Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
صحة وجمال

«الصحة العالمية» تنفي أي صلة بين تلقي اللقاحات والإصابة بالتوحد

أكدت لجنة سلامة اللقاحات التابعة لمنظمة الصحة العالمية اليوم، الخميس، عدم وجود صلة سببية بين اللقاحات واضطراب طيف التوحد، وذلك بعد مراجعة شاملة لأحدث الأدلة العلمية. يأتي هذا التأكيد ليضع حدًا لجدل قديم أثار قلقًا واسع النطاق بين الآباء ومقدمي الرعاية الصحية على مستوى العالم. وقد أجرت اللجنة تقييمها في جنيف، سويسرا، ونشرت نتائجها عبر موقع المنظمة الرسمي.

هذا الإعلان يمثل تحديثًا لتقييمات سابقة أجرتها المنظمة نفسها على مدار العقدين الماضيين، والتي خلصت جميعها إلى نفس النتيجة. تأتي هذه المراجعة تحديدًا في ظل تزايد المعلومات المضللة حول اللقاحات، خاصةً بعد تصريحات حديثة أثارت الشكوك حول سلامتها.

تأكيد علمي لسلامة اللقاحات وعلاقتها بالتوحد

استندت مراجعة لجنة سلامة اللقاحات إلى تحليل دقيق لنتائج دراستين منهجيتين شملتا بيانات من دراسات متعددة نُشرت حتى أغسطس 2024. ركزت الدراسات على تقييم المخاطر المحتملة المرتبطة باللقاحات بشكل عام، بالإضافة إلى تلك التي تحتوي على مركب الثيومرسال، وهو مادة حافظة تحتوي على الزئبق كانت تستخدم في بعض اللقاحات في الماضي.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن 20 دراسة من أصل 31 لم تظهر أي دليل على وجود رابط بين التطعيم وظهور أعراض التوحد. بينما أشارت 11 دراسة أخرى إلى وجود ارتباط محتمل، إلا أن اللجنة وجدت أن هذه الدراسات تعاني من قصور منهجي كبير واحتمالية عالية للتحيز، مما يضعف مصداقية نتائجها.

معايير تقييم الارتباط بين اللقاحات والصحة

أوضحت اللجنة أن إثبات وجود علاقة سببية بين اللقاحات وأي نتائج صحية يتطلب ظهور أدلة قوية ومتسقة من خلال العديد من الدراسات عالية الجودة. يجب أن يكون الارتباط الذي تظهره هذه الدراسات ذا دلالة إحصائية، وأن يستبعد العوامل الأخرى التي قد تؤثر على النتائج.

وأضافت المنظمة أن المراقبة المستمرة لسلامة اللقاحات هي جزء أساسي من جهودها لضمان حصول الجميع على لقاحات آمنة وفعالة. تعتمد هذه المراقبة على جمع وتحليل البيانات من جميع أنحاء العالم، وتقييم المخاطر المحتملة بشكل دوري.

تأتي هذه النتائج في وقت تشهد فيه بعض الدول جدلاً متزايدًا حول اللقاحات، خاصةً بعد تصريحات روبرت كينيدي جونيور، وزير الصحة الأمريكي، الذي ذكر في مقابلة حديثة مع صحيفة نيويورك تايمز أنه أصدر تعليمات لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) لإعادة النظر في موقفها بشأن العلاقة بين اللقاحات والتوحد.

تصريحات كينيدي جونيور أثارت انتقادات واسعة من المجتمع العلمي، الذي أكد على أن هذه التصريحات لا تستند إلى أي دليل علمي موثوق. وقد دعت العديد من المنظمات الصحية إلى ضرورة مكافحة المعلومات المضللة حول اللقاحات، والتأكيد على أهمية التطعيم في حماية الصحة العامة.

الجدير بالذكر أن الخوف من العلاقة بين اللقاحات والتوحد بدأ في الانتشار في أواخر التسعينيات، بعد نشر دراسة صغيرة ومثيرة للجدل في مجلة “The Lancet” الطبية، والتي زُعم فيها وجود صلة بين لقاح MMR (الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية) والتوحد.

لاحقًا، تبين أن هذه الدراسة كانت مبنية على بيانات مزورة، وتم سحبها من المجلة. ومع ذلك، استمرت المعلومات المضللة في الانتشار، مما أدى إلى انخفاض معدلات التطعيم في بعض المناطق، وزيادة حالات الإصابة بالأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.

تعتبر منظمة الصحة العالمية من أبرز الجهات المعنية بسلامة اللقاحات على مستوى العالم، وتعمل بشكل وثيق مع الحكومات والمنظمات الصحية الأخرى لضمان حصول الجميع على لقاحات آمنة وفعالة. وتشمل جهود المنظمة تطوير معايير سلامة اللقاحات، ومراقبة الآثار الجانبية المحتملة، وتقديم الدعم الفني للدول في مجال التطعيم.

تعتبر الوقاية من الأمراض من خلال التطعيم من أهم الاستراتيجيات الصحية العامة، حيث تساهم في حماية الأفراد والمجتمعات من الأمراض المعدية الخطيرة. وتشير الإحصائيات إلى أن اللقاحات قد ساهمت في القضاء على العديد من الأمراض التي كانت تسبب وفيات واسعة النطاق في الماضي، مثل الجدري وشلل الأطفال.

من المتوقع أن تستمر لجنة سلامة اللقاحات التابعة لمنظمة الصحة العالمية في مراقبة الأدلة العلمية المتعلقة بسلامة اللقاحات، وتقديم تحديثات دورية حول نتائجها. كما من المتوقع أن تواصل المنظمة جهودها لمكافحة المعلومات المضللة حول اللقاحات، وتعزيز الثقة في التطعيم. سيتم نشر تقرير مفصل عن هذه المراجعة على موقع منظمة الصحة العالمية بحلول نهاية الشهر القادم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى