Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخر الاخبار

العقيد الفلاحي يستعرض سيناريوهات حرب المسيّرات بالسودان

شهدت الحرب في السودان تطوراً ملحوظاً في استخدام الطائرات المسيرة، حيث أصبحت عنصراً رئيسياً في العمليات العسكرية لقوات الدعم السريع. فقد أظهرت القدرات التقنية المتزايدة لهذه القوات امتلاكها إمكانات متقدمة في تشغيل هذه الطائرات لضرب أهداف مختلفة داخل البلاد. يشير هذا التطور إلى تحول محتمل في ميزان القوى في الصراع الدائر.

أكد الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي أن قوات الدعم السريع حصلت على قدرات تقنية وعسكرية كبيرة خلال الأشهر الماضية. هذه القدرات مكنتها من استخدام الطائرات المسيرة في مهام متعددة، بدءًا من الاستطلاع وجمع المعلومات وصولاً إلى الهجمات المباشرة. هذا التوسع في القدرات يثير تساؤلات حول مصادر التمويل والدعم التقني لقوات الدعم السريع.

الطائرات المسيرة وتطور القدرات العسكرية

في العام الأول من الحرب، والتي اندلعت في أبريل 2023، نفذ الجيش السوداني 280 ضربة باستخدام الطائرات المسيرة ضد مواقع الدعم السريع، بينما اقتصرت عمليات الدعم السريع على 10 ضربات فقط. ومع ذلك، تغير هذا الوضع بشكل كبير بين عامي 2024 و 2025.

تمكنت قوات الدعم السريع، بفضل الدعم الذي حصلت عليه، من تنفيذ ضربات دقيقة على أهداف بعيدة، وصلت حتى المناطق الساحلية على البحر الأحمر. يشير هذا إلى تطور كبير في قدراتها وإمكاناتها العسكرية، وقدرتها على الوصول إلى مناطق لم تكن في متناولها سابقًا. هذا التطور يعكس اعتمادًا متزايدًا على التكنولوجيا في الحرب.

ووفقًا للفلاحي، فإن الصور الفضائية التي أظهرت وجود أنواع مختلفة من الطائرات بدون طيار، والمصنعة في الصين، تشير إلى احتمال حصول الدعم السريع عليها من خلال دول تتعامل مع الصين في مجال التسليح. ورغم أن صفقات التسليح بين الدول تخضع لشروط واضحة، بشأن كيفية استخدام هذه الأسلحة، إلا أن هذا الاحتمال قائم. هناك أيضاً تقارير تشير إلى حصول الدعم السريع على مسيّرات مُعدلة من صربيا، بالإضافة إلى الدعم الذي تلقته من مجموعة فاغنر الروسية حتى منتصف عام 2024.

سيناريوهات استخدام الطائرات المسيرة

يعتمد مستقبل استخدام الطائرات المسيرة في الصراع السوداني على عدة عوامل رئيسية. أولاً، الدعم الخارجي المستمر الذي توفره للدعم السريع هذه الإمكانات والقدرات. ثانيًا، قدرة هذه الطائرات على تعزيز الإستراتيجية العسكرية لقوات الدعم السريع على الأرض، وتوفير الدعم الناري والإسناد الضروري.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن لقوات الدعم السريع استخدام الطائرات المسيرة لقطع خطوط الإمداد الخاصة بالجيش السوداني، وتقويض قدرته على مواصلة العمليات العسكرية. كما تلعب الطائرات المسيرة دوراً هاماً في جمع المعلومات الاستخباراتية وتقديمها لقوات الدعم السريع. هذه العوامل مجتمعة تحدد مدى فعالية الطائرات المسيرة في الصراع.

يتجاوز محيط عمليات الطائرات المسيرة لقوات الدعم السريع الآن 1600 كيلومتر، وهو ما يؤكد -بحسب الفلاحي- على القدرات الكبيرة التي اكتسبتها هذه القوات. وينطوي ذلك على تحديات كبيرة للجيش السوداني في مواجهة هذه التهديدات المتزايدة، ويتطلب تطوير استراتيجيات مضادة فعالة.

تستمر الحرب في السودان في التسبب في أزمة إنسانية حادة، حيث قتل العشرات من الآلاف، وتشرد أكثر من 10 ملايين شخص. وتظل الأزمة من بين أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، وتتطلب تدخلًا دوليًا عاجلاً لتقديم المساعدة الإنسانية وحل النزاع.

من المتوقع أن يستمر الاعتماد على الطائرات المسيرة في الصراع السوداني، وأن يشهد تطورات جديدة في الأشهر القادمة. سيكون من المهم مراقبة مصادر الدعم التقني لقوات الدعم السريع، وتطور قدراتها في تشغيل هذه الطائرات. كما يجب متابعة رد فعل الجيش السوداني على هذا التهديد المتزايد، وتطوير استراتيجيات مضادة فعالة. يبقى مستقبل الصراع في السودان غير مؤكد، ويتوقف على العديد من العوامل الداخلية والخارجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى