يستمر موسم الجهراء الثقافي الثاني في جذب الزوار والمهتمين بالتراث الكويتي، حيث يقدم فعاليات متنوعة في “القصر الأحمر” حتى منتصف فبراير المقبل. يهدف الموسم، الذي يقام برعاية وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، إلى تعزيز الوعي الثقافي والحفاظ على موسم الجهراء الثقافي كركيزة أساسية للهوية الوطنية. تشارك في هذا الموسم نخبة من الفنانين والحرفيين الكويتيين، مما يبرز غنى الإرث الحضاري للمحافظة.
بدأت فعاليات الموسم في 30 نوفمبر الماضي، وتستقبل الزوار من الخميس إلى السبت من الساعة الرابعة مساءً وحتى التاسعة مساءً. وقد شهدت الفعاليات حضورًا دبلوماسيًا لافتًا، مما يعكس أهميتها الثقافية والدولية المتزايدة. يمثل هذا الحدث فرصة فريدة للاحتفاء بالتراث الكويتي وتعزيزه.
أهمية موسم الجهراء الثقافي في تعزيز الهوية الوطنية
أكد محمد بن رضا، الأمين العام المساعد لقطاع الآثار والمتاحف في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أن إقامة هذا الموسم تأتي ضمن جهود المجلس لتعزيز الحراك الثقافي في جميع المحافظات الكويتية. ويهدف المجلس إلى إبراز الموروث التاريخي والتراثي لكل منطقة، مع التركيز بشكل خاص على محافظة الجهراء نظرًا لأهميتها التاريخية ومكانتها الوطنية.
دور الحرفيين والفنانين الكويتيين
يشهد الموسم مشاركة فعالة من فريق “إكسبو 965” للمعارض التراثية والحرفية، بالإضافة إلى مجموعة من المبدعين الكويتيين الذين يمثلون الكويت في المجلس العالمي الدولي للحرف. يقدم الفريق معرضًا تراثيًا تحت شعار “يا حلو الجهراء مع فريق إكسبو 965″، يعرض إبداعات الحرفيين الكويتيين بأسلوب معاصر، مما يساهم في إحياء التراث الشعبي وجعله أكثر جاذبية للأجيال الشابة.
بالإضافة إلى ذلك، تتضمن الفعاليات عروضًا فنية شعبية تقدمها فرقة “أبو عوض للفنون الشعبية” والفرقة النسائية الكويتية. تهدف هذه العروض إلى تعريف الجمهور بتاريخ وتقاليد محافظة الجهراء من خلال الفنون الشعبية الأصيلة. كما يتم تنظيم ورش عمل تفاعلية للأطفال، تهدف إلى غرس حب التراث والثقافة في نفوسهم.
شراكات ناجحة لدعم الفعاليات الثقافية
أشار بن رضا إلى أهمية الشراكة مع محافظة الجهراء والجهات الحكومية والأهلية والمبدعين الكويتيين في إنجاح هذا الموسم. وتقدم بالشكر الجزيل لمحافظة الجهراء وجميع المشاركين والداعمين على جهودهم المبذولة في إبراز هذا الحدث الثقافي الهام. تعتبر هذه الشراكات نموذجًا يحتذى به في دعم الأنشطة الثقافية وتعزيز التعاون بين مختلف القطاعات.
وتشمل الأنشطة أيضًا معارض فنية وتراثية متنوعة تستهدف جميع فئات المجتمع. تهدف هذه المعارض إلى تقديم لمحة شاملة عن تاريخ وثقافة محافظة الجهراء، وتسليط الضوء على الإنجازات الحضارية التي شهدتها المنطقة. وتساهم هذه الفعاليات في تعزيز السياحة الثقافية في الكويت.
يعتبر موسم الجهراء الثقافي جزءًا من خطة أوسع للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لتعزيز التراث الكويتي. وتشمل هذه الخطة تنظيم فعاليات مماثلة في مختلف المحافظات، بالإضافة إلى دعم الفنانين والحرفيين الكويتيين وتشجيعهم على الإبداع والابتكار. كما يركز المجلس على توثيق التراث الكويتي وحفظه للأجيال القادمة.
تأتي هذه الجهود في سياق الاهتمام المتزايد بالحفاظ على الهوية الثقافية في ظل العولمة والتغيرات الاجتماعية السريعة. وتعتبر الفعاليات الثقافية وسيلة فعالة لتعزيز الانتماء الوطني والفخر بالتراث. كما تساهم في تعزيز التفاهم الثقافي بين الشعوب.
من المتوقع أن يستمر موسم الجهراء الثقافي في جذب المزيد من الزوار والمهتمين بالتراث الكويتي حتى منتصف شهر فبراير. وستشهد الفعاليات إضافة المزيد من الأنشطة والعروض التي تهدف إلى إثراء تجربة الزوار. ويترقب المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تقييمًا شاملاً للموسم لتحديد نقاط القوة والضعف والاستفادة منها في تنظيم فعاليات مماثلة في المستقبل. كما سيتم دراسة إمكانية تمديد الموسم أو تحويله إلى فعالية سنوية دائمة.
بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يشهد المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب زيادة في الدعم المخصص للفعاليات الثقافية في المحافظات، وذلك بهدف تعزيز الحراك الثقافي في جميع أنحاء الكويت. وسيتم التركيز بشكل خاص على دعم الفنانين والحرفيين الكويتيين وتشجيعهم على المشاركة في هذه الفعاليات. وتعتبر هذه الخطوة ضرورية لضمان استمرارية التراث الكويتي وإثرائه.
