الدوحة.. مطافئ مقر الفنانين يقدم “الفن من أجل الفن” و”صرخة غزة الصامتة”
الدوحة – افتتح مطافئ مقر الفنانين معرضي “الفن من أجل الفن” و”أصداء أبدية: صرخة غزة الصامتة” تكريمًا لأطفال غزة، ويأتي معرض “الفن من أجل الفن” بالتعاون مع جمعية أتلييه للفنون (Atelier Art Society)، بتقييم فني من ديرك فان ليروب وأليخاندرا باريلاس وبالتعاون مع سفارة مملكة هولندا في قطر.
أما “أصداء أبدية: صرخة غزة الصامتة”، فهو معرض للصحفية ومقدّمة البرامج في شبكة الجزيرة الإعلامية حياة اليماني، فيأتي بتقييم فني من سعيدة الخليفي وفاطمة الزيني، وحضر الافتتاح رئيس مكتبة قطر الوطنية الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وسفير هولندا لدى قطر فرديناند لانشتاين، وسفيرة النمسا لدى قطر إريكا برنهارد.
الفن من أجل الفن
يستضيف معرض “الفن من أجل الفن” 5 فنانين بارزين من حول العالم وهم: هان نوين (من هولندا)، ويوسف أحمد (من قطر)، وعبد الرحيم سالم (من الإمارات)، وجوناثان أردون (من غواتيمالا) وأنيميك رومين (من هولندا). ويُسلّط المعرض الضوء على أهمية الفن الرفيع ومغزاه في حياتنا، موضحًا قيمته كوسيلة للتعبير عن المشاعر الإنسانية والإبداع والروحانية. ويؤكّد على دور الفن الأصيل باعتباره جسرًا للتواصل بين الثقافات المختلفة، وانعكاسًا للمشاعر والأفكار والأفعال، ووسيلة لتمثيل المجتمع والتعبير عن ثقافته.
يُتيح هذا المعرض للزوّار مجالا لتعميق فهمهم وتقديرهم للعالم، ورؤية الأشياء من منظور مختلف، وفرصة لإلهام الآخرين واستقاء الإلهام منهم، كما يجمع بين تعقيدات وتناقضات التجربة الإنسانية، مضيفًا إياها إلى ما ينطوي عليه الخيال والإبداع من إمكانيات غير محدودة، ويستقبلان الجمهور من 22 سبتمبر/أيلول 2024 وحتى 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وصرّح مسؤول الشؤون السياسية في سفارة هولندا في قطر السير إلياس شيرالي قائلا: “تفخر سفارة مملكة هولندا في دولة قطر، بدعمها للمعرض المقبل “الفن من أجل الفن”، والذي سيقام في مطافئ: مقر الفنانين البديع في الدوحة. إن هذا المعرض خير دليل على قوة الفن في التقريب بين الثقافات المختلفة وإبراز ثراء الحوار الفني القائم بين هولندا وقطر، والذي يأتي من ضمنه إلتزامنا المشترك في مواجهة التحديّات المُعاصرة”.
يأتي القيمان الفنيّان لهذا المعرض من تخصصات مختلفة، إلا أن شغفهما المشترك للفن هو ما جمعهما، حيث إن ديرك فان ليروب هو -في الأصل- رجل أعمال من هولندا يختص في إدارة الثروات من خلال الاستثمارات الحصرية في الفن، بينما أليخاندرا باريلاس، المتوجة بلقب ملكة جمال غواتيمالا لعام 2011، هي سيّدة أعمال من أميركا اللاتينية، ومالكة صالة عرض، وقيّمة فنيّة. وهما يُقيّمان معًا معارضَ تقام في صالات العرض، ومهرجانات الفنون، والمتاحف، بالإضافة إلى تنظيمهما معارض خاصة لبيع الأعمال الفنية في منازل جامعي القطع الفنية.
أصداء أبدية.. صرخة غزة
وافتتح معرض “أصداء أبدية: صرخة غزة الصامتة” في جاليري الكراج 3، وهو معرض للصحفية ومقدّمة البرامج في شبكة الجزيرة الإعلامية، حياة اليماني. تكريمًا لذكرى أطفال غزة المدفونة صرخاتهم تحت الركام.
البالونات المعروضة، والتي ترمز في العادة لبراءة الطفولة، تتحول في هذا المعرض إلى تذكيرات مؤلمة عن صراعات لا يُمكن تخيّلها.
المعرض الذي تتولى تقييمه الفني سعيدة الخليفي وفاطمة الزيني، يستعرض سلسلة من المنحوتات التي تمثّل لحظة من التأمل، والحاجة الملحة للالتفات لأطفال غزة الذين تُدفن صرخاتهم تحت القصف وبين الأنقاض.
إنها الحرب، لا هوادة فيها، حربٌ دمدمت على طفولة أكثر من 16 ألف طفل، لم تبق منهم سوى أصوات صرخاتهم ورجع صداها الأبدي في هذا الكون.
أصداءُ أبدية، هي لحظة إصغاء لأطفال غزة، المكتومة صرخاتهم تحت القصف والأنقاض!
في هذا الفضاء، تستحيل البالونات الهشة، رموزُ البراءة والاحتفال، شهاداتِ على التحدي الجديد.. تحدٍ طفولي في مواجهة آلة القتل والخراب.
كل بالونةٍ تحمل معها قصةَ طفل، حلمٍ لم يُكتب له أن يكتمل، وضحكةٍ أخمدها صوت القذائف. ورغم ذلك فهي تواصل بخفة وانسجام الصعود لأعلى، تقاوم بهشاشتها بشاعة الجريمة المرتكبة بحق الأطفال.
أما الطين فهو ذلك الوعد الأبدي بالخلق من جديد، سر الوجود والعودة. وكأنّ الأرض عندما ابتلعت ضحكات الأطفال وأجسادهم، هي تقطع بالأحمر النازف منهم وعدًا بالولادة الجديدة وانبعاث الحياة رغما عن ركام الموت.
الطين والبالونات الحمراء يتكاملان في مشهد متناقضٍ، يعكس الصراع بين الفناء والبقاء. الطين، ذلك الثقل الأرضي الذي يَختزن قوة الحياة والموت. والبالونات، الخفيفة كالأحلام الهاربة، تُحلق في فضاء الخراب رمزا لطفولة لا تندثر.
في انحناءات الطين، تكمن قصة الخلق الأولى، وفي رفرفة البالونات الحمراء، تنعكس لحظة تحدٍ لا تُهزم.
وقال مدير مطافئ: مقر الفنانين خليفة العبيدلي، تعليقًا على المعرضين الفنيين: “تماشيًا مع هدف مطافئ: مقر الفنانين في تنمية مجتمع قطر الفني، ودعم الرسائل الإبداعية عبر الفن، نفخر بتنظيمنا لهذين المعرضين المؤثرين. يُسلّط معرض “الفن من أجل الفن”، الذي يجسّد تعاوننا مع سفارة مملكة هولندا، الضوء على أهمية التبادل الثقافي ودور الفن في التقريب بين المجتمعات وتعزيز الفهم المتبادل. بينما يقدم معرض “أصداء أبدية: صرخة غزة الصامتة” تكريمًا لأطفال غزة، وتنبيهًا لنا جميعًا بعدم نسيان معاناتهم. ندعو الجميع لزيارة مطافئ: مقر الفنانين لتأمل هذين المعرضين المميزين.
مطافئ: مقر الفنانين هو برنامج للإقامة الفنية عالمي المستوى، وهو جزء من الصناعات الإبداعية التابعة لمتاحف قطر، المركز الذي يُنشئ ويدعم المشاريع التي تصنع فرصًا لإنشاء بنية ثقافية قوية ومستدامة.