Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
سياسة

“العهد للقدس”.. مؤتمر بإسطنبول يجدد إدانة الإبادة ورفض التطبيع

انطلقت في إسطنبول فعاليات مؤتمر “العهد للقدس” يوم السبت، الموافق 6 ديسمبر/كانون الأول 2025، بهدف حشد الدعم العربي والإسلامي والدولي للقضية الفلسطينية، وتأكيد رفض التطبيع مع إسرائيل، وتقديم آليات عملية لمواجهة الانتهاكات المستمرة في قطاع غزة والضفة الغربية، وحماية المقدسات في القدس. يشارك في المؤتمر أكثر من 300 شخصية من مختلف أنحاء العالم، في ظل تصاعد الأزمات الإنسانية والسياسية التي تواجه الشعب الفلسطيني.

تأتي هذه الدورة من المؤتمر، الذي تنظمه مؤسسة القدس الدولية بالتعاون مع عدد من المؤسسات العربية والإسلامية البارزة كالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورابطة “برلمانيون من أجل القدس”، في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة والوضع المتدهور في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما يؤكد على أهمية توحيد الجهود وتجديد زخم العمل العربي والإسلامي نصرة للقضية الفلسطينية.

القدس في صدارة أجندة المؤتمر وتأكيد الرفض للتطبيع

تتصدر قضايا القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية أجندة المؤتمر، مع جلسات مخصصة لمناقشة التحديات التي تواجه المدينة والسبل الكفيلة بحمايتها من محاولات التهويد والسيطرة الإسرائيلية. وقد أكد المشاركون في الجلسات الافتتاحية على أن القدس ليست مجرد مدينة، بل هي رمز الهوية والسيادة الفلسطينية والعربية والإسلامية.

كما يركز المؤتمر بشكل كبير على رفض التطبيع مع إسرائيل، معتبرًا إياه خيانة للقضية الفلسطينية وتقويضًا للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وقد دعا المتحدثون إلى تعزيز حملات مناهضة التطبيع وتجريم أي محاولات لإعادة تأهيل العلاقات مع إسرائيل في ظل استمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية وانتهاكاتها لحقوق الإنسان.

أبرز محاور المناقشات

شملت المناقشات الرئيسية في اليوم الأول من المؤتمر عدة محاور، بما في ذلك الوضع في قطاع غزة، والانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية، ومستقبل القضية الفلسطينية في ظل التطورات الإقليمية والدولية. وتناولت الجلسات أيضًا آليات دعم صمود الشعب الفلسطيني وتعزيز المقاومة السلمية والشعبية ضد الاحتلال.

بالإضافة إلى ذلك، تم تخصيص جزء من المناقشات لموضوع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، والعمل على إطلاق سراحهم وتحقيق العدالة لهم. وقد طالب المشاركون المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته في حماية الأسرى الفلسطينيين وضمان حقوقهم الأساسية.

شدد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، حميد الأحمر، على أن المؤتمر يمثل تجسيدًا لإرادة الأمة في رفض كل أشكال التطبيع مع الاحتلال، مؤكدًا أهمية العمل المشترك من أجل تحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.

من جانبه، أشار رئيس المؤتمر العربي العام، خالد السفياني، إلى أن المقاومة الفلسطينية أصبحت عنوانًا جامعًا للعرب والمسلمين وأحرار العالم في مواجهة السياسات الإسرائيلية العدوانية. وأضاف أن المؤتمر يهدف إلى بلورة رؤية مشتركة لآليات التحرك الشعبي والمؤسسي في المرحلة المقبلة.

كما دعا القيادي في حركة حماس، خالد مشعل، إلى جعل تحرير القدس مشروع الأمة المركزي، مطالباً بتسخير كافة الإمكانات لغزة وفك الحصار عنها، وحماية سلاح المقاومة، ورفض أي وصاية على القرار الفلسطيني.

التحديات والخطوات العملية القادمة

لا يزال التحدي الأكبر أمام المؤتمر يكمن في ترجمة القرارات والتوصيات إلى خطوات عملية على الأرض، وتجاوز الطابع الاحتفالي أو البيان الختامي. ويتطلب ذلك تضافر الجهود من قبل جميع الأطراف المعنية، وتنسيق العمل بين المؤسسات والهيئات المختلفة.

ومن المتوقع أن يختتم المؤتمر أعماله يوم الأحد الموافق 7 ديسمبر/كانون الأول 2025، بإصدار “وثيقة العهد للقدس” التي ستحدد الإطار العام للعمل العربي والإسلامي نصرة للقضية الفلسطينية في المرحلة المقبلة. وستركز الوثيقة على آليات تجريم الإبادة وملاحقة مرتكبيها، ومناهضة التطبيع، ودعم صمود الشعب الفلسطيني.

سيراقب المراقبون عن كثب مدى قدرة المؤتمر على حشد الدعم الفعلي للقضية الفلسطينية، وتأثير مخرجاته على السياسات والمواقف العربية والإسلامية والدولية. كما سيتابعون تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة في قطاع غزة والضفة الغربية، وما إذا كانت ستشهد أي تغييرات إيجابية في أعقاب المؤتمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى