الدعم السريع يقصف مناطق بكردفان وأقمار صناعية توثق هجوما على مستشفى

تصاعدت الاشتباكات في ولاية كردفان السودانية، حيث قصفت قوات الدعم السريع مدينة الرهد بقذيفتين صباح اليوم، مما أدى إلى إصابات. وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار القتال العنيف الذي يهدد البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المرافق الطبية، ويؤثر بشكل كبير على المدنيين. وتعتبر منطقة كردفان من أهم المناطق الاستراتيجية في السودان، وتشكل نقطة وصل حاسمة في الصراع الدائر.
أفاد مصدر عسكري في الجيش السوداني لوكالة الجزيرة أن القصف استهدف موقعًا على الطريق الرابط بين الرهد والأبيض، بالإضافة إلى مناطق غربي الرهد، مما أسفر عن إصابة شخص واحد. كما وردت تقارير عن قصف مسيرة تابعة للدعم السريع لمنطقتي سماسم وأبو جبيهة في ولايتي جنوب كردفان والدلنج. وتأتي هذه الهجمات في سياق تصعيد مستمر للقتال في المنطقة.
هجوم على مستشفى الدلنج وتصاعد العنف في كردفان
أظهرت صور أقمار صناعية حديثة، التُقطت في 11 و14 ديسمبر، أضرارًا بالغة لحقت بمستشفى الدلنج العسكري بولاية جنوب كردفان. وكشفت الصور عن نقطتي استهداف داخل المستشفى، نتيجة قصف نفذته قوات الدعم السريع، وفقًا لبيان صادر عن شبكة أطباء السودان. هذا الهجوم يمثل تصعيدًا خطيرًا في استهداف المرافق الطبية، وهو ما يعتبر انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي.
الخسائر البشرية والأضرار المادية
وبحسب شبكة أطباء السودان، أسفر القصف على مستشفى الدلنج عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة سبعة عشر آخرين، من بينهم أفراد من الكادر الطبي. كما أدى القصف إلى تدمير أجزاء كبيرة من المستشفى، مما أدى إلى تعطيل الخدمات الطبية الحيوية للمدنيين. وتشير التقارير إلى أن القصف استهدف أيضًا مواقع مدنية في منطقتي الكرقل والسماسم جنوب مدينة الدلنج.
ردود الفعل الدولية والمحلية
أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن قلقه البالغ إزاء الهجوم على المستشفى، مشيرًا إلى مقتل ما لا يقل عن ستة أشخاص وإصابة اثني عشر آخرين، بينهم عاملين في المجال الطبي. ودعت أوتشا إلى إجراء تحقيق فوري ومستقل في الحادث، ومحاسبة المسؤولين عنه. كما طالبت بضرورة حماية المدنيين والمرافق الطبية في جميع الأوقات.
من ناحية أخرى، أعلنت لجنة أمنية بمحافظة الخرطوم عن جملة من القرارات والتوجيهات الخاصة بضبط الأمن وفرض هيبة الدولة، وتشجيع العودة الطوعية للمواطنين إلى منازلهم. وتأتي هذه الإجراءات في إطار جهود الحكومة السودانية لاستعادة الأمن والاستقرار في العاصمة والمناطق المتضررة من القتال.
تعد منطقة كردفان إحدى بؤر القتال الرئيسية في السودان، حيث تضم ثلاث ولايات غنية بالنفط والذهب والأراضي الزراعية. وتشكل هذه المنطقة حلقة وصل استراتيجية بين مناطق سيطرة الجيش في الشمال والشرق والوسط، وإقليم دارفور الذي تسيطر عليه قوات الدعم السريع منذ نهاية أكتوبر الماضي. وتشير التحليلات إلى أن السيطرة على كردفان تمثل هدفًا رئيسيًا لكلا الطرفين المتنازعين.
الوضع الإنساني يتدهور بشكل مطرد في ولاية كردفان، حيث يعاني المدنيون من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه. كما أدى القتال إلى نزوح أعداد كبيرة من السكان، مما فاقم الأزمة الإنسانية. وتواجه المنظمات الإنسانية صعوبات كبيرة في الوصول إلى المحتاجين، بسبب استمرار القتال وتعطيل حركة المساعدات.
من المتوقع أن يستمر القتال في ولاية كردفان خلال الفترة القادمة، مع عدم وجود أي مؤشرات على قرب التوصل إلى حل سياسي. وتشير التقديرات إلى أن الصراع قد يستمر لعدة أشهر، مما يزيد من معاناة المدنيين ويؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. وستظل الأوضاع في كردفان محل مراقبة دقيقة من قبل المجتمع الدولي.





