Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
صحة وجمال

السبب الخفي وراء تفشي سرطان القولون بين الشباب: العلاقة مع بكتيريا الإشريكية القولونية

شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بين الشباب دون سن الخمسين، وهو ما دفع الأوساط الطبية والعلمية إلى البحث العميق في الأسباب وراء هذه الظاهرة غير المألوفة. وفي خطوة مثيرة، كشف فريق من الباحثين من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو عن علاقة محتملة بين بكتيريا الإشريكية القولونية، التي عادةً ما تُلتقط خلال الطفولة، وزيادة حالات سرطان القولون بين الأشخاص دون سن الخمسين.

بكتيريا الإشريكية القولونية والطفرات الجينية

أجرى الفريق البحثي دراسة واسعة شملت تحليل الحمض النووي لـ981 ورماً سرطانياً في القولون لدى مرضى تقل أعمارهم عن 40 عامًا، مقارنةً مع مرضى كبار السن. وكانت النتيجة أن المرضى الأصغر سناً كانوا يحملون طفرات جينية مرتبطة بمادة “كوليباكتين”، وهي سمّ تنتجه بعض سلالات بكتيريا الإشريكية القولونية، التي يمكن أن تنتقل عبر الغذاء. وتشير النتائج إلى أن هذه الطفرات قد تحدث في مراحل مبكرة جداً من الحياة، ربما حتى قبل سن العاشرة، مما يفتح الباب أمام فكرة أن سرطان القولون قد يبدأ تكوينه في مرحلة الطفولة.

تعد اللحوم غير المطهية جيداً، وخاصة اللحم المفروم، المصدر الرئيسي لبكتيريا الإشريكية القولونية. كما أن الخضراوات الورقية مثل السبانخ والخس الروماني، بالإضافة إلى الحليب الخام ومنتجات الألبان غير المبسترة والفواكه النيئة مثل التفاح والخيار، تشكل مصادر شائعة للعدوى، خصوصاً إذا تعرضت للتلوث بسبب المياه غير الصالحة أو سوء النظافة أثناء التحضير.

ورغم أن العديد من سلالات بكتيريا الإشريكية القولونية غير ضارة، إلا أن بعض السلالات مثل STEC وETEC وEPEC قادرة على إنتاج سموم قوية، منها “كوليباكتين”، الذي يرتبط بشكل وثيق بالإصابة بسرطان القولون.

نتائج مثيرة وتوجهات البحث المستقبلية

أظهرت الدراسة أن الطفرات المرتبطة بـ”كوليباكتين” كانت أكثر شيوعاً بمقدار 3.3 مرات بين المرضى الشباب مقارنة بالكبار، خصوصاً في الدول التي تسجل معدلات مرتفعة لهذا المرض مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وقد عززت هذه النتائج فرضية أن العدوى البكتيرية قد تلعب دوراً مهماً في الإصابة المبكرة بسرطان القولون.

ويعتزم الباحثون إجراء مزيد من الدراسات لفهم كيفية تعرض الأطفال لهذه البكتيريا ودور البروبيوتيك في تقليل تأثير السلالات الضارة، فضلاً عن دراسة التأثيرات البيئية في مراحل لاحقة من الحياة.

تسلط هذه الدراسة الضوء على حقيقة أن الأسباب البيئية، وعلى رأسها العدوى بالبكتيريا المعوية، قد تكون من العوامل المهمة التي تساهم في زيادة الإصابة بسرطان القولون بين الشباب. كما تشير إلى ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية مثل تحسين نظافة الطعام وتفادي التعرض للبكتيريا الضارة في مرحلة الطفولة.

للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى