Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

السودان.. نزوح أكثر من 107 آلاف شخص من الفاشر

أعلنت منظمة الهجرة الدولية عن نزوح أكثر من 107 ألف شخص من مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان، والقرى المحيطة بها، وذلك في أعقاب الاشتباكات الأخيرة بين الجيش وقوات الدعم السريع. يأتي هذا النزوح المتزايد في ظل تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في المنطقة، مما يزيد من الضغوط على السودان الذي يعاني بالفعل من حرب أهلية مدمرة. وقد بدأت الأزمة في الـ 26 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وتفاقمت حتى الثامن من ديسمبر/كانون الأول الجاري.

يندرج هذا الحدث ضمن سياق أوسع للنزاعات المتصاعدة في السودان، التي بدأت في أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وتعتبر الفاشر، المدينة الرئيسية في شمال دارفور، ذات أهمية استراتيجية كبيرة، وأصبح وضعها الإنساني والأمني مقلقًا للغاية.

تزايد النزوح وتأثيره على شمال دارفور

أشارت منظمة الهجرة الدولية إلى أن الغالبية العظمى من النازحين، حوالي 72%، بقيت داخل ولاية شمال دارفور، حيث انتقلوا إلى مناطق شمال وغرب الولاية بحثًا عن ملاذ. هذا يشير إلى محاولة أولية للاحتفاظ بالنزوح داخل الولاية، ربما بسبب صعوبة الانتقال إلى مناطق أخرى أو الأمل في العودة إلى ديارهم بعد استقرار الأوضاع.

بالإضافة إلى ذلك، فقد وصل حوالي 19% من النازحين إلى ولايات أخرى في السودان، بما في ذلك ولاية وسط دارفور، وولايتي الشمال والنيل الأبيض. يُظهر هذا النزوح بين الولايات، مدى تأثير الأزمة على مناطق واسعة من البلاد و الحاجة الماسة للمساعدة الإنسانية.

الوضع الإنساني المتدهور

وتواجه الفرق الإغاثية صعوبات كبيرة في الوصول إلى المحتاجين بسبب القيود الأمنية والحركة، مما يعيق تقديم المساعدات اللازمة للمتضررين. نقص الغذاء والماء والدواء يتفاقم مع استمرار النزوح وتزايد الأعداد التي تحتاج إلى الدعم.

وفقًا لتقارير ميدانية، فإن غالبية النازحين الذين غادروا الفاشر منذ 26 أكتوبر/تشرين الأول 2025 كانوا بالفعل نازحين داخليًا في السابق، مما يدل على طبيعة الأزمة المتكررة وتأثيرها التراكمي على السكان. لقد نزح العديد منهم من مخيمات النازحين أو مناطق داخل المدينة خلال التصعيدات السابقة ثم اضطروا إلى الانتقال مرة أخرى.

أقر قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بوقوع تجاوزات من قواته في الفاشر في نهاية شهر أكتوبر، مدعياً تشكيل لجان تحقيق، لكن لم تتضح تفاصيل هذه اللجان أو نتائجها حتى الآن. هذا الإقرار يمثل اعترافًا ضمنيًا بالانتهاكات التي قد تكون ساهمت في تفاقم الأزمة وزيادة النزوح.

الاشتباكات لا تقتصر على الفاشر، بل تمتد إلى ولايات إقليم كردفان، حيث تجري اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع منذ أيام، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان. هذه التطورات تلقي بظلالها على جهود السلام والمصالحة، وتزيد من تعقيد الوضع الإنساني العام.

يتسبب استمرار الحرب في السودان، والتي بدأت في أبريل/نيسان 2023، في معاناة إنسانية هائلة، حيث أدت إلى مقتل الآلاف وتشرد ما يقرب من 13 مليون شخص، بحسب تقديرات الأمم المتحدة. الأزمة تتطلب تدخلًا عاجلاً من المجتمع الدولي لتقديم المساعدة الإنسانية وحماية المدنيين. الأزمة الإنسانية تتفاقم بشكل سريع وتتطلب استجابة دولية منسقة.

من المتوقع أن تستمر عمليات النزوح مع استمرار القتال وانعدام الأمن في مناطق مختلفة من السودان. يراقب المجتمع الدولي الوضع عن كثب، ويتوقع عقد اجتماعات إضافية خلال الأسبوعين القادمين لتقييم الاحتياجات الإنسانية وتحديد سبل تقديم المساعدة الفعالة. يبقى الوضع في السودان متقلبا وغير مؤكد، وتعتمد التطورات المستقبلية على مسار المفاوضات وجهود السلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى