«الشؤون الإسلامية»: لجنة متخصصة للتوعية بخطورة المخدرات

أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في الكويت عن إطلاق حملة توعوية جديدة لمكافحة المخدرات، وذلك من خلال لجنة التوعية بخطورة آفة المخدرات. تهدف الحملة إلى زيادة الوعي بمخاطر الإدمان وتقديم الدعم للمتضررين، مع التركيز على دور القيم والأخلاق في الوقاية والعلاج. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود الوزارة المستمرة لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد المجتمع.
أهمية التوعية بمخاطر المخدرات في المجتمع الكويتي
تعتبر قضية تعاطي المخدرات من التحديات الكبيرة التي تواجهها العديد من الدول، بما في ذلك الكويت. وتسعى الحكومة الكويتية، من خلال مختلف وزاراتها ومؤسساتها، إلى الحد من انتشار هذه الآفة وحماية الشباب من الوقوع في براثنها. تأتي مبادرة وزارة الشؤون الإسلامية كجزء من استراتيجية شاملة تعتمد على الجانب الوقائي والتوعوي بالإضافة إلى العلاجي.
أكد الدكتور يحيى الرشيدي، مدير إدارة الدراسات الإسلامية وعلوم القرآن الكريم لمحافظتي الأحمدي ومبارك الكبير ورئيس لجنة التوعية بخطورة آفة المخدرات، أن إنشاء اللجنة يهدف إلى كشف الحقائق المتعلقة بالمخدرات، سواء كانت طبيعية أو كيميائية. وأضاف أن الوزارة تولي اهتماماً كبيراً بالمشاركة الفعالة مع المجتمع ومؤسساته في هذا المجال.
برامج تدريبية سابقة وإنجازاتها
أشارت إحصائيات المشاركة في البرامج التدريبية والملتقيات السابقة إلى تفاعل ملحوظ من قبل المعلمين والمعلمات والشباب. فقد بلغ عدد المشاركين في الملتقى الأخير 190 مشاركاً من الجنسين، بينما اجتاز البرامج التدريبية 147 معلماً ومعلمة. هذه الأرقام تعكس الالتزام بتأهيل الكوادر القادرة على التعامل مع هذه القضية بفعالية.
وبحسب أحمد رافع، نائب رئيس لجنة التوعية بخطورة آفة المخدرات، فإن الحملة التوعوية الجديدة تنطلق من الأهداف الأساسية التي وضعتها وزارة الشؤون الإسلامية عند إنشاء اللجنة. وتشمل هذه الأهداف عقد دورات وورش عمل للمعلمين، بالإضافة إلى إقامة محاضرات توعية في الجامعات ومراكز الشباب.
مكونات الحملة التوعوية الجديدة
تتضمن الحملة التوعوية الجديدة عدة محاور رئيسية تهدف إلى الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع. من بين هذه المحاور تنظيم رحلات ميدانية للمعلمين وأعضاء اللجنة إلى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات ومراكز الإدمان بوزارة الصحة. تهدف هذه الزيارات إلى التعرف عن كثب على جهود مكافحة المخدرات والإمكانيات العلاجية المتاحة.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم إقامة معرض توعوي شرعي يركز على الوقاية من خطر المخدرات، وذلك بالتعاون مع المشروع الوطني للوقاية من المخدرات “غراس” والإدارة العامة لمكافحة المخدرات ووزارة الصحة. سيصاحب المعرض برنامج حافل بالورش والمحاضرات التوعوية والإرشادية. هذا التعاون بين مختلف الجهات الحكومية والأهلية يعزز من فعالية الحملة ويضمن وصول رسالتها إلى الجميع.
وتشمل الأنشطة المقترحة أيضاً التعاون مع وزارة التربية لتنفيذ برامج توعية في المدارس الثانوية، بالإضافة إلى استهداف طلاب الجامعات والشباب في مراكز الشباب. يهدف ذلك إلى توعية هذه الفئات العمرية بمخاطر الإدمان وتشجيعهم على تبني سلوكيات صحية وإيجابية. كما سيتم التركيز على الجانب الديني والأخلاقي في التوعية، من خلال تسليط الضوء على تحريم المخدرات في الإسلام وعواقبها الوخيمة.
تعتبر قضية الإدمان من القضايا المعقدة التي تتطلب جهوداً متضافرة من جميع أفراد المجتمع. فبالإضافة إلى الدور الذي تلعبه الجهات الحكومية، يجب على الأسرة والمدرسة والمجتمع المدني أن يساهموا في توعية الشباب وحمايتهم من الوقوع في براثن الإدمان. كما يجب توفير الدعم اللازم للمتضررين من الإدمان لمساعدتهم على التعافي والاندماج في المجتمع.
من المتوقع أن تعلن وزارة الشؤون الإسلامية عن تفاصيل أكثر حول جدول الحملة التوعوية الجديدة ومواعيد الأنشطة المختلفة في الأيام القليلة القادمة. ويترقب المراقبون نتائج هذه الحملة وتأثيرها على مستوى الوعي بقضية المخدرات في المجتمع الكويتي. كما يراقبون مدى استجابة الشباب لهذه الحملة ومشاركتهم في الأنشطة التوعوية المختلفة.
بالإضافة إلى ذلك، من المهم متابعة تطورات التشريعات المتعلقة بمكافحة المخدرات في الكويت، وتقييم مدى فعاليتها في الحد من انتشار هذه الآفة. كما يجب الاستمرار في دعم البحوث والدراسات التي تهدف إلى فهم أسباب الإدمان وتطوير استراتيجيات علاجية فعالة.





