السفير الفرنسي لـ «الأنباء»: تجدد الضربات الإسرائيلية على غزة نكسة لسكان القطاع والرهائن والمنطقة بأسرها

- ساهمنا في إجلاء 22 مريضاً فلسطينياً من القطاع واستقبلنا 25 طفلاً مصاباً في مستشفياتنا منذ بداية عام 2024
- نعلّق آمالاً على مؤتمر إعادة إعمار غزة وسنواصل جهودنا السياسية والإنسانية لضمان تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة
أسامة دياب
أكد السفير الفرنسي لدى الكويت، أوليفييه غوفان، أن بلاده تطالب بوقف فوري للأعمال العدائية في قطاع غزة، مشيرا إلى أن تجدد الضربات الإسرائيلية يشكل نكسة مأساوية لسكان القطاع والرهائن وعائلاتهم، وللمنطقة بأسرها.
وفي تصريح خاص لـ «الأنباء»، جدد غوفان دعوة بلاده إلى الإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن المحتجزين في غزة، معربا عن إدانة فرنسا الشديدة للهجوم الذي استهدف مؤخرا مبنى تابعا للأمم المتحدة، والذي أسفر عن إصابة فرنسيين اثنين.
وأكد أن بلاده تعمل على تقديم الدعم لهما ولعائلتيهما، مع ضرورة إجراء تحقيق شفاف لكشف المسؤوليات الكاملة عن هذا الحادث الخطير. كما شدد على أهمية حماية الصحافيين والعاملين في المجال الإنساني وفقا للقانون الدولي الإنساني.
وحذر غوفان من أن الوضع الإنساني في غزة بلغ مستوى كارثيا بسبب تدمير البنى التحتية الحيوية والقيود المفروضة على إيصال المساعدات الإنسانية.
وقال إن فرنسا لن تتوقف عن المطالبة بإيصال المساعدات بشكل واسع ودون عوائق، مشيرا إلى أن وزير أوروبا والشؤون الخارجية، جان-نويل بارو، أكد ذلك خلال المؤتمر الإنساني الدولي من أجل السكان المدنيين في غزة، الذي عقد في ديسمبر الماضي بالقاهرة.
وكشف عن أن فرنسا، بالتعاون مع بريطانيا وألمانيا، وجهت رسالة رسمية إلى السلطات الإسرائيلية تطالب فيها برفع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية فورا وفتح جميع المعابر.
وفي إطار دعمها الإنساني، تعهدت فرنسا بتقديم 200 مليون يورو كمساعدات إنسانية منذ 7 أكتوبر، كما أرسلت 1200 طن من المساعدات عبر الجو والبحر.
وأعلن غوفان عن مساهمة جديدة بقيمة 50 مليون يورو لدعم المدنيين في غزة، مشددا على أن هذه المساعدات ستخصص للمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة.
كما أوضح أن فرنسا ساهمت في إجلاء 22 مريضا فلسطينيا من قطاع غزة لتلقي العلاج، إلى جانب استقبال 25 طفلا فلسطينيا مصابا في المستشفيات الفرنسية منذ بداية عام 2024.
وأكد غوفان أن فرنسا تعارض أي شكل من أشكال الضم، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، معتبرا أن السياسة الاستيطانية الإسرائيلية غير قانونية وفق القانون الدولي، كما أنها تهدد وضع القدس وتقوض حل الدولتين الذي تدعمه فرنسا.
وأضاف أن باريس فرضت بالفعل عقوبات على مستوطنين إسرائيليين متطرفين، وهي عازمة على تبني مزيد من الإجراءات العقابية بالتنسيق مع شركائها الدوليين.
وفي سياق الجهود الديبلوماسية، أوضح السفير الفرنسي أن بلاده تدعم المؤتمر الدولي الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة لحل الدولتين، وتعمل بشكل نشط مع السعودية للتحضير له.
كما أكد أن فرنسا تعلق آمالها على مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي تعد له مصر بالتعاون مع الجامعة العربية، مشددا على أن بلاده ستواصل جهودها السياسية والإنسانية لضمان تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.