استقبل المهندس سالم الحاي، المدير العام للهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية في الكويت، وفداً فنياً واقتصادياً رفيع المستوى من المنظمة العربية للتنمية الزراعية. يأتي هذا اللقاء في إطار سعي الهيئة لتعزيز الأمن الغذائي في البلاد وتطوير قطاع الثروة الحيوانية، وذلك من خلال الاستفادة من الخبرات والموارد المتاحة لدى المنظمة. وقد جرى خلال الاجتماع بحث سبل التعاون المشترك في مجالات حيوية مثل صحة الدواجن ومكافحة الأوبئة الحيوانية.
الاجتماع الذي عقد في مقر الهيئة، شهد حضور عدد من المسؤولين والخبراء في مجال الإنتاج الحيواني. ويهدف هذا التعاون إلى دعم جهود الكويت في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الحيوانية وتقليل الاعتماد على الاستيراد، بالإضافة إلى ضمان سلامة وصحة الثروة الحيوانية المحلية. وتعد هذه الخطوة جزءًا من رؤية الكويت 2035 للتنمية المستدامة.
تعزيز التعاون في مجال الأمن الغذائي
أكد المهندس سالم الحاي على أهمية التعاون مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية في تحقيق الأمن الغذائي الشامل، مشيداً بالدور الذي يلعبه المكتب الإقليمي للمنظمة في الكويت. وأشار إلى الدعم الحكومي المستمر للقطاعات الزراعية والحيوانية، والذي يعتبر ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة في هذا المجال. كما شدد على ضرورة تبادل الخبرات والمعرفة بين الجانبين لتحسين الإنتاجية وجودة المنتجات.
أولويات التعاون المشترك
تركز المناقشات بين الجانبين على عدة محاور رئيسية، من بينها تطوير نظم المراقبة والرصد للأمراض الحيوانية، وتعزيز إجراءات الحجر البيطري. بالإضافة إلى ذلك، تم بحث إمكانية تنفيذ برامج تدريبية مشتركة للعاملين في قطاع الثروة الحيوانية، بهدف رفع كفاءتهم وتأهيلهم لمواكبة أحدث التقنيات والممارسات. كما تناول الاجتماع موضوع الاستثمار في مشاريع الإنتاج الحيواني المختلفة.
من جهتهم، أعرب أعضاء الوفد عن استعداد المنظمة لتقديم الدعم الفني للهيئة في مراجعة وتطوير الأنظمة والإجراءات المتعلقة بالتعامل مع الأوبئة الحيوانية. وأكدوا على أهمية تفعيل دور الأمن الحيوي في المنشآت الزراعية والحيوانية، للحد من انتشار الأمراض وتقليل الخسائر الاقتصادية. وثمنوا التعاون المثمر مع الكويت ودعمها المستمر لبرامج المنظمة في مختلف المجالات الزراعية والتنموية.
وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه المنطقة والعالم تحديات متزايدة في مجال الأمن الغذائي، نتيجة لتغير المناخ والاضطرابات السياسية والاقتصادية. وتسعى الكويت، من خلال هذه الشراكات، إلى تعزيز قدراتها في مواجهة هذه التحديات وضمان توفير الغذاء الآمن والمستدام لمواطنيها. وتعتبر المنظمة العربية للتنمية الزراعية شريكاً رئيسياً في هذه الجهود، نظراً لخبرتها الواسعة في مجال الزراعة والتنمية الريفية.
بالإضافة إلى الأمن الغذائي، ناقش الطرفان سبل تطوير قطاع الإنتاج الحيواني في الكويت، بما في ذلك تحسين السلالات الحيوانية وزيادة إنتاجيتها. كما تم بحث إمكانية الاستفادة من التقنيات الحديثة في مجال الزراعة الذكية، لتحسين إدارة الموارد وتقليل التكاليف. وتشمل هذه التقنيات استخدام الطائرات بدون طيار في الرصد الزراعي، وأنظمة الري الذكي، وتطبيقات تحليل البيانات.
وفي سياق متصل، أكدت الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية على التزامها بتطبيق أعلى معايير السلامة والجودة في المنتجات الحيوانية. وتقوم الهيئة بشكل دوري بإجراء فحوصات وتحاليل للمنتجات المتداولة في الأسواق، للتأكد من خلوها من الأمراض والمواد الضارة. وتتعاون الهيئة مع الجهات المعنية الأخرى، مثل وزارة الصحة وبلدية الكويت، لضمان سلامة الغذاء وحماية صحة المستهلكين.
وتشير التقارير إلى أن قطاع الثروة الحيوانية في الكويت يشهد نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، نتيجة للدعم الحكومي والاهتمام المتزايد بالمستثمرين في هذا المجال. وقد ساهم هذا النمو في زيادة الإنتاج المحلي من اللحوم والدواجن والألبان، وتقليل الاعتماد على الاستيراد. الاستدامة الزراعية هي هدف رئيسي تسعى الهيئة لتحقيقه من خلال دعم الممارسات الزراعية الصديقة للبيئة.
من المتوقع أن يقوم فريق فني من المنظمة العربية للتنمية الزراعية بزيارة ميدانية إلى الكويت في الأشهر القليلة القادمة، لتقديم تقرير مفصل حول الاحتياجات الفنية للهيئة ووضع خطة عمل لتنفيذ برامج التعاون المشترك. وسيركز التقرير على تحديد الأولويات ووضع جدول زمني واضح لتنفيذ المشاريع والبرامج المقترحة. وتعتبر هذه الزيارة خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون بين الجانبين وتحقيق الأهداف المشتركة في مجال الأمن الغذائي والتنمية الزراعية.
