Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخر الاخبار

الرئيس اليمني: سنواجه أي تمرد بحزم ونحمي المدنيين – أخبار السعودية

حذر رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الدكتور رشاد محمد العليمي، من تصعيد خطير تقوم به قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة، مؤكداً أن الدولة اليمنية مصممة على حماية المدنيين والحفاظ على وحدة البلاد. يأتي هذا التحذير في ظل أوضاع إنسانية صعبة يعيشها اليمن، وتصاعد التوترات بين مختلف الأطراف الفاعلة.

تصعيد المجلس الانتقالي وتأثيره على الاستقرار في اليمن

أعلنت مصادر يمنية عن تحركات عسكرية واسعة النطاق لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظات الشرقية، مما أثار قلقاً بالغاً لدى الحكومة اليمنية والأوساط الدولية. ووفقاً لبيان صادر عن رئاسة الجمهورية، فإن هذه التحركات تمثل خرقاً واضحاً لاتفاقيات وقف إطلاق النار وجهود السلام الجارية. وتشمل هذه التحركات سيطرة على مقار حكومية ومؤسسات مدنية، بالإضافة إلى عرقلة حركة المدنيين.

الخلفية السياسية والأمنية

يأتي هذا التصعيد في وقت يشهد فيه اليمن صراعاً معقداً بين الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة الحوثي، بالإضافة إلى وجود مطالب جنوبية بالاستقلال أو الحكم الذاتي. ويعتبر المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يضم فصائل انفصالية، قوة مؤثرة في جنوب اليمن، ويسعى إلى تحقيق أهداف سياسية واقتصادية خاصة به.

وأكد الدكتور العليمي أن الدولة ملتزمة بحماية حقوق الجنوبيين، وأن قضيتهم العادلة جزء لا يتجزأ من مشروع الدولة اليمنية، لكنه حذر من استغلال هذه القضية لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة أو لتقويض وحدة البلاد. وأضاف أن أي محاولة لفرض واقع جديد بالقوة ستواجهها الدولة بحزم.

ردود الفعل الإقليمية والدولية

أعربت المملكة العربية السعودية عن قلقها البالغ إزاء التطورات الأخيرة في حضرموت والمهرة، ودعت إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد. كما دعت إلى العودة الفورية إلى طاولة المفاوضات، والالتزام بالحلول السياسية التي تضمن الأمن والاستقرار في اليمن.

في المقابل، وجه الرئيس العليمي انتقادات للإمارات العربية المتحدة، متهماً إياها بدعم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، وتوفير الأسلحة والمعدات العسكرية لها دون إذن من الحكومة اليمنية. وأشار إلى تقارير تفيد بوصول شحنات أسلحة إلى ميناء المكلا دون تصريح رسمي. هذا الاتهام قد يؤدي إلى توترات جديدة في العلاقات بين اليمن والإمارات.

تأثير التصعيد على الوضع الإنساني

يخشى المراقبون من أن يؤدي هذا التصعيد إلى تفاقم الوضع الإنساني الكارثي في اليمن. فقد أدت الحرب المستمرة إلى نزوح ملايين اليمنيين، وتدهور الخدمات الأساسية، وانتشار الفقر والجوع. ويحذر برنامج الغذاء العالمي من أن اليمن على شفا مجاعة شاملة، وأن ملايين اليمنيين بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية.

وأكد الدكتور العليمي أن الدولة ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين، وتوفير المساعدات الإنسانية لهم. كما أعلن عن تشكيل لجنة للتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبتها قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، وتقديم المسؤولين إلى العدالة.

المجلس الانتقالي الجنوبي والتوترات المتصاعدة

تعتبر هذه الأحداث الأخيرة تصعيداً خطيراً في التوترات القائمة بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي. فقد شهدت العلاقة بين الطرفين العديد من الخلافات والنزاعات في الماضي، لكنها لم تصل إلى هذا المستوى من التصعيد.

ويرى المحللون السياسيون أن هذا التصعيد يعكس حالة من الإحباط واليأس لدى المجلس الانتقالي الجنوبي، بسبب عدم تحقيق أهدافه السياسية والاقتصادية. كما يعكس أيضاً حالة من التشرذم والانقسام في صفوف المعارضة اليمنية، وعدم وجود رؤية موحدة للمستقبل.

وتشير التقديرات إلى أن استمرار هذا التصعيد قد يؤدي إلى انهيار اتفاقيات وقف إطلاق النار، وتجدد القتال بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي. كما قد يؤدي إلى تفكك الدولة اليمنية، وتحولها إلى مجموعة من الدويلات المتناحرة.

في ختام بيانه، أكد الرئيس العليمي أن اليمن لا تحتمل المزيد من الصراعات والانقسامات، وأن الحل الوحيد يكمن في الحوار والتوافق. وأعلن عن اتخاذ عدد من القرارات الحاسمة التي تهدف إلى حماية المدنيين، وتصحيح مسار الشراكة في إطار تحالف دعم الشرعية. ومن المتوقع أن يتم الكشف عن هذه القرارات في الأيام القليلة القادمة. يبقى الوضع في حضرموت والمهرة متأهباً، ويتطلب متابعة دقيقة لجهود الوساطة والتهدئة، مع الأخذ في الاعتبار التحديات الإقليمية والدولية المعقدة التي تواجه اليمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى