«الصحافيات الخليجيات»: الإعلام شريك أساسي في التنمية والمرأة الخليجية قادرة على الإصلاح والتغيير والإنجاز

اختتم الملتقى الرابع للصحافيات في دول مجلس التعاون الخليجي، المنعقد برعاية وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري وتنظيم جمعية الصحفيين الكويتية وبالتعاون مع اتحاد الصحفيين الخليجيين، فعالياته في الكويت. ركز الملتقى، تحت شعار “السردية الخليجية للمرأة في الصحافة والإعلام.. إنجازات وتحديات وخطط مستقبلية”، على دور المرأة في الإعلام، وتعزيز القيادة النسائية في هذا المجال، وتبادل الخبرات والتجارب بين الصحافيات والقائدات الخليجيات. وكانت أبرز ملامح الملتقى مناقشة أهمية تمكين المرأة في المناصب القيادية، وكيفية التعامل مع التحديات التي تواجهها، وخاصة في مجال التواصل مع الإعلام.
تأتي هذه النسخة من الملتقى في ظل اهتمام متزايد بدور المرأة في التنمية الشاملة في دول الخليج، وضرورة إبراز إنجازاتها في مختلف المجالات، بما في ذلك الصحافة والإعلام. وقد شهدت الجلسات والنقاشات حوارات بناءة حول سبل تعزيز حضور المرأة الإعلامية، وتذليل العقبات التي تحول دون وصولها إلى المناصب العليا في المؤسسات الإعلامية.
القيادات النسائية والإعلام: نحو تمثيل أقوى
ركزت الجلسة الأولى في الملتقى على “القيادات النسائية – التجارب الوزارية” تحت عنوان “الإعلام والمرأة القيادية.. منابر التأثير ومسؤولية القرار”. استضافت الجلسة ثلاث قيادات نسائية كويتية بارزة: الدكتورة معصومة المبارك، أول وزيرة في تاريخ الكويت، ومي البغلي، و الدكتورة أماني بوقماز. ناقشت القيادات تجاربهن في المناصب الوزارية، والتحديات التي واجهتهن، وكيف تعاملن مع الإعلام خلال فترة عملهن.
تحديات أولية وتقبل تدريجي
أكدت الدكتورة معصومة المبارك أن توليها منصبًا وزاريًا كان قرارًا من القيادة السياسية، لاقت ترحيبًا واسعًا من النساء، بينما واجهت بعض المعارضة من الرجال. وأضافت أن التقبل لوجود المرأة في المناصب القيادية شهد تحولًا تدريجيًا مع مرور الوقت، وإثبات قدرتها على القيادة واتخاذ القرارات الصائبة. وشددت على أهمية أن تكون المرأة القائدة قادرة على التواصل الفعال مع الإعلام، والدفاع عن قراراتها بشفافية ومصداقية.
دور الإعلام في الأزمات والتحديات الخدمية
من جهتها، أشارت الدكتورة أماني بوقماز إلى صعوبة الوزارات الخدمية مثل الأشغال والكهرباء والطاقة المتجددة، وكيف يمكن للإعلام أن يلعب دورًا مهمًا في تخفيف حدة التذمر الشعبي من تأخر المشاريع أو إغلاق الطرق. وأوضحت أنها حرصت على التواصل المستمر مع وسائل الإعلام، وتقديم المعلومات بشفافية ووضوح، لسد الفجوة بين الوزارة والمواطنين. وذكرت أن تجربتها في النزول الميداني كمهندسة أسهم في كسر الحواجز أمام مشاركة المرأة في القطاعات الهندسية.
المرأة والإصلاح: شراكة استراتيجية مع الإعلام
كما تحدثت المهندسة مي البغلي عن أهمية تغيير الصورة النمطية عن دور وزارة الشؤون الاجتماعية، والتأكيد على أن الوزارة تقوم بمهام متعددة تتجاوز المساعدات الاجتماعية. وشددت على ضرورة وجود إعلام مهني يساعد في تغيير الوعي المجتمعي بدور المرأة، ويدعم جهودها في تحقيق التنمية المستدامة. وأكدت أن النقد البناء مرحب به، لكن النقد الذي يستهدف المرأة لمجرد أنها امرأة أمر غير مقبول.
علاقات المؤسسات الحكومية بالإعلام: بناء الثقة وتعزيز الشفافية
استكملت فعاليات الملتقى بجلسة تناولت “علاقات المؤسسات الحكومية بالإعلام”، وناقشت سبل بناء شراكات استراتيجية بين المؤسسات الحكومية ووسائل الإعلام، لتعزيز الثقة والوعي العام. شاركت في الجلسة أسيل المنيفي، وكيلة وزارة المالية، والدكتورة نورة السويح، الأمين العام لجامعة الكويت.
أهمية الرسالة الإعلامية الواضحة
أكدت أسيل المنيفي على أهمية وجود رسالة إعلامية واضحة ومحددة الهدف عند التواصل مع وسائل الإعلام، خاصة في مجال المعلومات المالية التي قد تكون معقدة. وأشارت إلى أن استخدام لغة مبسطة وواضحة يساعد في وصول الرسالة إلى الجمهور المستهدف، سواء كانوا اقتصاديين أو سياسيين أو مواطنين عاديين.
جامعة الكويت والإعلام: خدمة المجتمع وتوعيته
من جهتها، أوضحت الدكتورة نورة السويح أن جامعة الكويت تعتبر نفسها جزءًا من المجتمع، وتسعى لخدمته وتوعيته من خلال نشر المعرفة وتبسيط المفاهيم العلمية. وأشارت إلى أن الجامعة تحرص على المشاركة في مختلف الفعاليات المجتمعية، واستخدام وسائل الإعلام لتقديم المعلومات للقاطنين.
يختتم الملتقى الرابع للصحافيات الخليجيات فعالياته بنظرة مستقبلية واعدة لتعزيز دور المرأة في الإعلام. وتترقب الجهات المنظمة عقد الملتقى الخامس في الكويت عام 2026، والذي يأملون أن يشهد المزيد من النجاح والتطور في هذا المجال، خاصة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه الصحافة والإعلام في العصر الرقمي. وستركز الجهود القادمة على تطوير المهارات الإعلامية للمرأة، وتمكينها من استخدام التكنولوجيا الحديثة في عملها، وتقديم الدعم اللازم لها لمواجهة التحديات والصعوبات.



