نظمت سفارة جمهورية كوريا في الكويت، بالتعاون مع وزارة المناخ والطاقة والبيئة الكورية، المنتدى الثامن للمدن الذكية في فندق موفنبيك البدع. ركز المنتدى على استعراض أحدث الحلول الكورية في مجال المدن الذكية، خاصةً في إدارة النفايات ومعالجة المياه، بهدف دعم التنمية الحضرية المستدامة في الكويت. يهدف هذا التعاون إلى تعزيز الشراكات الاستثمارية وتبادل الخبرات بين البلدين في قطاعات التكنولوجيا الخضراء والبنية التحتية.
عقد المنتدى على مدار يوم واحد، وشهد مشاركة مكثفة من مسؤولين حكوميين كويتيين وكوريين، بالإضافة إلى ممثلين عن القطاع الخاص والشركات المتخصصة في التكنولوجيا البيئية. كما تضمن فعاليات جانبية، أبرزها “اجتماع شراكة الأعمال الخضراء الكويتية – الكورية”، الذي نظمته وكالة كوترا، بهدف استكشاف فرص استثمارية جديدة.
تعزيز التعاون الكوري الكويتي في مجال المدن الذكية
أكد أيمن الموسوي، الوكيل المساعد لقطاع الرقابة والتدقيق في وزارة الأشغال، على عمق العلاقات الثنائية بين الكويت وكوريا الجنوبية، مشيراً إلى وجود عدد من العقود الجارية مع شركات كورية في مجالات متنوعة. وأضاف أن الوزارة تستفيد بشكل كبير من الخبرات والتكنولوجيا الكورية المتقدمة في تنفيذ مشاريعها المختلفة.
تحديات المشاريع الحكومية
أشار الموسوي إلى أن التحديات التي تواجه سير المشاريع الحكومية ليست حصرية لشركات كورية معينة، بل هي تحديات طبيعية تصاحب جميع المشاريع الكبيرة، مثل طول الإجراءات المستندية. ومع ذلك، أكد على قدرة الوزارة على تجاوز هذه العقبات والمضي قدماً في تنفيذ المشاريع وفقاً للخطط المعتمدة.
وذكر أن السنوات الثماني الماضية شهدت توقيع العديد من العقود بين الجهات الحكومية الكويتية والشركات الكورية، خاصة في قطاعات البنية التحتية والتقنيات الحديثة. كما أشاد بالتقدم المحرز في مشاريع المؤسسة العامة للرعاية السكنية، مثل مدينة جنوب سعد العبدالله، والتي تعتبر نموذجاً للمدينة المتكاملة.
من جانبها، أكدت كيم هيجين، القائم بالأعمال في سفارة جمهورية كوريا لدى الكويت، أن انعقاد المنتدى الثامن للمدن الذكية يمثل خطوة مهمة في دعم الشراكة المتنامية بين البلدين. وشددت على أهمية الانتقال من مرحلة الحوار والنقاش إلى التنفيذ العملي للمشاريع المشتركة.
التكنولوجيا البيئية كركيزة للتنمية المستدامة
وأوضحت كيم هيجين أن الجمع بين الخبرة والتكنولوجيا الكورية المتقدمة، ورؤية الكويت الطموحة في مجالات إدارة النفايات ومعالجة مياه الصرف الصحي، يمكن أن يحقق نتائج ملموسة نحو مستقبل أكثر استدامة وذكاء. وأشارت إلى أن “التكنولوجيا الصديقة للبيئة” تمثل قيمة مضافة كبيرة يمكن للكويت الاستفادة منها لتحقيق أهداف رؤية الكويت 2035 وتحسين جودة الحياة.
وتعتبر إدارة النفايات ومعالجة المياه من التحديات الرئيسية التي تواجه الكويت، نظراً لارتفاع معدلات الاستهلاك السكاني والتوسع الحضري. وتسعى الحكومة الكويتية إلى تبني حلول مبتكرة ومستدامة للتغلب على هذه التحديات، بما في ذلك الاستثمار في التقنيات الحديثة وتعزيز التعاون الدولي.
بالإضافة إلى ذلك، يركز التعاون الكوري الكويتي على مجالات أخرى ذات صلة بالمدن الذكية، مثل الطاقة المتجددة، والنقل الذكي، وأنظمة إدارة المباني الذكية. وتعتبر هذه المجالات حيوية لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين كفاءة استخدام الموارد.
في الختام، من المتوقع أن تستمر الجهود المشتركة بين الكويت وكوريا الجنوبية في تعزيز التعاون في مجال المدن الذكية والتكنولوجيا البيئية. ومن المقرر أن يتم تشكيل لجان فنية مشتركة لدراسة المشاريع المقترحة وتحديد آليات التمويل والتنفيذ. يبقى من المهم مراقبة التقدم المحرز في تنفيذ هذه المشاريع وتقييم أثرها على التنمية المستدامة في الكويت، مع الأخذ في الاعتبار التحديات المحتملة التي قد تواجه هذه الجهود.
