Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
دولي

الغزّيون يلتمسون بقايا الحياة مع البرد وشح الإمدادات

تتواصل في قطاع غزة، فصول الكارثة الإنسانية بفعل الحرب المدمرة، فمع استمرار مأساة النزوح، وقلة السلع ونضب المواد الأساسية، وتضرر مختلف القطاعات، وتلاشي كل المقومات، عادت حياة المواطنين إلى البدائية.

ويمكن القول إن مشكلة النقص الحاد في المياه الصالحة للشرب، والاستخدام البشري، تبقى الأكثر صعوبة، خصوصاً وأن الخيارات والبدائل باتت معدومة، ولا سبيل للفلسطينيين سوى استخدام المياه المالحة، وربما الملوثة، وأخذت عائلات تغسل أمتعتها وملابسها على شاطئ البحر، في حين أخذ النازحون يتغلبون على مشاكل نضوب الوقود والغاز، فعاد «بابور الجاز» للظهور من جديد، مصطحباً معه عادات قديمة اندثرت منذ عقود.

طهي على الحطب

فيما يجد النازحون صعوبة كبيرة لتوفير الحد الأدنى من احتياجاتهم اليومية، وفي مقدمتها الخبز والطعام، يجتهد كثيرون منهم لإعداد الطعام وصناعة الخبز على النار، كبديل للمطاعم والمخابز التي اضطرت لإغلاق أبوابها نتيجة لشح المواد اللازمة لتشغيلها، أو تم تدميرها بفعل الحرب المستمرة منذ أكثر من شهرين.

ومع نفاد المواد التموينية ومن بينها الأطعمة المعلبة من الأسواق، أصبحت ظاهرة الطهي على النار الأكثر شيوعاً، لتلبية احتياجات النازحين من الطعام، ووجد محمود قشطة في مواقد الحطب، الحل الأمثل والأسهل، خصوصاً وأن الحطب يتم جمعه من أثاث المنازل المدمرة، وبات وافراً.

انعدام الموارد

يقول قشطة لـ«البيان» إنه يقضي يومياً ما يزيد على 10 ساعات في طهي ما يتوفر من الفاصولياء والبرغل وغيرها، في أحد مراكز الإيواء في رفح جنوب قطاع غزة، بمساعدة أبنائه وبعض المتطوعين، لافتاً إلى أن حاجة النازحين للطعام في ظل انعدام الموارد، دفعته للتطوع في هذا المجال الذي يتقنه، إذ كان حتى أمد قريب، يعمل في أحد المطاعم بحي الشعوث في مدينة رفح.

ومع تزايد أعداد النازحين، أصبح الحطب وقوداً قسرياً لإعداد المشروبات الساخنة، وحتى لغرض تسخين الماء للاستحمام، وأحياناً لطلب الدفء في ظل الأجواء الباردة، بينما دبت الحياة في أفران الطين، أكان في رفح، أو مختلف المدن الغزية.

«الكارو» يتسيد الشارع

وفي ظل انعدام الوقود، عاد الغزيون لاستخدام عربات «الكارو» التي تجرها الدواب (البغال أو الحمير) كوسيلة فريدة للتنقل من مكان إلى آخر، أو لنقل الأمتعة، وأحياناً لنقل الجرحى للمستشفيات، بعد أن كان ظهورها يقتصر على المزارعين والباعة المتجولين.

وأصبحت عربات «الكارو» والمعروفة كذلك بـ«الحنتور» لتتسيد الشوارع في قطاع غزة، كبديل للسيارات التي توارت، وركنها أصحابها إلى حين توفر الوقود اللازم، وفيما يبدو هذا الأمر بعيد المنال، يتعين على أهالي غزة الإبقاء على هذه الوسيلة البدائية، وإن يرى مواطنون أنها أعادتهم عقوداً إلى الخلف، وإلى العصور الوسطى.

المذياع إلى الواجهة

بات المذياع الوسيلة الوحيدة بالنسبة لأهالي غزة، كي يعرفوا ما الذي يدور حولهم، ويواكبوا آخر أخبار وتطورات الحرب، بعد انقطاع التيار الكهربائي، وتعذر متابعة آخر المستجدات من خلال المحطات الفضائية، أو شبكة الإنترنت.

المواطن حسن الشاعر، أوضح أنه لم يستمع للراديو منذ عدة سنوات، بعد أن حلت مكانه الفضائيات والمواقع الإخبارية الإلكترونية، كما لم يفكر يوماً بالاستماع إلى الإذاعة عبر هاتفه النقال، لكن في ظل الحرب، ونظراً لانقطاع الكهرباء، لجأ إلى الراديو لمتابعة ما يجري في القطاع. ويلحظ المتجول في مراكز الإيواء، أن غالبية الشبان وضعوا سماعات في آذانهم، لمتابعة موجات البث الإذاعي، التي أصبحت مصدرهم الوحيد، للتعرف على تفاصيل الأحداث.

البيع بالمقايضة

دفعت الحاجة الماسة إلى كيس من الطحين، المواطن محمـد أبو رجب، لشرائه بطريقة المقايضة مقابل أسطوانة غاز، معيداً بذلك طريقة البيع بالبدل، التي كانت سائدة قبل عقود.

وتنتشر هذه الأيام ظاهرة البيع بالمقايضة في قطاع غزة، لا سيما في المناطق التي تجمع فيها آلاف النازحين، فهناك من لجأ لاستبدال بضعة لترات من السولار، بمثلها من مادة البنزين اللازمة للدراجات النارية.

يعلق المواطن موسى زعرب: «الحرب أعادتنا عقوداً إلى الوراء، ومع ندرة السلع واللوازم، عادت طرق البيع والشراء إلى ما قبل ظهور العملة النقدية».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى