القمة منصة شاملة لاستشراف وصنع المستقبل وتحسين حياة المجتمعات

أكد شركاء القمة العالمية للحكومات 2024 أن هذا الحدث العالمي منصة شاملة لاستشراف وصنع المستقبل واستكشاف أفضل السبل الكفيلة بتطوير الحكومات وتعزيز الشراكات الدولية من أجل بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وأكدوا خلال مشاركتهم في “حوار القمة العالمية للحكومات”، الذي عقد في متحف المستقبل، لاستعراض مستجدات القمة التي تستضيفها دبي خلال الفترة من 12 إلى 14 فبراير 2024، أن القمة أصبحت تجمعاً عالمياً لنخبة من قادة الحكومات والوزراء وكبار المسؤولين وصنّاع القرار ورواد الأفكار والمختصين في الشؤون المالية والاقتصادية والاجتماعية لمناقشة الرؤى والأفكـار التي تسهم في تطوير حلول مبتكرة للتحديات العالمية وتحسين حياة المجتمعات حول العالم.
وتبحث القمة العالمية للحكومات 2024، من خلال أكثر من 110 جلسات رئيسية وتفاعلية وحوارية، أبرز التحديات العالمية الحالية والمستقبلية، وسبل الارتقاء بالأداء الحكومي، وتعزيز قدرة الحكومات على استباق التغيرات المتسارعة والاستعداد لها، مع التركيز على تسخير التكنولوجيا والابتكار لمواجهة التحديات التي تواجه البشرية.
وتضم قائمة شركاء القمة العالمية للحكومات 2024: هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية “الشريك الرائد”، وهيئة الطرق والمواصلات في دبي “شريك التنقل الذكي”، وهيئة كهرباء ومياه دبي “شريك الطاقة المستدامة”، وصندوق أبوظبي للتنمية “شريك استراتيجي”، وبلدية دبي “شريك المدينة الذكية”، و”اتصالات من إي آند” “شريك تكنولوجي” ومجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة “شريك البحث والابتكار”.
حلول مبتكرة
أكد معالي مطر الطاير المفوض العام لمسار البنية التحتية والتخطيط العمراني وجودة الحياة، المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، أن التحديات والمتغيرات العالمية المتسـارعة التي يشهدها العالم، تؤكد الحاجة لتطوير نموذج عالمي تتشـارك من خلاله الحكومات وتتعاون من أجل دعم الجهود التنموية وابتكـار الحلول التـي تسهم فـي التغلب على التحديات وازدهـار المجتمعات، مشيراً إلى أن القمة العالمية للحكومات أصبحت حدثاً عالمياً يجمع قادة الفكر والخبراء وصنّاع القرار من مختلف دول العالم، لطرح أفكارهم ورؤيتهم حول مستقبل الحكومات.
وقال الطاير: هيئة الطرق والمواصلات من خلال شراكتها مع القمة العالمية، تؤكد التزامها المستمر بالمشاركة فـي الجهود العالمية لابتكار الحلول لإحداث الأثر الإيجابي فـي حياة البشر عبر استعراض المبـادرات النوعية التـي تطلقها ونتائج تطبيقها فـي إطار الاستفادة من أفضل الممارسات والتجارب والناجحة.
وأضاف: مواكبة للتوجه العالمي نحو التوسع فـي تطبيقات التنقل ذاتي القيـادة، قطعت الهيئة شوطاً كبيراً في تطبيق استراتيجية دبي للتنقل ذاتي القيادة، الرامية لتحويل 25% من إجمالي رحلات التنقل في دبي إلى رحلات ذاتية القيادة بحلول عام 2030، حيث شهد نهاية العام الماضي تجربة تشغيل أول رحلة لمركبات (شيفروليه بولت) الكهربائية ذاتية القيادة، لتكون بذلك المدينة الأولى عالمياً خارج الولايات المتحدة الأمريكية في تشغيل مركبات الشركة ذاتية القيادة، وسيتم في هذا العام فتح الباب للجمهور لتجربة استخدام المركبة.
وأوضح معاليه أن الهيئة ستعرض خلال مشاركتها في القمة العالمية للحكومات، مستجدات مشروع التاكسي الجوي، وذلك بتوقيع اتفاقيتين الأولى مع شركة سكاي بورتس البريطانية لبناء محطات التاكسي الجوي، والثانية مع شركة (جوبي) الامريكية، لتشغيل خدمة التاكسي الجوي، الذي يتوقع ان يكون في عام 2026، حيث شهدت القمة في دورتها السابقة اعتماد نماذج وتصاميم محطات التاكسي الجوي، ومواقع المحطات، كما ستستعرض دور التخطيط الحضري في تعزيز الاقتصاد المستدام، وأهمية تكامل الجانبين لتحقيق مستقبل مزدهر للمدن والمناطق الحضرية.
منصة شاملة
بدوره قال معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: “بفضل الرؤية الثاقبة لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أصبحت القمة العالمية للحكومات منصة فكرية ومعرفية شاملة ومنبراً عالمياً لتبادل أفضل التجارب والخبرات والممارسات، تعكس ريادة دولة الإمارات العربية المتحدة في مختلف القطاعات، لا سيما في مجالات الحوكمة الرشيدة واستشراف وصناعة المستقبل”.
وتابع: “يسعدنا أن تكون هيئة كهرباء ومياه دبي “شريك الطاقة المستدامة” للقمة التي تعقد هذا العام تحت شعار “استشراف حكومات المستقبل”، حيث نسعى من خلال مشاركتنا إلى استعراض التحولات العالمية في قطاع الطاقة وتقديم تجربتنا الريادية على المستوى العالمي في التحول إلى الطاقة المتجددة والنظيفة لتحقيق الحياد الكربوني من خلال مشاريع رائدة في الطاقة المتجددة والنظيفة. وسنتناول التركيز المتزايد على إزالة الكربون وتعزيز العمل المناخي، حيث تضع العديد من البلدان أهدافًا طموحة للحد من انبعاثات غازات الدفيئة وزيادة حصة الطاقة المتجددة والنظيفة والاستثمار في مشاريعها. ويعد تخزين الطاقة أيضًا اتجاهًا رئيسيًا في تحول الطاقة”.
وأضاف معاليه: “سنتطرق إلى أهمية العوامل الجيوسياسية، والحرب الروسية الأوكرانية التي لها تأثير عميق على أسواق الطاقة وغيرها، حيث أدت إلى وقف معظم إمدادات الطاقة الروسية إلى أوروبا، وإعادة تشغيل المحطات القديمة للطاقة النووية والفحم الحجري. وسيتم التطرق للاندماج النووي، حيث يعد الاندماج النووي من المصادر المستقبلية الواعدة باعتباره مصدراً للطاقة النظيفة وغير المحدودة تقريباً، على الرغم من التحديات التكنولوجية الكبيرة التي لا يزال يتعين التغلب عليها بما في ذلك نواحي السلامة والتخلص من النفايات المشعة، إلخ. كما سنتناول أهمية الاعتماد على البحوث والتطوير لدفع الابتكار في هذا المجال من خلال استخدام أحدث التقنيات الإحلالية للثورة الصناعية الرابعة مثل الذكاء الاصطناعي، والطائرات الروبوتية، وتقنية البلوك تشين، وإنترنت الأشياء، وغيرها، وتسريع وتيرة التحول إلى اقتصاد أخضر، والاستفادة من التقنيات الواعدة وأبرزها إنتاج الهيدروجين الأخضر، الذي يصفه البعض بوقود المستقبل، إلى جانب حلول التخزين المتقدمة، ورفع الكفاءة، وغيرها”.
تبادل الخبرات
وقال المهندس ماجد سلطان المسمار مدير عام هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية: “على مر السنوات، كرّست القمة العالمية للحكومات مكانتها كمنصة عالمية مرموقة لصنع السياسات الحكومية المستقبلية، وأصبحت القمة محطة سنوية يلتقي فيها كبار الخبراء والمسؤولين من أنحاء العالم، يتحاورون، ويتبادلون المعارف والخبرات ويصيغون الرؤى المشتركة التي تتلاءم مع طبيعة المرحلة، وتسهم في صنع المستقبل”.
وأضاف: “نحن في هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية نسعد بشراكتنا مع القمة العالمية للحكومات كونها تتقاطع مع تطلعاتنا نحو إقامة المنظومة الرقمية التي تعزز جودة الحياة. ونرى أن القمة تسهم في تعزيز التعاون العالمي للاستفادة من الفرص الواسعة التي تتيحها التطورات المتلاحقة، مثلما تسهم في مواجهة التحديات المنبثقة عن تلك التطورات. وفي هذا السياق ننوه بأهمية دورة هذا العام وشعارها المتمثل في “استشراف حكومات المستقبل” لما لهذا الشعار من مضامين غنية تنعكس على آمال البشرية بالتنمية المستدامة والازدهار.”
مستقبل الحكومات
من جهته قال داوود الهاجري، مدير عام بلدية دبي: تأتي مشاركة بلدية دبي في القمة العالمية للحكومات، الحدث الأبرز عالمياً في مجال التعاون الحكومي العالمي، لاغتنام فرصة التعرف على ملامح مستقبل الحكومات والاطلاع على التوجهات العالمية وآراء صناع القرار وقادة الفكر، حيث تعتبر القمة منصة مهمة للاطلاع على أفضل الممارسات وتعزيز شراكاتنا الاستراتيجية التي تخدم توجهاتنا وخططنا المستقبلية.
وأشار إلى أن بلدية دبي تشارك في القمة العالمية للحكومات لهذا العام بنموذج مدينة المستقبل من خلال استشراف مجالات العمل البلدي، وتسخير التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي لتطوير جَودة حياة السكان ورفاهيتهم.
أفضل الممارسات
من جانبه، قال سعادة محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية: “تتيح القمة العالمية للحكومات الفرص المناسبة لبحث واستشراف المستقبل حول أفضل الممارسات والحلول المبتكرة والوسائل التي تسهم في تسريع تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة لبناء مستقبل أكثر ازدهاراً للمجتمعات”.
وأضاف أن القمة وفي دورتها الجديدة لعام 2024 والتي تعقد تحت شعار “استشراف حكومات المستقبل” وضعت السياسات والاستراتيجيات لتعزيز جاهزية واستعداد الحكومات للمرحلة المقبلة، وإيجاد حلول مبتكرة لصناع القرار للمساهمة في التصدي لمختلف التحديات التي تواجهها العديد من الدول، إضافة إلى العمل على توسيع دائرة الاستفادة من أفضل الممارسات والخبرات العربية والعالمية المتميزة في بناء حكومات المستقبل.
وأشار إلى أن صندوق أبوظبي للتنمية ومن خلال مشاركته الاستراتيجية في القمة العالمية للحكومات وعلى مدى السنوات الماضية، يؤمن بأن التعاون الفعال بين الحكومات والمؤسسات الدولية والمنظمات العالمية في تنفيذ المشاريع المستدامة هو التوجّه الأمثل الذي سيسهم في تحويل التحديات إلى فرص، وهذا ما يتماشى مع نهج دولة الإمارات في استدامة التنمية محلياً وعالمياً.
وأفاد بأن المحاور الاستراتيجية التي تبحثها القمة في أبعادها الاقتصادية والتنموية وفي إطار المتغيرات العالمية المتسارعة، ستُمكّن الدول وصناع القرار من توجيه السياسات وتحديد الأولويات بالشكل الأمثل ووضع الخطط المستقبلية بما يتوافق مع التقدم التكنولوجي والرقمي والذكاء الاصطناعي والذي سيحدث أثراً فارقاً على تطوير حياة المجتمعات، لافتاً إلى أهمية مناقشة الاستدامة والتحولات العالمية الجديدة ضمن محاور القمة نظراً لما تواجهه الحوكمة والاقتصاد العالمي من تغير جذري بسبب الأهمية المتزايدة التي تحملها الاستدامة البيئية، وتعزيز الأمن الغذائي، وأمن المياه، والطاقة.
كما دعا إلى تضافر الجهود العالمية والاستغلال الأمثل لمنصة القمة العالمية للحكومات من أجل العمل على تفعيل اتفاق الإمارات التاريخي للمناخ الذي تم إطلاقه في ختام فعاليات مؤتمر الأطراف (COP 28) ووضع العالم على المسار الصحيح للحفاظ على البشرية وكوكب الأرض، مؤكداً ان الاتفاق يرسي معايير جديدة ويساهم في الحد من الأخطار التي تواجهها الدول الأكثر عرضة لتداعيات التغير المناخي بما يحقق التوازن بين متطلبات التنمية والعمل المناخي.
قفزة نوعية
بدوره قال فيصل البناي، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة: “في ضوء التطور السريع الذي يشهده الذكاء الاصطناعي والقفزة النوعية المرتقبة في هذا المجال عام 2024، يواصل مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة جهوده لتعزيز البحث والتطوير في إمارة أبوظبي وإثبات التزامه تجاه الارتقاء بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ويتضمن ذلك الإشراف على “فالكون”، النموذج اللغوي الأول من نوعه في دولة الإمارات وواحد من أقوى النماذج أداءً على مستوى العالم، وذلك من خلال جهتيه المختصتين معهد الابتكار التكنولوجي وشركة AI71.
وتابع: “نفخر بكوننا شريك البحث والابتكار للقمة العالمية للحكومات حيث يجتمع صناع القرار وقادة قطاع التكنولوجيا من حول العالم لاستكشاف الأسس المسؤولة لنشر تقنيات الذكاء الاصطناعي وغيرها من الأولويات في هذا المجال الواعد، فضلاً عن تبادل الآراء والمساهمة في الحوار العالمي بهذا الشأن”.
مستقبل أفضل
وأكد مسعود م. شريف محمود، الرئيس التنفيذي لـ”اتصالات من إي آند”: “نعتر بكون “إِي آند” شريكاً رائداً للقمة العالمية للحكومات؛ لما تمثّله القمة من منصة عالمية لتبادل الخبرات والتَبّاحُث بين نخبة العقول وصنَاع القرار؛ لصنع مستقبل أفضل للجميع”.
وتابع: “تمتلك “إي آند” خبرات طويلة الأمد تمتد إلى 48 عاماً في قطاعي الاتصالات والتكنولوجيا، الأمر الذي يتيح لها مشاركة الرؤى والاستراتيجيات والتطلعات خلال المحاور الأساسية لأجندة القمة العالمية للحكومات، وإثراء الحوار حول تسخير قدرات الذكاء الاصطناعي ودور التكنولوجيا في تسريع وَتيرّة النمو وتشكيل اقتصادات المستقبل والاستدامة والمدن الذكية”.
وأضاف: “تتطلع “إي آند” إلى أن تكون مشاركتها في القمة العالمية للحكومات فرصةً لاستعراض التفوق التكنولوجي وأن تتكلل أعمال القمة بالنجاح التام لتواصل دولة الإمارات العربية المتحدة تعزيز مكانتها العالمية كحاضنة للتقدم وملتقى حوار الشعوب والحضارات والحكومات”.