السفير التونسي: كتاب «الكويت وتونس» يوثِّق عقوداً من الأخوة والتعاون المشترك

أكد السفير التونسي في الكويت، محمد كريم البودالي، أهمية كتاب “الكويت وتونس.. عقود من التواصل والتعاون” للصحفي نايف شرار، في تعزيز الروابط الثنائية المتنامية بين البلدين. جاء ذلك خلال حفل إطلاق الكتاب الذي استضافه السفير، بحضور دبلوماسيين وصحفيين ومثقفين. هذا الإصدار يوثق تاريخًا طويلًا من التعاون بين تونس والكويت، ويأتي تزامنًا مع الاستعدادات الكويتية لاستضافة فعاليات “الكويت عاصمة الثقافة العربية” في عام 2025.
الكويت وتونس: نظرة على مسيرة العلاقات الثنائية
تمثل العلاقات التونسية الكويتية نموذجًا للتعاون الأخوي المثمر في المنطقة العربية، وهي علاقات تستند إلى الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. تشهد هذه العلاقات تطورات إيجابية مستمرة، مدعومة بتوجيهات القيادتين في البلدين. ويركز الكتاب الجديد على أبرز المحطات في هذه المسيرة، مع تسليط الضوء على الدور الكويتي في دعم التنمية في تونس.
أهمية التوقيت واختيار الكويت عاصمة للثقافة العربية
أشار السفير البودالي إلى أن إطلاق الكتاب في هذا التوقيت تحديدًا يكتسب أهمية خاصة، إذ يتزامن مع استعداد الكويت لاستضافة فعاليات ثقافية وإعلامية واسعة النطاق في عام 2025. هذا الاختيار يعكس مكانة الكويت الرائدة في دعم الحراك الثقافي العربي. ويعتبر الكتاب، بحسب السفير، إضافة قيمة للجهود الكويتية في هذا المجال، وشاهدًا على حيوية المشهد الثقافي في البلاد.
محطات بارزة في العلاقة التاريخية
يتناول الكتاب أبرز الزيارات المتبادلة بين المسؤولين التونسيين والكويتيين، بدءًا من زيارة الشيخ عبدالعزيز الثعالبي إلى الكويت وصولًا إلى زيارات الرئيس التونسي قيس سعيد الأخيرة. تُعد هذه الزيارات علامات فارقة في مسار العلاقات الثنائية، حيث تعكس التزام البلدين بتعزيز التعاون والتنسيق في مختلف المجالات. كما يذكر الكتاب مساهمة الكويت في دعم تونس خلال المراحل الانتقالية المختلفة.
الدور الكويتي في دعم التنمية في تونس
أكد السفير البودالي الدور المحوري الذي يلعبه الصندوق الكويتي للتنمية في دعم مشاريع تنموية حيوية في تونس. وقد أسهمت هذه المشاريع في تطوير قطاعات رئيسية مثل البنية التحتية والصحة والتعليم. ويُعد الصندوق الكويتي أحد أهم شركاء تونس في مجال التنمية، حيث يقدم الدعم المالي والتقني اللازم لتحقيق التنمية المستدامة. وتشمل المشاريع الممولة، مشاريع تتعلق بالبنية التحتية للطاقة، والمياه، والصرف الصحي، إضافة إلى دعم القطاع الخاص.
من جانبه، قدم الكاتب نايف شرار لمحة عن أهم المحطات التاريخية التي شكلت مسار العلاقات بين تونس والكويت. وأشار إلى قوة الروابط الإنسانية والتاريخية التي تجمع بين الشعبين، والتي تقوم على أسس من الاحترام المتبادل والتضامن. وشدد شرار على أهمية تخليد هذه الروابط وتعزيزها للأجيال القادمة، من خلال المزيد من الجهود التوثيقية والتبادل الثقافي.
التعاون المستقبلي وآفاق جديدة
أعرب السفير التونسي عن تطلع بلاده إلى مواصلة تطوير علاقات التعاون والشراكة مع الكويت، واستكشاف آفاق جديدة في مختلف المجالات. وتشمل هذه المجالات الاستثمار والتجارة والسياحة والتبادل الثقافي والتعليمي. كما أكد على أهمية التنسيق المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
تشير التطورات الأخيرة إلى استمرار زخم التعاون بين تونس والكويت، مع توقعات بزيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري في المستقبل القريب. وتستعد الكويت حاليًا لتنفيذ خطط واسعة النطاق للاحتفال بفعاليات “الكويت عاصمة الثقافة العربية” في عام 2025، ومن المتوقع أن تشارك تونس بشكل فعال في هذه الفعاليات. ومن الجدير بالملاحظة أن هناك مقترحات لإنشاء مشاريع مشتركة في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الرقمية، مما يعكس الرغبة المشتركة في تعزيز التنمية المستدامة.





