اتفاق أمني بريطاني أوكراني «غير مسبوق»

أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، أمس، خلال زيارته العاصمة الأوكرانية كييف، توقيع اتفاق أمني ثنائي، مدته 10 سنوات، وصفه الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأنه «غير مسبوق».
وطالب سوناك، الذي أراد، وفق مراقبين، توجيه «رسالة» عبر الزيارة المفاجئة، باستمرار المساعدات الغربية الضرورية لأوكرانيا، مؤكداً أن أي إضعاف لهذا الدعم لن «يشجع» الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فحسب، بل أيضاً «حلفاءه في كوريا الشمالية، وأماكن أخرى».
شبح بوتين
وقال سوناك: «إذا انتصر بوتين في أوكرانيا، فلن يتوقف عند هذا الحد، وسيعتقد خصومنا في جميع أنحاء العالم أننا لا نملك الصبر ولا الموارد اللازمة لحروب طويلة»، مشدداً على أن كييف «ليست وحيدة» ولن تكون كذلك «أبداً».
وتشعر أوكرانيا بالقلق حيال تردد حلفائها الأوروبيين والأمريكيين، جراء الخلافات السياسية الداخلية، في منحها المزيد من المساعدات لمواجهة القوات الروسية.
بينما أشاد زيلينسكي بـ«الاتفاق الأمني غير المسبوق» المبرم مع بريطانيا، وقال: «هذا ليس إعلاناً بسيطاً.. إنه حقيقة ستؤتي ثمارها بفضل تعاوننا».
وأعلن سوناك خلال الزيارة، زيادة المساعدات العسكرية وتسليم آلاف الطائرات المسيّرة. وقال «نحن أحد أهم الداعمين لأوكرانيا، خاصة في ما يتعلق بالمساعدات العسكرية».
وستصل قيمة المساعدات العسكرية البريطانية للعام (2024-2025) إلى 2.5 مليار جنيه إسترليني، بزيادة قدرها 200 مليون عن العامين السابقين. وبذلك يصل إجمالي المساعدات البريطانية لأوكرانيا إلى ما يقرب من 12 مليار جنيه إسترليني (14 مليار يورو).
وأضاف سوناك إن هذا الدعم يتماشى مع «خطورة الوضع هنا»، و«تصميمنا» على دعم أوكرانيا، لافتاً إلى أن هذه هي زيارته الخارجية الأولى هذا العام والأولى لزعيم أجنبي إلى أوكرانيا.
ووعد سوناك قائلاً «قد يعتقد بوتين أنه قادر على الصمود لفترة أطول منا، لكنه مخطئ».
تأتي زيارة سوناك غداة تحذير زيلينسكي من أن أي «توقف» في الدفاع عن بلده لن يؤدي إلا إلى مساعدة موسكو على إعادة تسليح نفسها والسماح لها «بسحق» أوكرانيا.
والدعم البريطاني الجديد موجه لتوفير صواريخ بعيدة المدى ووسائط دفاع جوي وذخيرة المدفعية ووسائل أمن بحري.
وأوضحت الحكومة البريطانية أن ما لا يقل عن 200 مليون جنيه إسترليني مخصصة «لتوريد وإنتاج آلاف المسيّرات العسكرية بسرعة»، لا سيما «طائرات مراقبة مسيّرة، وطائرات مسيّرة هجومية بعيدة المدى، ومسيّرات بحرية».
ووفق لندن، ستكون هذه «أكبر عملية تسليم مسيّرات إلى أوكرانيا من أي دولة أخرى»، وسينتج معظم هذه المسيّرات في المملكة المتحدة.
على صعيد متصل، يتوجه وزير الخارجية الفرنسي الجديد، ستيفان سيجورنيه، إلى كييف حيث يلتقي زيلينسكي لإظهار الدعم الفرنسي لأوكرانيا في الحرب ضد روسيا. وقالت مصادر قريبة من سيجورنيه إن وزير الخارجية الفرنسي «في طريقه إلى كييف».