تردد اسم تيم والز، حاكم ولاية مينيسوتا الأمريكية، في الأيام الأخيرة كمرشح ضمن مجموعة من الأسماء لمنصب نائب الرئيس ضمن السباق الانتخابي للحزب الديمقراطي برئاسة كامالا هاريس. ورغم أن هاريس اختارته للمنصب اليوم، إلا أن والز، البالغ من العمر 60 عاماً، أقل شهرة على المستوى الوطني من بعض المشرحسن الآخرين، مثل السناتور مارك كيلي من أريزونا والحاكم جوش شابيرو من بنسلفانيا.
فما الذي وجدته هاريس في العسكري السابق في الحرس الوطني وحاكم مينيسوتا؟
لدى تيم والز كافة المزايا التي تنقص كامالا هاريس لتوسيع قاعجة التصويت في الانتخابات لصالحها، وهنا خلاصة لجوانب من سيرة والز ضمن تقارير نشرتها صحيفتا “وول ستريت جورنال” و”نيويورك تايمز” وشبكة “سي إن إن”.
حجز والز مكانه في قائمة هاريس بعد ظهوره في قنوات الأخبار التلفزيونية حيث أعلن أن الجمهوريين “غريبو الأطوار”. أصبح هذا التعبير “ترينداً” انتخابياً وسلط الضوء على الشخص المؤثر القادم من الغرب الأوسط، تيم والز.
زعيم ديمقراطي ريفي
للفوز في انتخابات نوفمبر، تحتاج هاريس إلى الاستعانة بديمقراطي معتدل وقريب من المحافظين. وتحتاج إلى تحرك تدريجي نحو الوسط، وعليها أن تثبت أن ترامب الذي وصفها بـ”ليبرالية متطرفة” على خطأ، ولا أحد أنسب من والز لتحقيق هذه الغاية. ولدى والز ما يساعد في تقليص هوامش الجمهوريين في مناطق أمريكا الريفية، حيث يتمتع ترامب بقوة لافتة هناك.
يُعرف والز بملابسه الشعبية وأسلوبه المنتمي إلى عامة الناس في المجتمع، فلا يقدم نفسه نخبوياً، ومن المرجح أن يساعد هاريس أكثر في معركة ويسكونسن لأنه معروف بالفعل في الأجزاء الغربية من تلك الولاية التي تشترك في الأسواق مع مينيسوتا.
قد يلعب أيضًا دوراً في معركة ولاية ميشيغان، جنبًا إلى جنب مع ويسكونسن وبنسلفانيا، والتي يُنظر إليها على أنها حاسمة لآمال هاريس في انتخابات نوفمبر، أي معركة الغرب الأوسط.
لم تدعم مينيسوتا رئيساً جمهورياً منذ ريتشارد نيكسون في عام 1972، لكن ترامب خسر بفارق 1.5 نقطة مئوية فقط في عام 2016، والحاجة إلى شخص ذو شعبية مثل والز ضروري بالنسبة للحزب الديمقراطي تقليص نفوذ ترامب في الولايات الريفية، وهو ما يؤكده كين مارتن، رئيس حزب العمال والمزارعين الديمقراطيين في مينيسوتا، التابع للديمقراطيين، من أن المسار الأكثر أماناً لكامالا هاريس للفوز بالرئاسة لا يزال يمر عبر الغرب الأوسط. لا يوجد أحد يستطيع التفوق على تيم والز من الريف”.
ووصف والز بأنه “محارب قديم وصياد ومالك سلاح”، مسلطًا الضوء على المزايا التي غالبًا ما تساعد المرشحين في المناطق الريفية.
24 عاماً في الحرس الوطني
نشأ حاكم مينيسوتا في بلدة صغيرة في نبراسكا، والتحق بالحرس الوطني للجيش في سن السابعة عشرة، وبقي 24 عاماً، وانتخب للكونغرس من إحدى المناطق الأكثر محافظة في الولاية، وحصل ذات يوم على تأييد الرابطة الوطنية للبنادق.
دعم أيضاً وجبات مدرسية مجانية شاملة للطلاب، وحقوق التصويت للسجناء السابقين، ورخص القيادة للمهاجرين الذين عبروا الحدود بشكل غير قانوني، والماريجوانا الترفيهية، ووقع على قانون جعل الإجهاض “حقاً أساسياً”.
ولثي والز الثناء من الرئيس الأسبق باراك أوباما على وسائل التواصل الاجتماعي العام الماضي: “إذا كنت بحاجة إلى دليل على عوائد الانتخابات، فانظر إلى ما يحدث في مينيسوتا”.
بعد تخرجه في عام 1989 بدرجة في العلوم الاجتماعية من كلية تشادرون ستيت في نبراسكا، أمضى والز عامًا في التدريس في الصين قبل العودة إلى الوضع بدوام كامل في الحرس الوطني ثم مهنة التدريس. ودرب كرة القدم في المدرسة الثانوية وربى طفلين مع زوجته جوين والز.
سيء في الأزمات
واصل العمل في الحرس الوطني مجدداً، حيث تخصص في المدفعية الميدانية وقام بجولة في الخارج، على الرغم من أنه لم يشارك في القتال قط. بعد 24 عامًا في الحرس الوطني، تقاعد برتبة رقيب أول قبل أن يترشح للكونجرس لأول مرة في عام 2006.
لكن الجمهوريين ينتقدون سجل والز في كحاكم لمينيسوتا. ويقول الجمهوري بول غازيلكا، وكيل التأمين وزعيم الأغلبية السابق في مجلس الشيوخ بالولاية، إن والز كان أكثر اعتدالًا عندما انتُخب لأول مرة، ثم تحول إلى ليبرالي متطرف يضاهي كامالا هاريس.
والأكثر إثارة للقلق هو تباطؤ والز في في استدعاء الحرس الوطني في مينيسوتا لمعالجة أعمال الشغب التي بدأت بعد مقتل جورج فلويد على يد شرطة مينيابوليس في عام 2020.
وقال غازيلكا: “أكبر مخاوفي عليه كمرشح لمنصب نائب الرئيس هو أنه سيئ في أوقات الأزمات”.
100 يوم
خلال تصريحاته الأخيرة في حملة لجمع التبرعات، خاطب والز الحضور متسائلاً: “كم مرة في 100 يوم يمكنك تغيير مسار العالم؟ كم مرة في 100 يوم يمكنك القيام بشيء سيؤثر على الأجيال القادمة؟”.
