Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اقتصاد

العالم يستعد لعصر جديد من انخفاض أسعار النفط

يخشى تحالف أوبك بلس من انخفاض أسعار النفط إلى ما دون 60 دولارًا للبرميل، لكنه لا يعتزم اتخاذ إجراءات فورية لتدعيم الأسواق العالمية. يأتي هذا الموقف في ظل تقييمات تشير إلى أن استقرار سوق النفط أصبح مسؤولية أكبر على عاتق الولايات المتحدة، التي حققت زيادات كبيرة في إنتاجها، وأن التدخلات الإضافية من أوبك بلس قد لا تكون ضرورية أو فعالة في الوقت الحالي.

أكدت الدول الثماني الرئيسية في تحالف أوبك بلس على التزامها بالحد من الزيادات في إنتاج النفط خلال الربع الأول من عام 2026. ويأتي هذا القرار بعد فترة من الزيادات التدريجية التي بدأت في أبريل/نيسان من العام الحالي، لكن المخاوف المتزايدة بشأن انخفاض الطلب أو زيادة المعروض دفعت المنظمة إلى تبني نهجًا أكثر حذرًا.

مخاوف أوبك بلس من انخفاض أسعار النفط

أبدى تحالف أوبك بلس قلقه من أن أسعار النفط قد تهبط إلى مستويات غير مرغوبة، مما قد يؤثر سلبًا على اقتصادات الدول الأعضاء. ويرجع هذا القلق إلى عدة عوامل، بما في ذلك تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وزيادة إنتاج النفط من دول خارج أوبك بلس، مثل الولايات المتحدة، والتحولات في مصادر الطاقة نحو البدائل المتجددة.

صرح ألكسندر نوفاك، نائب رئيس الوزراء الروسي، بأن سوق النفط لا تزال شديدة الحساسية للتغيرات في العرض والطلب. وأضاف أن استقرار السوق يعتمد بشكل كبير على القرارات التي تتخذها الدول المنتجة الرئيسية، وأن أي تغييرات كبيرة في الإنتاج يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الأسعار.

تعديلات الإنتاج المستقبلية

أشار نوفاك إلى أن تحالف أوبك بلس سيواصل مراقبة السوق عن كثب، وأن عمليات تعديل الإنتاج ستستمر حسب الحاجة. وأوضح أن القرارات الإضافية بشأن الإنتاج ستتخذ بناءً على التطورات في السوق، مع التأكيد على أن التحالف يتمتع بالمرونة اللازمة لدعم استقرار أسعار النفط.

ينقل تقرير نشرته صحيفة فزغلياد الروسية عن الخبير في الجامعة المالية الروسية والصندوق الوطني لأمن الطاقة، إيغور يوشكوف، قوله إن التوقف عن زيادة الإنتاج خلال أشهر يناير وفبراير ومارس كان متوقعًا. ويرى يوشكوف أن السؤال الأهم الآن هو ما سيحدث في أبريل، وهل سيطلق أعضاء أوبك بلس موجة جديدة من الزيادة في الإنتاج أم سيختارون مسارًا مختلفًا.

وأضاف يوشكوف أن المهلة الحالية تهدف إلى إتاحة الوقت للسوق لاستيعاب الكميات الكبيرة من النفط التي تم ضخها بالفعل، خاصة وأن بعض الدول، بما في ذلك روسيا، لم تحقق بعد الزيادة المستهدفة في الإنتاج. كما أن السوق تشهد انخفاضًا موسميًا في الطلب على الوقود، ومن المتوقع أن يرتفع الطلب مع بداية موسم القيادة في الربيع.

الولايات المتحدة ودورها في موازنة السوق

يشير يوشكوف إلى أن أوبك بلس تسعى إلى إسناد دور موازن السوق إلى الولايات المتحدة، التي حققت مستويات قياسية في إنتاج النفط. ويوضح أن خفض أوبك بلس لإنتاجها في المراحل السابقة ساهم في تعزيز إنتاج الولايات المتحدة، مما أدى إلى زيادة حصتها في السوق.

ويرى المحلل المالي في فريدوم فاينانس غلوبال، فلاديمير تشيرنوف، أن تفاوت تكاليف الإنتاج بين الدول يلعب دورًا مهمًا في تحديد قدرتها على التكيف مع تغيرات الأسعار. فالسعودية لديها أقل تكاليف إنتاج، بينما تواجه الولايات المتحدة وكندا تكاليف أعلى، خاصة في حقول النفط الصخري والرمال النفطية.

ويضيف تشيرنوف أن أوبك بلس ترسل رسالة مفادها أنها لم تعد تعتزم التدخل للحفاظ على أسعار النفط أو لعب دور الموازن. ويشير إلى أن هذه الاستراتيجية تهدف أيضًا إلى دفع المشاريع النفطية عالية المخاطر إلى الخروج من السوق.

في الختام، من المتوقع أن يتخذ تحالف أوبك بلس قرارًا بشأن مستويات الإنتاج في أبريل/نيسان المقبل، بناءً على تقييم دقيق لأوضاع السوق العالمية. وستعتمد هذه القرارات على تطورات العرض والطلب، ومستويات الأسعار، والتكاليف الإنتاجية للدول المختلفة. يبقى من غير المؤكد ما إذا كانت أسعار النفط ستستقر عند مستويات مقبولة، أم ستشهد المزيد من التقلبات في الأشهر المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى