الرابطة الكويتية لجراحة تبديل المفاصل تنظم مؤتمر الكويت لعدوى المفاصل الاصطناعية

نظمّت الرابطة الكويتية لجراحة تبديل المفاصل، تحت رعاية الجمعية الطبية الكويتية، مؤتمرًا حول عدوى المفاصل الاصطناعية في الكويت يوم السبت. يهدف المؤتمر إلى تعزيز الجهود الوطنية لمكافحة هذه المضاعفات الخطيرة للجراحة، وتبادل الخبرات بين المتخصصين في هذا المجال. وقد شارك في المؤتمر نخبة من الخبراء والباحثين من داخل وخارج الكويت.
أقيم المؤتمر برعاية وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي، ويأتي في سياق الاهتمام المتزايد بمواجهة التحديات الصحية المرتبطة بالجراحات العظمية، خاصةً مع ارتفاع أعداد عمليات تبديل المفاصل في السنوات الأخيرة. ويهدف المؤتمر إلى تطوير بروتوكولات الوقاية وتحسين رعاية المرضى.
أهمية مكافحة عدوى المفاصل الاصطناعية
تعتبر عدوى المفاصل الاصطناعية من أخطر المضاعفات التي قد تحدث بعد عمليات استبدال المفاصل، مثل الركبة والورك. وفقًا للوكيل المساعد لشؤون الصحة العامة بوزارة الصحة، الدكتور المنذر الحساوي، فإن هذه العدوى تؤثر بشكل مباشر على نتائج العمليات وعلى جودة حياة المرضى. يمكن أن تتطلب العدوى تدخلات جراحية إضافية، واستخدام المضادات الحيوية لفترات طويلة، وفي بعض الحالات، قد تؤدي إلى فشل العملية برمتها.
تطور الرعاية الصحية في الكويت
أكد الدكتور الحساوي أن وزارة الصحة أولت اهتمامًا كبيرًا بتخصص جراحة المفاصل الصناعية، مشيرًا إلى تطوير وتوفير أحدث التقنيات والمعدات الطبية التشخيصية والعلاجية. كما أشارت الوزارة إلى التوسع في استخدام الجراحات الروبوتية وجراحات المفاصل الجزئية، وزيادة حجم العمليات السنوية في مستشفى الرازي، الذي أصبح مركزًا متخصصًا رائدًا في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، لفت الدكتور الحساوي إلى التعاون الوثيق بين الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي في مجالات التدريب والتطوير والبحث العلمي، وكذلك في تطوير البروتوكولات السريرية الموحدة. يهدف هذا التعاون إلى تعزيز التكامل الصحي في المنطقة وتحسين مستوى الرعاية المقدمة للمرضى.
التعاون المتعدد التخصصات ضروري
أوضح الدكتور سلامة عياد، رئيس المؤتمر، أن عدوى المفاصل الاصطناعية تمثل مشكلة معقدة تتطلب تعاونًا وثيقًا بين مختلف القطاعات والأقسام الطبية. يشمل ذلك جراحي العظام، وأطباء الأمراض المعدية، وعلماء الأحياء الدقيقة، وفريق التمريض، بالإضافة إلى وضع سياسات إدارية فعالة.
وأضاف الدكتور عياد أن هذه العدوى لا تقتصر على كونها مضاعفة للجراحة فحسب، بل إنها تحد يؤثر على النتائج الطبية والموارد المتاحة، وكذلك على ثقة المرضى في النظام الصحي. لذلك، من الضروري تبني استراتيجيات شاملة للوقاية من العدوى وعلاجها.
من جانبه، أكد الدكتور ثنيان العميري، رئيس الرابطة الكويتية لجراحة تبديل المفاصل، أن التهاب المفاصل يعتبر معضلة متزايدة على مستوى العالم. وشدد على أهمية التعاون والتفاهم بين الأقسام المختلفة لحل هذه المشكلة. كما أشاد بجهود وزارة الصحة في ضمان سلامة المرضى وجودة الرعاية الصحية، والتطوير المستمر للمنظومة الصحية.
التركيز على الجراحات الروبوتية
تعد الجراحات الروبوتية من التقنيات الحديثة التي تساهم في تقليل خطر العدوى، وذلك بفضل دقة الشقوق الجراحية وتقليل فترة التعافي. وتشير التقارير إلى أن استخدام هذه التقنيات قد يساعد في تحسين نتائج العمليات الجراحية وتقليل الحاجة إلى المضادات الحيوية.
تعتبر الوقاية من العدوى في المفاصل الاصطناعية جزءًا أساسيًا من الرعاية الشاملة للمرضى الذين يخضعون لهذه العمليات. وتشمل إجراءات الوقاية التعقيم الجيد للمنطقة الجراحية، واستخدام المضادات الحيوية الوقائية، ومراقبة المرضى عن كثب بعد العملية للكشف عن أي علامات للعدوى.
من المتوقع أن تستمر وزارة الصحة في تطوير بروتوكولات الوقاية من العدوى وتعزيز التعاون بين مختلف القطاعات الصحية. كما يُنتظر أن يتم تقييم نتائج المؤتمر وتوصياته لتحديد الخطوات التالية لتحسين رعاية المرضى الذين يخضعون لعمليات تبديل المفاصل. وستراقب الجهات الصحية عن كثب معدلات العدوى في المفاصل الاصطناعية لتقييم فعالية الإجراءات المتخذة.





