أعلنت وزارة الصحة السعودية أن ما بين 30 و 50 بالمئة من حالات السرطان يمكن الوقاية منها، مؤكدةً على أهمية تبني نمط حياة صحي والكشف المبكر عن المرض. جاء هذا الإعلان عبر حساب الوزارة على منصة (إكس) في الثامن من ديسمبر 2025، كجزء من حملة توعية أوسع نطاقاً. وتهدف هذه الجهود إلى رفع مستوى الوعي العام حول أهمية الوقاية من السرطان وتحسين فرص الشفاء.
وتأتي هذه التصريحات في سياق جهود المملكة العربية السعودية المستمرة لمكافحة الأمراض المزمنة، بما في ذلك السرطان، والذي يُعدّ أحد الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم. وتشير البيانات إلى أن معدلات الإصابة بالسرطان في المملكة في ارتفاع، مما يجعل الوقاية والكشف المبكر أكثر أهمية من أي وقت مضى. وتدعو الوزارة الأفراد إلى إعطاء الأولوية لصحتهم واتخاذ خطوات استباقية لتقليل خطر الإصابة.
الوقاية من السرطان: تغييرات في نمط الحياة والكشف المبكر
وفقًا لوزارة الصحة، فإن الوقاية من السرطان لا تتطلب إجراءات معقدة، بل تعتمد بشكل كبير على القرارات اليومية المتعلقة بنمط الحياة. وتشمل هذه القرارات الإقلاع عن التدخين، وتناول نظام غذائي صحي ومتوازن، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على وزن صحي. بالإضافة إلى ذلك، فإن تجنب التعرض المفرط لأشعة الشمس واستخدام واقي الشمس يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان الجلد.
عوامل الخطر التي يمكن تجنبها
تتضمن عوامل الخطر التي يمكن تعديلها للوقاية من السرطان ما يلي:
التدخين: يعتبر السبب الرئيسي للعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الرئة والفم والحنجرة والمريء والمثانة والكلى والبنكرياس.
النظام الغذائي: يمكن أن يقلل تناول الأطعمة الغنية بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة من خطر الإصابة بالسرطان. بينما يزيد تناول اللحوم المصنعة والأطعمة السكرية من الخطر.
النشاط البدني: تساعد ممارسة الرياضة بانتظام في الحفاظ على وزن صحي وتقليل خطر الإصابة بالسرطان.
الوزن الزائد والسمنة: ترتبط السمنة بزيادة خطر الإصابة بالعديد من أنواع السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والقولون والكلى والمريء.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب العوامل الوراثية دورًا في بعض حالات السرطان، ولكن حتى في هذه الحالات، يمكن لنمط الحياة الصحي أن يقلل من الخطر. وتشير الدراسات إلى أن اتباع نمط حياة صحي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسرطان بنسبة تصل إلى 50 بالمئة.
ومع ذلك، تؤكد وزارة الصحة على أن الوقاية ليست كافية دائمًا، وأن الكشف المبكر عن السرطان يلعب دورًا حاسمًا في تحسين فرص الشفاء. وتشجع الوزارة الأفراد على إجراء الفحوصات الدورية للكشف عن السرطان، خاصةً إذا كان لديهم تاريخ عائلي للمرض أو كانوا يعانون من أعراض غير طبيعية.
أهمية الكشف المبكر عن السرطان
الكشف المبكر عن السرطان يزيد بشكل كبير من فرص العلاج الناجح. ففي المراحل المبكرة، غالبًا ما يكون السرطان قابلاً للعلاج بشكل كامل، بينما في المراحل المتقدمة، قد يكون العلاج أكثر صعوبة وأقل فعالية. وتشمل طرق الكشف المبكر عن السرطان:
الفحوصات الذاتية: مثل فحص الثدي بانتظام.
الفحوصات السريرية: التي يقوم بها الطبيب.
الفحوصات التصويرية: مثل الأشعة السينية والماموجرام والتصوير بالرنين المغناطيسي.
تحاليل الدم: للكشف عن علامات السرطان.
وتدعو وزارة الصحة إلى الاستفادة من برامج الفحص المبكر التي تقدمها المراكز الصحية في جميع أنحاء المملكة. وتشير إلى أن هذه البرامج مصممة للكشف عن السرطان في مراحله المبكرة، مما يزيد من فرص الشفاء ويقلل من التكاليف المرتبطة بالعلاج.
بالإضافة إلى ذلك، تذكر الوزارة بأهمية الوعي بأعراض السرطان الشائعة، مثل التغيرات في الوزن، والتعب المستمر، والألم غير المبرر، والنزيف غير الطبيعي، والكتل أو الأورام. وتحث الأفراد على استشارة الطبيب فورًا إذا لاحظوا أيًا من هذه الأعراض.
وتعتبر حملة التوعية التي أطلقتها وزارة الصحة جزءًا من رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تحسين صحة ورفاهية المواطنين. وتشمل هذه الرؤية الاستثمار في الرعاية الصحية الوقائية وتعزيز نمط الحياة الصحي. وتشير التقارير إلى أن المملكة تخطط لزيادة الإنفاق على الرعاية الصحية في السنوات القادمة، مع التركيز بشكل خاص على الوقاية من الأمراض المزمنة.
من المتوقع أن تعلن وزارة الصحة عن تفاصيل إضافية حول خططها لمكافحة السرطان في الأشهر المقبلة، بما في ذلك إطلاق مبادرات جديدة لتعزيز الكشف المبكر وتوفير العلاج المتقدم. وستراقب الجهات المعنية عن كثب معدلات الإصابة بالسرطان في المملكة لتقييم فعالية هذه الجهود وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين. وتظل التحديات قائمة، ولكن مع الالتزام بالوقاية والكشف المبكر، يمكن للمملكة أن تحقق تقدمًا كبيرًا في مكافحة هذا المرض.
