مساعدة الضحايا على تجاوز الصدمة واستعادة حياتهن بشكل طبيعي. ويلعب دور الشرطة والمحاكم دورًا هامًا في محاسبة مرتكبي العنف وتطبيق القانون.
تأتي هذه الفعاليات في وقت يشهد فيه العالم تزايدًا مقلقًا في حالات العنف ضد المرأة، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كوفيد-19. وقد أظهرت الدراسات أن حالات الإبلاغ عن العنف المنزلي قد ارتفعت بشكل ملحوظ خلال فترة الإغلاق والحجر الصحي.
تتطلع الجمعيات المنظمة إلى زيادة المشاركة في الفعاليات المقبلة وتوسيع نطاق الحملة لتشمل جميع مناطق الكويت. وتهدف هذه الجهود إلى تحقيق تغيير حقيقي في المجتمع وجعل الكويت بيئة آمنة ومحترمة لجميع النساء. وتعتبر التوعية بالحقوق المدنية والاجتماعية للمرأة جزءًا أساسيًا من هذه الجهود. (مواضيع ذات صلة: حقوق الإنسان، المساواة بين الجنسين)
من المتوقع أن تعلن الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية وجمعية سوروبتمست الكويت عن تفاصيل فعالياتهن اللاحقة خلال الأسبوع القادم. وسيكون من المهم متابعة تطورات هذه الحملة وتقييم أثرها على المجتمع.
