Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

الجيش الأميركي يعلن شل قدرات “تنظيم الدولة” في سوريا بالتعاون مع دمشق

أعلنت القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) استمرار التعاون الوثيق مع الشركاء السوريين لمكافحة تنظيم الدولة، وذلك في إطار جهود مستمرة لمنع إعادة تنظيمه وتهديده للأمن الإقليمي والعالمي. وتأتي هذه التصريحات بعد عمليات عسكرية مشتركة أسفرت عن تدمير مخازن أسلحة واعتقال عناصر من تنظيم الدولة، مما يعكس التزام واشنطن بمواجهة الإرهاب في سوريا.

ووفقًا لبيان سنتكوم، فقد دمرت القوات الأميركية، بالتعاون مع الجانب السوري، حوالي 130 صاروخًا وقذيفة وأسلحة أخرى تابعة للتنظيم خلال الشهر الماضي. كما أدت العمليات العسكرية إلى مقتل 14 عنصرًا واعتقال 119 آخرين خلال الأشهر الستة الماضية، مما يشير إلى ضغط متزايد على البنية التحتية والقيادة العملياتية للتنظيم.

جهود مكافحة الإرهاب وتصاعد العمليات ضد تنظيم الدولة

تأتي هذه العمليات في سياق جهود دولية مستمرة لمكافحة الإرهاب، وتحديدًا ضد تنظيم الدولة الذي سعى إلى استغلال الفراغ الأمني في سوريا والعراق. وقد نفذت القوات الأميركية وشركاؤها حوالي 80 عملية في سوريا منذ يوليو/تموز الماضي، استهدفت بشكل رئيسي عناصر إرهابية ومخازن أسلحة تابعة للتنظيم.

بالإضافة إلى ذلك، نفذت القيادة الأميركية في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عملية عسكرية مشتركة مع وزارة الداخلية السورية، استهدفت أكثر من 15 مخزنًا ومستودع أسلحة تابعًا للتنظيم في جنوب سوريا وريف دمشق. وقد شاركت القوات الأميركية مع وحدات من الداخلية السورية في تدمير هذه المخازن من خلال ضربات جوية وعمليات تفجير ميدانية.

التعاون السوري الأمريكي وتأثيره على المشهد الأمني

يعتبر التعاون الأمني الأخير بين الولايات المتحدة والسوريا تطورًا ملحوظًا، حيث كانت الحكومة السورية مستبعدة في السابق من التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة. ويرى مراقبون أن هذا التعاون يعكس تقييمًا أمريكيًا جديدًا لأهمية إشراك دمشق في مكافحة الإرهاب، خاصةً في ظل التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة.

ومع ذلك، يثير هذا التعاون تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا، خاصةً في ظل استمرار العقوبات المفروضة على الحكومة السورية.

تداعيات العمليات العسكرية على مستقبل تنظيم الدولة

تهدف العمليات العسكرية الأخيرة إلى إحباط جهود تنظيم الدولة لإعادة بناء قدراته وتنفيذ هجمات على المستوى العالمي. وتشير التقارير إلى أن التنظيم يواجه صعوبات متزايدة في تجنيد مقاتلين جدد وتأمين مصادر تمويل، مما يضعف قدرته على مواصلة نشاطه الإرهابي.

ومع ذلك، لا يزال تنظيم الدولة يشكل تهديدًا أمنيًا في سوريا والعراق، حيث يحتفظ بوجود في بعض المناطق النائية ويستغل حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي لتجنيد عناصر جديدة وتنفيذ هجمات متفرقة. كما أن هناك مخاوف من أن التنظيم قد يسعى إلى نقل نشاطه إلى مناطق أخرى في المنطقة، مثل الساحل الأفريقي أو شبه الجزيرة العربية.

بالإضافة إلى تنظيم الدولة، تواجه المنطقة تهديدات إرهابية أخرى من جماعات متطرفة أخرى، مما يتطلب جهودًا متواصلة لمكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار. وتشمل هذه الجهود تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتدريب القوات الأمنية، ومكافحة التطرف العنيف.

وفي سياق متصل، يراقب المحللون عن كثب تطورات الأوضاع الأمنية في سوريا والعراق، ويشيرون إلى أهمية الحفاظ على الضغط العسكري على تنظيم الدولة ومنع استعادة قدراته. كما يؤكدون على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للإرهاب، مثل الفقر والبطالة والتهميش السياسي، من أجل تحقيق حلول مستدامة للأزمة الإرهابية.

من المتوقع أن تستمر القيادة الوسطى الأميركية في تقييم الوضع الأمني في سوريا والعمل مع الشركاء السوريين لتحديد الخطوات التالية في مكافحة الإرهاب. ومن المرجح أن تشمل هذه الخطوات زيادة التعاون الأمني، وتنفيذ المزيد من العمليات العسكرية، وتقديم الدعم للقوات الأمنية السورية. ومع ذلك، لا تزال هناك حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا، وما إذا كان التعاون الأمني الحالي سيستمر على المدى الطويل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى