Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

الدعم السريع يسيطر على أكبر حقل نفطي بغرب كردفان والجيش ينسحب

شهدت السودان تطورات خطيرة اليوم، حيث اقتحمت قوات الدعم السريع حقل هجليج النفطي في ولاية غرب كردفان، مما يمثل تصعيداً جديداً في الصراع الدائر. يأتي هذا الهجوم في ظل استمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023، ويهدد استقرار قطاع النفط السوداني الحيوي.

أفادت مصادر محلية وعسكرية بأن الاشتباكات تركزت حول الحقل الاستراتيجي وموقع اللواء 90 مشاة، مما أدى إلى سقوط ضحايا وتوتر أمني متزايد في المنطقة. وقد أجبرت قوات الدعم السريع الفرق الفنية على إغلاق الحقل ومحطة المعالجة القريبة، قبل إجلاء العاملين إلى جنوب السودان.

أهمية حقل هجليج وتأثير الهجوم على النفط السوداني

يعد حقل هجليج من أهم حقول النفط في السودان، ويقع على الحدود مع دولة جنوب السودان. فهو ليس فقط مصدراً رئيسياً لإنتاج النفط، بل أيضاً نقطة عبور حيوية لخط أنابيب النفط الذي ينقل النفط المنتج من جنوب السودان إلى ميناء بشائر على البحر الأحمر للتصدير.

وبالتالي، فإن السيطرة على حقل هجليج تمثل ضربة قوية للاقتصاد السوداني، وتهدد قدرته على تصدير النفط، وهو أحد أهم مصادر الدخل القومي. كما أن تعطيل الإنتاج في الحقل قد يؤثر سلباً على إمدادات النفط إلى جنوب السودان أيضاً.

تطورات ميدانية أخرى

أعلن الجيش السوداني عن تحقيق تقدم في الجنوب، وسيطرته على مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في ولايات كردفان الثلاث. وتشهد هذه الولايات معارك دامية منذ أسابيع، بعد سيطرة الدعم السريع على إقليم دارفور في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وفي سياق متصل، أفاد الجيش بأنه صد هجوماً بطائرات مسيرة شنته قوات الدعم السريع على مدينة الدمازين، عاصمة ولاية النيل الأزرق. في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش بقصف معبر أدري الحدودي مع تشاد.

اتهامات متبادلة وتصعيد إعلامي

تصاعدت الاتهامات المتبادلة بين الطرفين المتنازعين. فقد اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بجلب مدنيين إلى معسكر العَفّاض في ولاية شمال كردفان لأغراض سياسية. كما اتهمت الحكومة السودانية ودوائر مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين بنسج مؤامرات ونشر تقارير مضللة حول انتهاكات.

وردت قوات الدعم السريع باتهام شبكة أطباء السودان بالترويج لتقارير كاذبة عن تعرض نساء للاغتصاب في مخيم العَفاض، بينما أكدت الشبكة أنها وثقت 19 حالة اغتصاب من قبل قوات الدعم السريع.

النزوح الجماعي وتدهور الأوضاع الإنسانية

أعلنت منظمة الهجرة الدولية عن نزوح قرابة 450 شخصاً من مدينة كادوقلي في ولاية جنوب كردفان بسبب تفاقم انعدام الأمن. وتعاني كادوقلي من حصار تفرضه قوات الدعم السريع والحركة الشعبية لتحرير السودان– شمال، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية.

وتشير التقديرات الأممية إلى أن أكثر من 41 ألف شخص فروا من العنف في ولايتي شمال وجنوب كردفان خلال الشهر الماضي. ويواجه هؤلاء النازحون صعوبات كبيرة في الحصول على الغذاء والمياه والرعاية الصحية.

تسيطر قوات الدعم السريع حالياً على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس، بينما يسيطر الجيش على معظم الولايات الـ13 المتبقية، بما في ذلك العاصمة الخرطوم. ويستمر الصراع في التسبب في أزمة إنسانية متفاقمة في جميع أنحاء البلاد.

من المتوقع أن يستمر الوضع الميداني في التدهور خلال الأيام القادمة، مع احتمال تصاعد القتال في ولايات كردفان. وتعتمد التطورات المستقبلية على قدرة الأطراف المتنازعة على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وفتح ممرات إنسانية لإغاثة المتضررين. يبقى الوضع في السودان غير مؤكد، ويتطلب مراقبة دقيقة لجميع التطورات على الأرض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى