«الغرق الجاف».. خطر صامت يستوجب الانتباه لحماية الأطفال

بعيدا عن حوادث الغرق بمعناها التقليدي التي قد تحدث وسط أجواء الصيف وإقبال العائلات على المسابح والأنشطة المائية ثمة خطر صامت وغير مألوف من الغرق أطلق عليه اصطلاحا اسم «الغرق الجاف» الذي قد يهدد حياة الأطفال دون أن تظهر عليهم أي علامات دالة على الغرق. ويعتبر الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة بالغرق الجاف بسبب ضعف تحكمهم في التنفس وصغر مجرى التنفس لديهم فيما يكون الأطفال المصابون بالربو أو أي مشاكل تنفسية سابقة أكثر عرضة لذلك من غيرهم.
وقال مدير إدارة الطوارئ الطبية في وزارة الصحة د.أحمد الشطي إن الغرق الجاف حالة نادرة تحدث عندما تدخل كمية صغيرة من الماء إلى مجرى الهواء الحلق أو الحنجرة، ما يؤدي إلى تشنج الأحبال الصوتية «تشنج الحنجرة» وإغلاق مجرى التنفس دون أن يصل الماء فعليا إلى الرئتين.
وأضاف الشطي لـ «كونا» أن هذا التشنج قد يمنع دخول الهواء إلى الرئتين مما يتسبب في ضيق شديد للتنفس، وقد يؤدي إلى الوفاة إذا لم تتم معالجته سريعا، موضحا أنه بعد ممارسة السباحة، وفي حال ظهرت أعراض مثل صعوبة في التنفس أو سعال مستمر أو شحوب أو زرقة الجلد أو إرهاق غير مبرر أو تغيرات في مستوى الوعي يجب على الفور مراجعة الطبيب، فقد تكون علامات على مضاعفات متأخرة للغرق سواء جاف أو ثانوي.
وعن العلامات أو الأعراض المبكرة التي قد تشير إلى حدوث غرق جاف عقب الخروج من الماء، أفاد بأنها قد تبدأ خلال دقائق إلى ساعات بعد الخروج من الماء وتحدث نتيجة لتشنج الحنجرة أو استجابة الجسم لدخول كمية صغيرة من الماء إلى مجرى الهواء، مؤكدا أهمية الانتباه إلى هذه الأعراض حتى لو بدت خفيفة في البداية. من جانبه، قال مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في قوة الإطفاء العام العميد محمد الغريب إن «الغرق الجاف» من الحوادث النادرة والخطيرة التي قد لا تظهر أعراضها فورا عندما يدخل القليل من الماء إلى الحنجرة أو القصبة الهوائية، مشيرا إلى أن «الطفل قد يبتلع كمية من الماء أثناء ممارسته السباحة دون أن تظهر عليه أي علامات واضحة». وأضاف الغريب أن المياه المتبقية في مجرى التنفس قد تؤدي لاحقا إلى مضاعفات صحية خطيرة، داعيا أولياء الأمور والمشرفين على أحواض السباحة إلى ضرورة مراقبة الأطفال عن كثب بعد خروجهم من الماء والانتباه إلى أي علامات غير طبيعية مثل «السعال المستمر أو صعوبة التنفس أو الشعور بالخمول».