أشاد سمو الشيخ أحمد العبدالله رئيس مجلس الوزراء بالشراكة المستمرة بين مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وكلية كينيدي بجامعة هارفارد، مؤكدًا أنها استثمار استراتيجي هام في تطوير الكفاءات الوطنية الكويتية. يأتي هذا الإشادة خلال رعايته لحفل ملتقى مشاركي البرنامج التنفيذي المشترك، والذي احتفل بمرور 25 عامًا على إطلاقه، مسلطًا الضوء على دوره في تعزيز صناعة القرار القائم على المعرفة في دولة الكويت.
عُقد الملتقى في المركز العلمي يوم الأربعاء الماضي، بحضور مسؤولين من المؤسسة والكلية، ومشاركين من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة. ويهدف البرنامج إلى تزويد القيادات الكويتية بالأدوات والمنهجيات العلمية الحديثة في مجالات القيادة، وتحليل السياسات العامة، والاقتصاد، والحوكمة، بما يتماشى مع التطورات العالمية المتسارعة.
أهمية الشراكة الاستراتيجية في تطوير الكفاءات الكويتية
تعتبر الشراكة بين مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وكلية كينيدي بجامعة هارفارد نموذجًا للتعاون الدولي الفعال في مجال بناء القدرات البشرية. وتركز هذه الشراكة على نقل المعرفة وتطوير المهارات القيادية والإدارية لدى الكوادر الوطنية، مما يساهم في تحقيق أهداف رؤية الكويت 2035. وفقًا لبيان صادر عن المؤسسة، فإن هذا التعاون يمثل استثمارًا مباشرًا في مستقبل الكويت.
توسيع نطاق التعاون مع مؤسسات عالمية مرموقة
لم تقتصر جهود مؤسسة الكويت للتقدم العلمي على التعاون مع كلية كينيدي فحسب، بل قامت بتوسيع شبكة شراكاتها لتشمل مؤسسات أكاديمية وبحثية عالمية أخرى مرموقة. وتشمل هذه المؤسسات كلية لندن للأعمال، وجامعة سنغافورة الوطنية، وكلية وارتن، وجامعة كامبريدج، وكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، والكلية الأوروبية للإدارة والتكنولوجيا في برلين (ESMT). تهدف هذه الشراكات إلى تبادل الخبرات والمعرفة، وتعزيز البحث العلمي والابتكار في الكويت.
وقد استفاد من هذه البرامج التدريبية والشراكات حتى الآن أكثر من 1530 مشاركًا، مما يعكس التزام المؤسسة بتطوير الكفاءات الوطنية في مختلف المجالات. وتشير البيانات إلى أن العديد من هؤلاء المشاركين يشغلون حاليًا مناصب قيادية في القطاعين العام والخاص، مما يدل على الأثر الإيجابي لهذه البرامج على مسيرتهم المهنية.
برنامج الكويت في جامعة هارفارد: نموذج للابتكار القائم على البحث
يعد “برنامج الكويت في جامعة هارفارد”، الذي انطلق عام 2000، من أبرز ثمار التعاون بين المؤسسة والكلية. ويتميز هذا البرنامج بتصميمه المتخصص الذي يستجيب لأولويات واحتياجات دولة الكويت، ويوفر للمشاركين محتوى أكاديميًا عالي المستوى يجمع بين النظرية والتطبيق العملي. يركز البرنامج على تطوير مهارات المشاركين في تحليل السياسات العامة، وإدارة المشاريع، واتخاذ القرارات الاستراتيجية.
منذ إطلاقه، ساهم البرنامج في تخريج 770 مشاركًا، منهم 450 يشغلون حاليًا مناصب قيادية في مختلف الجهات الحكومية والخاصة. بالإضافة إلى ذلك، أتاح البرنامج فرصًا للباحثين والأكاديميين الكويتيين للتعاون مع نظرائهم في جامعة هارفارد من خلال مشروعات بحثية مشتركة وزيارات علمية وزمالات متخصصة. هذا التعاون يعزز مكانة الكويت كشريك فاعل في إنتاج المعرفة وتطبيقاتها.
تعتبر الاستثمارات في التعليم و تطوير الموارد البشرية من أهم ركائز التنمية المستدامة. وتشير التقارير إلى أن دولة الكويت تولي اهتمامًا خاصًا بتطوير قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، وذلك من خلال دعم المؤسسات الأكاديمية والبحثية، وتشجيع التعاون الدولي في هذا المجال. كما تولي الحكومة اهتمامًا بتطوير القيادات الشابة وتأهيلها لتولي المناصب القيادية في المستقبل.
أكدت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عزمها على مواصلة تعميق الشراكة مع كلية كينيدي بجامعة هارفارد وتوسيع مجالاتها، بما يتماشى مع رؤية دولة الكويت في بناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن خطط جديدة لتطوير البرنامج التنفيذي المشترك خلال الأشهر القادمة، مع التركيز على مجالات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي و التحول الرقمي. وستراقب الجهات المعنية عن كثب نتائج هذه الجهود وتقييم أثرها على تطوير الكفاءات الوطنية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في دولة الكويت.
