Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخر الاخبار

الجيش السوداني يسترد “الدانكوج” والدعم السريع يقتحم حقلا نفطيا

أعلن الجيش السوداني، اليوم السبت، استعادة السيطرة على بلدة الدانكوج بولاية شمال كردفان، في تطورات متسارعة للأزمة المتصاعدة في السودان. في المقابل، أفادت قوات الدعم السريع بتوسيع نطاق سيطرتها ليشمل المنشآت النفطية في حقل هجليج. هذه التطورات تأتي في ظل استمرار القتال العنيف وتدهور الأوضاع الإنسانية، مما يزيد من المخاوف بشأن مستقبل البلاد ويزيد من الحاجة إلى حل سياسي شامل لوقف الحرب في السودان.

ووفقًا لمصادر في الجيش السوداني، فقد تمكنت قواته من استعادة السيطرة على الدانكوج بعد معارك عنيفة مع الدعم السريع، التي كانت قد سيطرت عليها في وقت سابق من اليوم. وتقع الدانكوج في موقع استراتيجي بين مدينتي الأبيض وبارا، مما يجعلها نقطة مهمة في الصراع الدائر. كما أعلن الجيش عن قتل عدد من أفراد الدعم السريع وتدمير آليات قتالية في قصف جوي بالقرب من بلدة برنو في ولاية جنوب كردفان.

تداعيات سيطرة الدعم السريع على حقل هجليج

في سياق متصل، أكدت قوات الدعم السريع انتشارها في المنشآت النفطية بحقل هجليج، بهدف تأمينها واستئناف عمليات الإنتاج. يعد حقل هجليج من أهم مصادر النفط في السودان، وتعرض في الماضي لهجمات متكررة أدت إلى تعطيل الإنتاج وتصدير النفط. هذا التطور يثير قلقًا بالغًا بشأن استقرار قطاع النفط، الذي يمثل شريان الحياة للاقتصاد السوداني.

وقد أعلنت حكومة جنوب السودان مؤخرًا عن اتفاق مع الخرطوم وقوات الدعم السريع، يقضي بتولي الجيش الشعبي لجنوب السودان حماية المنشآت النفطية في حقل هجليج. يهدف هذا الاتفاق إلى تخفيف التوترات وضمان استمرار تدفق النفط عبر البلدين، لكن تطبيقه الفعلي يظل غير واضح في ظل استمرار القتال.

الوضع الإنساني المتدهور

تتفاقم الأزمة الإنسانية في السودان بشكل حاد مع استمرار النزاع المسلح. ذكرت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 21 مليون شخص في السودان يعانون من سوء التغذية الحاد وانعدام الأمن الغذائي. وتشير التقديرات إلى أن حوالي 800 ألف طفل مصابون بسوء التغذية الحاد في عام 2025 وحده.

بالإضافة إلى ذلك، أفادت شبكة أطباء السودان بوقوع “جرائم عرقية” في منطقتي أمبرو وسربا بشمال دارفور، حيث قُتل أكثر من 200 شخص، بينهم أطفال ونساء. وتتهم الشبكة قوات الدعم السريع بارتكاب هذه الجرائم، وتدعو إلى تحقيق دولي مستقل في هذه الانتهاكات. كما أشارت إلى أن الوضع في الفاشر يثير قلقًا بالغًا، وأن هناك حاجة ماسة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدينة.

وقد اندلع حريق في أحد مخيمات النازحين في مدينة أبو جبيهة بولاية جنوب كردفان، مما أدى إلى تشريد أكثر من 30 أسرة. وتحتاج هذه الأسر المتضررة إلى مساعدة عاجلة في توفير المأوى والغذاء والاحتياجات الأساسية الأخرى. هذه الحوادث تعكس حجم المعاناة التي يعيشها المدنيون السودانيون في ظل الأزمة السودانية.

مستقبل المفاوضات والوضع الأمني

تتواصل الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السودانية. وقد دعا مستشار الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية إلى إعلان هدنة إنسانية شاملة في جميع أنحاء السودان، مؤكدًا على استعداد الولايات المتحدة لتقديم الدعم اللازم لتحقيق ذلك. ومع ذلك، لا يزال هناك تردد من قبل الطرفين المتنازعين في قبول هذه الهدنة، مما يعيق التقدم نحو حل سلمي.

من المتوقع أن تشهد الأيام القادمة مزيدًا من التوتر وعدم اليقين في السودان. يجب على المجتمع الدولي تكثيف جهوده لإقناع الطرفين المتنازعين بالعودة إلى طاولة المفاوضات والالتزام بوقف إطلاق النار. كما يجب توفير المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين المتضررين من الحرب، وضمان حماية حقوقهم وسلامتهم. المستقبل يعتمد على قدرة الأطراف السودانية والمجتمع الدولي على العمل معًا لإيجاد حل مستدام للأزمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى